الجمعة، 19 رمضان 1445هـ| 2024/03/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
روسيا

التاريخ الهجري    4 من ربيع الثاني 1436هـ رقم الإصدار: 14 / 1436u0647u0640
التاريخ الميلادي     الأحد, 25 كانون الثاني/يناير 2015 م

بيان صحفي فعالية أخرى في روسيا نصرةً لرسول الله صلى الله عليه وسلم (مترجم)


تجمع المسلمون في 2015/01/23م في المسجد المركزي في محج قلعة للتنديد بنشر الرسوم المسيئة للرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم والأمة الإسلامية في الصحيفة الفرنسية. وكانت هذه الفعالية في داغستان هي الثالثة بعد مظاهرات أنغوشيا والشيشان.


إن الفعاليات التي جرت في جمهوريات شمال القوقاز أظهرت أمرا مهما وهو غيرة وانتماء المسلمين في روسيا لدينهم وعقيدتهم، وقد كان الاحتشاد الضخم الذي جرى تنظيمه في الشيشان أكبر مثال على ذلك؛ حيث هيأت السلطات الرسمية كل الظروف لمشاركة المسلمين فيه، بإعلانها يوم الفعالية عطلةٌ رسمية، ودعوتها كل من يستطيع للمشاركة والحضور. وبحسب التقارير الصحفية فإن أعداد المشاركين في غروزني بلغت مليونا، بمن فيهم أناس أتوا من مناطق مختلفة من روسيا، ما يؤكد قوة المشاعر الإسلامية عند المسلمين، ولو لم تُحظر مثل هذه الفعاليات في أحداث أخرى لشهدنا كثيرا منها لدعم المسلمين وحماية بعضهم بعضاً في حالات منع الحجاب في المدارس، ومنع كتب الثقافة الإسلامية، ولثاروا ضد تلفيق التهم المزورة لحملة الدعوة وغير ذلك من السياسات الروسية المعادية للإسلام.


ولكن الوضع هذه المرة كان مختلفاً، حيث إن المشاعر المعادية للإسلام قد خرجت من بلاد الغرب، ومعلوم أن علاقات روسيا معها تشهد توترا في الآونة الأخيرة. لذلك قامت روسيا باستغلال الموقف؛ في المقام الأول لإظهار نفسها على أنها هي التي تدافع عن مشاعر المسلمين بخلاف الغرب، بالإضافة إلى أن هذا التفاعل يمكن أن يكون له تأثير إيجابي في تحسين صورة البلد الذي اعتاد المسلمون فيه التعرض للضغط المستمر من السلطات المختلفة. لقد حاول المتحدثون في الاحتشاد من المسؤولين الرسميين، إلى جانب استنكارهم للرسوم المسيئة، حاولوا التأكيد على ولائهم لروسيا، بل أكثر من ذلك؛ فوضعوها في صورة لا تستحقها؛ حيث أكدوا مراراً وتكراراً على أن "روسيا قد أوجدت الظروف المثالية للمسلمين"، ومن ناحية أخرى فإن عدم الرد على إهانة 20 مليون مسلم في روسيا يثير مخاوف السلطات هناك من المسيرات العفوية غير المرغوب فيها في ظل الظروف السياسية الحالية. وهكذا صرح رئيس الشيشان رمضان قديروف بالقول "المسلمون لا يمكنهم بأي حال أن يسمحوا بأن يُستغَلوا لتعكير الوضع في روسيا، لقد كنا دائما المدافعين الموثوق بهم في روسيا، واليوم نحن قادرون على رد أي عدوان على بلادنا". إن أيَّ احتجاجات خارج سيطرتها تعتبرها السلطات الروسية غير مرغوب فيها مطلقاً؛ لأنها يمكن أن تكشف عدم رضا قطاعات واسعة من السكان وتزعزع الاستقرار في البلاد. لذلك كان تنظيم هذا الاجتماع من قبل السلطات خطوة ضرورية تُمليها الأوضاع المتوترة مع الغرب والوضع السياسي المتدهور.


إذا كان رجال "السلطات الدينية" في روسيا مجبرين سابقا للدعوة لـ "إسلام معتدل في روسيا"، فإنهم اليوم قد اضطروا للقول بأن الإساءة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، هي إساءة لمليار ونصف المليار مسلم في العالم. إن هذا يدل على أن "رجال الدين" يدركون جيدا أن الإسلام واحد، ولا يخضع للأوطان والقوميات، وإنما يُمنع مثل هذا الحديث فقط في الظروف العادية. حتى إن الكثيرين من رجال السياسة والشخصيات العامة قد بدأوا بتسمية الأشياء بأسمائها؛ فعلى سبيل المثال فإن البيان الختامي للاجتماع الذي عقد في أنغوشيا وصف الحكومات الغربية بأنها "هدّامة" وتهدف إلى "تفاقم العلاقات بين الأديان"، وقال رئيس جمهورية أنغوشيا يونس بيك إفكوروف بأن "نشر الرسوم المسيئة لأكثر الناس تقديسا عند المسلمين، الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ما هو إلا مظهر من مظاهر التطرف الذي تمارسه بعض الدول الغربية". كما شكك الكثيرون في البداية في الرواية الرسمية لما حدث، واعتبروها استفزازا وتمهيدا لأمر آخر. وهكذا فإن الوضع السياسي الراهن قد دفع الناس للتحدث علناً عن فساد القيم الغربية وفضح جوهر سياسة الغرب ضد الإسلام دون خوف من مخالفة كلامهم للموقف الرسمي للكرملين.


أما بالنسبة للمسلمين، فمما لا شك فيه أن تحركهم كان بنيّة الدفاع عن شرف النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. ومهما حاول المسؤولون خلط الإسلام بالوطنية والقومية، فإنه كان واضحاً أن الجماهير كان هدفهم واحدا وهو: إظهار حبِّهم للرسول صلى الله عليه وسلم، وحمايته من التعرض للإساءة. ومن السهولة معرفة ذلك من خروج مئات الآلاف من المسلمين في المسيرات والحديث عن وحدتهم، وغيرتهم على دينهم والدفاع عن عِرض أشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، معبّرين خلالها عن حبهم ومشاعرهم العميقة له ولدينهم. إن الاستعداد للدفاع عن الإسلام لم يظهر عندهم فجأة، بل هو مستند دائما على العقيدة الإسلامية التي يؤمن بها كل مسلم كقيمة عليا. إن مصلحة الأمة تقتضي أن لا تمرّ أي إهانة أو إذلال لها دون ردٍّ أو اهتمام، وعندها سنكون من بين أولئك الذي قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خِيَارُ أُمَّتِي أَوَّلُهَا وَآخِرُهَا، وَبَيْنَ ذَلِكَ ثَبَجٌ أَعْوَجُ لَيْسُوا مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُمْ».


يجب على السلطات الروسية أن تدرك أن المسلمين موحّدون في مشاعرهم وأفكارهم، وعليهم أن يدركوا كذلك حقيقة أنهم لن يتخلوا أبداً عن عقيدتهم. وإذا أرادت روسيا حقا أن يسود السلام والهدوء بين الأديان في البلاد، فإن عليها أن تغيّر مواقفها تجاه الإسلام والمسلمين بإعطائهم الحق في ممارسة شعائر الإسلام بسلام.

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في روسيا

 

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
روسيا
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 
http://www.hizb-russia.info
E-Mail: mail@hizb-russia.info

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع