الثلاثاء، 09 رمضان 1445هـ| 2024/03/19م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

  أيها المسلمون! يجب أن نضاعف الجهود في شهر رمضان المبارك للخلاص من الأنظمة الحالية وإقامة دولة الخلافة التي ستوحدنا وتعيد لنا مجدنا مترجم

نحمد الله على أن بلَّغ المسلمين شهر الرحمة رمضان لهذا العام. ونحمد الله على صيامه تلبية لأمر الله  سبحانه وتعالى، ولما في صيامه من رمزية وحدة الأمة في عبادتها لله في جميع أصقاع المعمورة. وهو الشهر الذي انزل فيه القران حيث يقول رب العزة } شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ... { البقرة185.

 

لقد كان القران العظيم الذي انزله الله سبحانه وتعالى للناس كافة بمثابة الأساس الذي توحد عليها المسلمون السابقون، بدل الروابط التي كانت تربط الناس من قومية وقبائلية ووطنية وغيرها. حيث عاش المسلمون في جميع أنحاء العالم أعزاء مكرمين لأكثر من ثلاثة عشر قرنا تحت ظل دولة الخلافة التي نَظَّمت حياة الناس بما أنزل الله سبحانه وتعالى. وقد قادت الأمة الإسلامية طيلة تلك المدة البشرية في الموقف الدولي، وسطرت تاريخ للظفر والتمكين خصوصا في شهر رمضان، فهزم جيشُ محمد (صلى الله عليه وسلم)، جيشُ الدولة الإسلامية، القوى الجاهلية في قريش في معركة بدر حيث كانت في شهر رمضان. كما وفتحت الدولة الإسلامية مكة في شهر رمضان والتي تبعها بسط سلطان الإسلام الكامل على الجزيرة العربية،  كما فتح الله في شهر رمضان على يد الخلفاء الراشدين والخلفاء الذين جاءوا من بعدهم البلاد والأمصار حيث هزموا الصليبيين والتتار.  

 

أما حالنا هذه الأيام فهو على النقيض مما كانت عليه الأمة من قبل، فما هو واقع الدول التي نعيش فيها هذه الأيام؟ إننا نعيش في دول فاشلة بالرغم من أن الله سبحانه وتعالى وصفنا بخير أمة أخرجت للناس، فنحن الآن  مقسمون وممزقون، وأبناؤنا يموتون جوعا بالرغم من امتلاكنا لأكثر ثروات العالم، وبالرغم من خصوبة أراضينا الزراعية. ونشهد اليوم قتل أبنائنا وإخواننا وانتهاك أعراض بناتنا وأخواتنا، والكفار المستعمرون احتلوا بلاد المسلمين في أفغانستان والعراق وفلسطين والشيشان وكشمير وغيرها، بالرغم من تاريخنا العريق في هزيمة مختلف قوى الكفر. والأمة اليوم مهانة الكرامة ومهزومة ولا تقوى على الرد على أعدائها ومقاومة اعتداءات المستعمرين بالرغم من امتلاكها لجيش عظيم يزيد تعداده عن خمسة ملايين جندي. والله سبحانه وتعالى يقول } ... وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ { المنافقون8.

 

أيها المسلمون!

 

لقد بدأت مذلتنا وهزيمتنا عندما سقطت دولة الخلافة في الثامن والعشرين من رجب لعام 1342 هجري الموافق الثالث من آذار لعام 1924 للميلاد. فلم نعد نتصف بصفات خير أمة أخرجت للناس بسبب عدم حكم حكامنا الحاليين لنا بالقران الذي جاء لنا بأعظم نظام ينظم حياة البشر. وحُصِرَ الإسلام في زاوية العبادات من مثل الصلاة والصيام والزكاة، والله سبحانه وتعالى يقول } إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً { النساء

105

وزيادة على ذلك فان حكامنا أبقونا ممزقين ولم يمكنونا من الاستفادة من ثرواتنا، بالرغم من أنه لو تم توحيد ثرواتنا فسنشكل حينها عملاقاً اقتصادياً كبيراً. فمنذ أن سقطت دولة الخلافة على أيدي الكافر المستعمر مُزقت الأمة إلى أكثر من خمسين  دويلة، نصب الكافر المستعمر على كل دويلة منها حاكماً عميلاً له. هذا على الرغم من أن الله سبحانه وتعالى فرض بأن يكون المسلمون إخوة حيث قال } إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ { الحجرات10.

 

إننا منهزمون وأذلاء لأن حكامنا حولوا جيوشنا إلى قوات حفظ للسلام، بدل حملها للإسلام كما كان عليه أجدادنا من مثل خالد بن الوليد ومحمد القاسم وبختار خليجي. أما  حكامنا فهم إما ديمقراطيون أو دكتاتوريون أو عسكريون وجميعهم عملاء لأسيادهم الكفار، ويدفعون بجيوشنا للتدريب المشترك مع أعدائنا والله سبحانه وتعالى يقول { وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ } الأنفال60.

 

أيها المسلمون!

 

إن حكامكم قد القوا بالقران والسنة وراء ظهورهم، وقد قسموا بلادكم وثرواتكم، وأسلموكم لأعدائكم لذلك عليكم في هذا الشهر الكريم العمل الجاد لتتخلصوا من الحكام العملاء الفاسدين وتبايعوا خليفة عليكم بدلا منهم، فهو أهم فرض تقومون فيه في هذا الشهر الكريم. وإذا قبلنا وسكتنا عن هؤلاء الحكام فسينطبق علينا حينها حديث المصطفى (صلى الله عليه وسلم) الذي قال فيه «يا كعب بن عُجرة أعاذك الله من إمارة السفهاء، قال: وما إمارة السفهاء؟ قال: أمراء يكونون من بعدي لا يقتدون بهديي ولا يستنون بسنتي، فمن دخل عليهم وصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فأولئك ليسوا مني ولست منهم ولا يردون على حوضي، ومن لم يدخل عليهم ولم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فأولئك مني وأنا منهم وسيردون على حوضي» .

 

أيها المسلمون!

 

الخلافة وحدها التي ستحكم بما أنزل الله سبحانه وتعالى وهي وحدها القادرة على توحيد الأمة على الكتاب والسنة، وهي القادرة على حماية المسلمين من المعتدين الغاشمين وحمل رسالة الإسلام للعالم بالدعوة والجهاد.

 

 في هذا الشهر المبارك تصفد الشياطين وتفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار، وها قد لبيتم نداء ربكم فأسرعتم لصيام الشهر إيمانا منكم واحتسابا. فلبوا كامل مقتضى الإيمان حيث فرض عليكم العمل لإقامة دولة الخلافة.  فالله سبحانه وتعالى يقول } فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً { النساء65. وقد حذرنا الله سبحانه وتعالى من الأخذ ببعض الكتاب وترك بعضه الأخر حيث قال }... أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ { البقرة

85

التاريخ الهجري :30 من شـعبان 1429هـ
التاريخ الميلادي : الأحد, 31 آب/أغسطس 2008م

حزب التحرير
ولاية بنغلادش

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع