الجمعة، 19 رمضان 1445هـ| 2024/03/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

جواب سؤال: المستجدات السياسية في باكستان 

 

 

 

السؤال:

 

في 27 من كانون الأول/ ديسمبر 2012، أعلن "بيلاوال بوتو زرداري" نجل الرئيس الباكستاني زرداري، رسميا عن دخوله السياسة الباكستانية، أرجو توضيح سبب هذا التوقيت في هذه اللحظة لدخول السياسة الباكستانية، وهل هي متصلة بالانتخابات العامة الباكستانية في عام 2013؟

 


الجواب:

 

1- تهيمن على الوسط السياسي في باكستان وفي شبه القارة الهندية الأسر الغنية من التي شاركت في سياسة الأسر الحاكمة منذ الأيام الأولى للاستقلال عن الحكم البريطاني، وقد هيمنت هذه الأسر على الحياة السياسية في باكستان والهند وبنغلادش بدعم من القوى الكبرى مثل بريطانيا وأمريكا، واعتبرت هذه الأسر الحكم في هذه البلدان حقا أصيلا لها، وبالتالي، فإنّه ليس من المستغرب أن تجد المشهد السياسي في باكستان تهيمن عليه عائلة بوتو أو عائلة أخوة شريف، كما أنّ المشهد السياسي في الهند طغى عليه عائلة غاندي، والحياة السياسية في بنغلادش تحكمها عائلات ضياء الرحمن والشيخ مجيب الرحمن.


وعقلية "بيلاوال" تشكلت على هذا الأساس، وفيما يتعلق بالمشاركة في السياسة الباكستانية فإنّه يتخذها وسيلة لمواصلة إرث جده لأمه "ذو الفقار علي بوتو"، والد بينظير بوتو والدة بيلاوال. وقد أشار بيلاوال مرات عدة إلى هذا الإرث السياسي، ولذلك فهو يرغب في المحافظة عليه، ففي حديث له في حفل إغلاق قبر والدته قال فيه "إنّ حزب الشعب الباكستاني ليس مجرد حزب سياسي، بل هو حياتنا ".

2- تبذل القوى الأجنبية ووكالات الاستخبارات التابعة لها قدرا كبيرا من الوقت والجهد في شبه القارة الهندية لزراعة وكسب أفراد الأسر من هذه السلالات السياسية، لتحكم نيابة عنهم، فهذا هو أحد الأساليب المفضلة للقوى الكبرى للهيمنة والسيطرة، أي عبر السلالات السياسية، وعندما تنتهي صلاحية أي عضو من هذه الأسر أو عندما يصبح بلا فائدة أو حينما يعارض رغبات أسياده، فإنّ تلك القوى تقوم بإحالته على التقاعد بهدوء أو قتله، وبالنسبة لعائلة بوتو، فقد تم قتل أفراد منها أو اغتيالهم في الصراعات التي دارت بين بريطانيا وأمريكا من أجل السيطرة على حزب الشعب الباكستاني (PPP). وبالتالي فإنّه ليس من المستغرب أن نرى بريطانيا وأمريكا تشجعان وتغازلان بيلاوال ليسير على خطى والدته أو جده.

3- ثمة عامل آخر في سبب الإعلان الرسمي لبيلاوال وهو تقوية حزب الشعب الباكستاني الذي ضعف وفقد مصداقيته بشكل كبير بسبب فضائح الفساد العديدة وعدم الكفاءة والمحسوبية، كما وأضرت هذه الفضائح بشعبية زرداري بشكل كبير وقللت من قدرة حزب الشعب الباكستاني على شن حملة فعّالة للانتخابات العامة المقرر إجراؤها في وقت لاحق من هذا العام، لذلك تم تشجيع الشاب بيلاوال على المشاركة في العمل السياسي، ولإعادة القيم التقليدية للحزب مع قاعدة الحزب من الناخبين الساخطين، وهذا يشبه في نواح كثيرة ما حصل مع راهول غاندي حين حاولت أن ترفع من أسهم حزب المؤتمر الهندي قبل بضع سنوات، وينبغي أيضا أن نتذكر أنّه بسبب صغر سن بيلاوال فإنّه غير قادر على خوض الانتخابات العامة المقبلة، لذلك فإنّ دوره شكلي أكثر منه حقيقي وهو بداية لرحلة طويلة من الاستمالة السياسية.

4- ولكن ربما كان العامل الأكثر أهمية في إعلان بيلاوال هو أنّ أمريكا بحاجة ماسة لوجوه جديدة غير ملوثة بالفضائح والفساد للمشاركة في الحياة السياسية في باكستان. فالوسط السياسي في باكستان من السياسيين الفاسدين وغير الأكفاء وغير القادرين على تمثيل مصالح دوائرهم الانتخابية، وبدخول عمران خان المعترك السياسي في عام 2011 ودخول بيلاوال في عام 2012، فإنّ أمريكا تسعى إلى معالجة الشعور بالاستياء من السياسية الحالية التي استفحلت في البلاد.

والخلاصة أنّ دخول بيلاوال المشهد السياسي في باكستان هو لإعطاء دفعة لبعض كوادر حزب الشعب الباكستاني، قبل الانتخابات العامة القادمة وكذلك لبدء مشوار الاستمالة السياسية، ومع ذلك فإنّ أمريكا تواجه عقبات هائلة في إيجاد وجوه جديدة للمشهد السياسي، بسبب العداء لأمريكا والصحوة السياسية المتجددة بين الناس، ولهذا السبب كانت الجهود الأمريكية من أجل تعزيز موقف عمران خان، وهذا الذي جعل الناس يرون بأنّ عمران خان رجل أمريكا بسبب تأييد أمريكا له ولإحاطته بالعديد من العملاء الأمريكيين لضمان الحفاظ على الهيمنة الأمريكية في باكستان، لذلك فإنّه من المرجح أن ينظر لبيلاوال بالطريقة نفسها التي ينظر فيها لأبيه زرداري، إن لم يكن أسوأ.

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع