الخميس، 09 شوال 1445هـ| 2024/04/18م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
إلى أبنائنا في الثكنات العسكرية، من أمهات الشهداء

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

إلى أبنائنا في الثكنات العسكرية، من أمهات الشهداء


إن تاريخ المرأة المسلمة تاريخ مشرق؛ فهي مربية الأبطال الذين رفعوا هذه الأمة الإسلامية إلى مرتبة خير أمة أخرجت للناس عندما نصروا الإسلام وعملوا على تطبيقه وحملوه إلى العالم. كانت الدولة دولة إسلامية والحاكم خليفة المسلمين والجيش جيش الفتوحات والانتصارات، جيش الجهاد والاستشهاد في سبيل إعلاء كلمة الله وليس لسبب آخر، ربت المرأة المسلمة أبناءها لمثل ذلك؛ وهذه أم محمد الفاتح ربته تربية إسلامية صحيحة وأرسله والده إلى ساحات الجهاد وكان هو مشتاقاً أن ينال الشرف المذكور في الحديث الشريف: قال ﷺ: «لَتُفْتَحَنَّ القسْطَنْطينيةُ، فَنِعْمَ الجَيْشُ جَيْشُهَا، وَنِعْمَ الأميرُ أَميرُها» وقد فعل.


هذه نماذج فهمت السبب الذي خلق الله تعالى الناس من أجله، ودور المرأة المسلمة واضح وضوح الشمس فهي منجبة الأبطال ومربيتهم التي قالت لهم لا ترجعوا نريدكم شهداء ولهذا أنجبناكم لتأخذوا بأيدينا إلى الفردوس الأعلى. وهذه قمة فرحتها عندما تنصب الخيام لعرس الشهيد. إن الأمة الإسلامية تجود وتضحي بفلذات أكبادها.. لا تجد بيتاً من بيوت المسلمين في أنحاء العالم إلا وقد قدم شهيداً في سبيل إعلاء كلمة الله ونصرة الإسلام، ناهيك عن فلسطين والشام. نعم، قدمت المسلمات فلذات أكبادهن لله ولرسوله ولا زلن يقدمنهم ويربينهم على الجهاد وحب الشهادة، هي تجاهد بأغلى ما تملك، ابنها، الأول فالثاني والثالث...! كيف لا وقد قَال رسول الله ﷺ: «الجَنَّةُ تَحْتَ ظِلالِ السُّيوفِ»، وَقَالَ: «عَيْنانِ لا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عينٌ بَكَتْ منْ خَشْيةِ الله وَعَيْنٌ بَاتتْ تَحْرسُ في سَبيلِ الله».


إن موقف أم الشهيد موقف ثابت لم يتغير مع تغير الواقع إلى واقع فاسد، إلا أننا نحتاج إلى أن نفهم نقطة مهمة وحيوية! أن وجع هذه الأم على أبنائها يتحول إلى غضبٍ عارمٍ على من خذلهم وضيع دماء الشهداء! فلقد باتت هذه التضحيات تضحيات فردية تفرح بها الأسرة ويروج لها الإعلام، وانتهى الموقف!! لكن في حقيقة الأمر أن أمهات الشهداء قدمن أبناءهن وبناتهن لتحرير أمتهم ولنهضتها، وفي استشهاد أبناء المسلمين هدف لا بد أن يتحقق، أن ينتصر الحق، وأن يُهزم الباطل، أن تدك عروش الطغاة وأن ينتصر الإسلام على الكفر! إن من يجعل هذه التضحيات، تضحيات أم الشهيد، تحقق إنجازاً للأمة هو أن يكون الجهاد في سبيل الله منظومة متكاملة، في ظل دولة إسلامية قوية هي الكيان السياسي التنفيذي الذي يُحيي القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.


فما خرج ابن العشرين عاماً مجاهداً إلا استجابة لله ولرسوله الكريم ﷺ وما من مسلم إلا وأحب أن يلقى الله تعالى شهيداً؛ ولمثل ذلك وجدت جيوش الأمة، إلا أن جيوشنا تدجنت وضاعت مع ضياع الأمة.


إن ما يحصل اليوم في بلاد المسلمين من عمليات استشهادية وطعن ودهس من جانب الأمة وقصف وتدمير واعتقالات وتعذيب من جانب الطغاة الحكام الجبريين في بلادهم هو تحرك طبيعي لا بد أن تنتصر فيه الأمة. وما يحدث في فلسطين في هذه الأيام هو خير دليل أن أمة الجهاد والاستشهاد حية تنتظر أن تحرر فلسطين من اليهود، ذلك لأن الأمة تجود ولا تبخل بفلذات أكبادها، كل مسلمة هي أم لشهيد وكلنا أم الشهيد. إلا أن هذا المشهد ناقص.. ينقصه الظهر القوي الذي يستند إليه شباب المسلمين، هم المخلصون في الجيوش الذين يمتلكون الأسلحة، كما يستند الأعداء إلى المجرمين!


فمنذ عشرات السنين ومنذ أن هدمت خلافة المسلمين الأولى فقدت أم الشهيد العنصر الأساسي الذي يأخذ أبناء المسلمين إلى الجنة بالشهادة، ويحقن دماء المسلمين، بل ويضبط أسباب هذه الشهادة ضبطاً شرعياً صحيحاً، فالشهادة تكون في سبيل الله فقط ولا تكون للوطنيات ولا للقوميات، فلم يكن دور جيوش المسلمين يوماً الدفاع عن النظام أو أراضيه وثرواته التي نهبها من الشعب، ولم يكن دوره منع دخول المسلمين إلى بلاد المسلمين كما يحصل بين سوريا وتركيا وبين فلسطين المحتلة ومصر، لم يكن دوره غير الدور الذي فرضه الله تعالى عليه وهو إعلاء كلمة الله ونصرة الإسلام ونصرة المسلمين والمظلومين، ونشر الإسلام والحكم بما أنزل الله تعالى بالجهاد.


أما اليوم فقد كُسر ظهر الأمة وضاعت دماء الشهداء عندما تقاعست الجيوش عن حمل الأمانة، ورضخت للحكام الظالمين وهم أهل قوة ونصرة ومنعة!! فلم تعد الصرخات التي خرجت وتخرج يومياً من قلوب الأمهات المحترقة الصابرة في العراق ومصر والسودان وأفغانستان وباكستان تستنهض الجنود بغياب المعتصم، صرخات كانت تستقر في صدور أعداء الله ورسوله لتزرع فيهم رعباً قديماً نريد أن نحييه مرة أخرى فيهم؛ رعب الكفار من الجهاد ومن جيش الخلافة الراشدة الذي لا يهزم! لم تعد هذه الصرخات تهم الجنود!


يا هذا!


أليس فيك رجولة؟!


أليس فيك نخوة؟!


مدججٌ أنت بالسلاح وتتباهى بأنك طيار بارع وقبطان خبير..


بل انظر من قتلت؟! وأخاك من خذلت!


يا هذا!


ألم تتلق التدريبات وامتلأت غروراً بالعضلات؟!


ثم نمت وربضت في الثكنات تحرس حدوداً مزيفة بين المسلمين رسمها الكفار المستعمرون وتمنع الأبرياء من السعي في أرض الله الواسعة؟
نذكرك...


ألم تقل أنك أصبحت جنديا لتحمي العقيدة وبلاد المسلمين والعباد؟!


أم أعجبك أن تحمي كراسي الحكام الرويبضات؟!

أم أصبحت جنديا لتحمل حقائب السفر وتفتح الأبواب وتحضر الاحتفالات؟!


أم أنك أعمى ولا ترى ابني ينزف؟!


أو أصم ولا تسمع صرخات فلذات الأكباد؟!


أم أنت ميت القلب ولا تشعر بالأمهات ولا يهمك غير القصور والسيارات؟!


أم أنك استسغت نار جهنم ونسيت العذاب؟!


وعلقت تخاذلك على شماعة طاعة الرئيس وبررت خنوعك بأنك "عبد" وقلت أنا عبد مأمور لا طاقة لي بحرب العصابات؟!


فعلاً أنت عبد مأمور.. لكن هل تركت عبادة رب العباد؟


إني أحملك مسؤولية دم ابني، خصيمتك أنا يوم القيامة أمام الله في عِرض ابنتي، وموت وحرق طفلي، وهدم منزلي، واعتقال زوجي، وتحرير بلادي.


يا جنود الرحمن! نقول لكم:


تأخرتم كثيراً في خلع أيديكم من طاعة السفهاء ولم ينتهِ دور الجيوش الإسلامية عند الخنوع والسبات والشلل، بل عليكم أن تتحركوا وأن تتخذوا مواقف مشرفة فإن المستقبل لهذا الدين! ولكم في رسول الله ﷺ أسوة حسنة. ففي أشد الحالات حرجاً، وفي أحلك الظروف نناشدكم أن تقفوا مع أمتكم، وأن يترسخ اليقين في نفوسكم بأن مستقبل هذه الأمة العظيمة في أيديكم! ونذكركم بغزوة الخندق، ففي أثناء حفر الخندق، اعترضت صخرة طريق الحفر، ولم يستطع المسلمون تفتيتها، فأخذ الرسول ﷺ المعول، فَقَالَ: «بِسْمِ اللَّهِ، فَضَرَبَ ضَرْبَةً فَكَسَرَ ثُلُثَ الْحَجَرِ، وَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الشَّامِ وَاللَّهِ إِنِّي لَأُبْصِرُ قُصُورَهَا الْحُمْرَ مِنْ مَكَانِي هَذَا. ثُمَّ قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ، وَضَرَبَ أُخْرَى فَكَسَرَ ثُلُثَ الْحَجَرِ، فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ فَارِسَ وَاللَّهِ إِنِّي لَأُبْصِرُ الْمَدَائِنَ وَأُبْصِرُ قَصْرَهَا الْأَبْيَضَ مِنْ مَكَانِي هَذَا. ثُمَّ قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ، وَضَرَبَ ضَرْبَةً أُخْرَى فَقَلَعَ بَقِيَّةَ الْحَجَرِ، فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الْيَمَنِ وَاللَّهِ إِنِّي لَأُبْصِرُ أَبْوَابَ صَنْعَاءَ مِنْ مَكَانِي» فأنتم من سيحقق هذه البشارات وأنتم من ستُقبل عليكم أم الشهيد لتقدم ابنها هدية لله فإما الشهادة أو النصر!


يا أبناءنا في الجيوش الإسلامية.. في الأردن في مصر وفي السودان وفي تركيا وباكستان والحجاز.. نحن أمهاتكم.. نناشدكم.. أن تقوموا بدوركم في خلع أيديكم بل رقبتكم من إمارة السفهاء الذين أذلونا، أنتم أولادنا أيضاً، وعليكم تحرير هذه الأمة من الحكم الجبري كما فعل إخوانكم في سوريا، وثاروا لله وحده. إنا نطالبكم بهبة واحدة تسحب السجاد من تحت أمريكا والغرب الذي يعول عليكم في قتل وقمع أبناء أمتكم، ويعول على استمراركم في خضوعكم للأنظمة الفاسقة العميلة، فاقلبوا الطاولة عليهم، وقوموا إلى رب العالمين، قوموا بإعطاء النصرة لحزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، بها وحدها تستقيم الأمور ويكتمل المشهد وتطمئن أم الشهيد وتُصان دماء الشهداء.

كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
غادة محمد حمدي - السودان

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع