Logo
طباعة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

حرق المصحف هو عدوان على كل مسلم

 

قام بعض الحاقدين بالتخطيط لحرق نسخ من القرآن الكريم والإساءة إليه بطريقة قبيحة مقززة خارج مسجد في مالمو يوم الجمعة الماضي. لقد سمحت لهم الشرطة فعل ذلك بادئ الأمر ولكن ليس أمام المسجد. يوم الأربعاء تناقلت العديد من المواقع الإعلامية أن الشرطة سحبت الترخيص لذلك العمل لأسباب أمنية. ولكن على الرغم من ذلك انتشرت يوم الجمعة العديد من الصور والفيديوهات تظهر استعراضا تركل فيه نسخ من القرآن بالأقدام وترمى على الأرض، في ساحة كانت الشرطة قد أغلقتها أمام العموم وذلك لينفذ المبغوضون عملهم دون أن يتعرض لهم أحد. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل خدعت الشرطة المسلمين بإشاعة نبأ سحب الترخيص، أم أنها سمحت أن يُساء إلى القرآن بدون ترخيص؟! في الحالتين يكون الأمر من الخطورة بما يدعو إلى القلق.

 

هذه ليست المرة الأولى التي يُهاجم فيها الإسلام. نذكر جيداً الإساءة لرسولنا الأكرم ﷺ عام 2007 عبر الرسوم المسيئة بذريعة حرية التعبير. وفي العام 2017 أعلن أحد السياسيين أن المسلمين في الحقيقة ليسوا بشرا. وفي السنة نفسها ساوى وزير العدل والداخلية السويدي مورغان يوهانسون بين المسلمين والنازيين والمتطرفين اليمينيين، وألقى عليهم اللوم بنشر المعاداة للسامية.

 

منذ وقت طويل والمقدسات الإسلامية يُساء إليها والشعائر الإسلامية تُجرَّم لإجبار المسلمين على الانصهار في ثقافة الغرب وتبني الأفكار العلمانية، والتخلي عن قيمهم الإسلامية. المظاهرات ليلة الجمعة الماضية أظهرت أن الإسلام عزيز في قلوب المسلمين، وأنهم أبداً لن يرضوا بأن تُهان مقدساتهم، وأنهم لن يتخلوا عن هويتهم الإسلامية. لذلك فإن الغرب لن يفلح بإذابة المسلمين في مجتمعه الخرب.

 

لذلك يلجأ الغرب ومن ضمنه السويد لأساليب التهديد والإجبار للضغط على المسلمين كي ينسلخوا عن دينهم. ففي تقرير للكلية الحربية في عام 2009 اعتبر التقرير أن إعفاء اللحية وارتياد المساجد مظهر من مظاهر التطرف. ومنذ عام 2019 يُشترَط على من يريد العمل في بلدية تريليبورغ أن يصافح الجنس الآخر، وفي العام نفسه مُنع الخمار في المدارس في بلديتين سويديتين. وفي العام 2018 طالبت زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي إبَّا بوش تور بمنع الأذان، وحاولت بلدية رونبي عام 2017 منع الصيام في المدارس. وكذلك حاولت بلدية بروموللا حظر الصلاة أثناء الدوام في العمل. كل هذه الأمثلة تبين بوضوح مسؤولية السياسيين عن الاستفزازات المتكررة ضد الإسلام والمسلمين.

 

إن اليمين المتطرف لم ينشأ من فراغ بل هو نتيجة طبيعية للسياسات المهيمنة في الغرب عامة ومن ضمنه السويد. إن الحملات الإعلامية المعادية للإسلام والمسلمين في العالم الغربي تغذي اليمين المتطرف الذي أصبح أداةً لترويع المسلمين ولدفعهم إلى الاندماج القسري والكامل خوفاً من اليمين وتنامي قوته. فهي تقول للمسلمين أنتم أمام خيارين، إما التخلي عن دينكم وهويتكم وولائكم لعقيدتكم وتبني العلمانية والذوبان في المجتمع وإظهار ولائكم للنظام فيحتضنكم ويحميكم، أو ليس أمامكم سوى اليمين المتوحش الذي سيفترسكم.

 

أيها المسلمون:

 

لا يجوز بحال من الأحوال أن نسكت حين يُهان ديننا ورسولنا وكتابنا. وإنه لمن الواجب علينا أن نتصدى لكل محاولة للنيل من مقدساتنا، وإن لم نفعل فإن ذلك يعتبر خيانة لله ولرسوله، وموقفَ ضعف وجبن ولو حاول البعض أن يلبسه قناع الحكمة والرزانة. لا يجوز لنا أن نميت مشاعرنا تجاه أقدس ما نحب. لا بد أن نخوض هذه المواجهة بجدارة، بعيداً عن الارتجال وردات الفعل وأعمال العنف التي لا يقرها الإسلام، بل يستفيد منها الغرب في تشويه صورة ديننا وفي تبرير حربه علينا. المواجهة الصحيحة تكون بحمل الإسلام كمبدأ بوصفه الرسالة الصحيحة من الخالق وتحدي الغرب به وعرضه بشكل سياسي وفكري مؤثر.

 

العلمانية تتهاوى ولا بديل لها سوى رسالة الإسلام. فلنكن على ثقة قوية بديننا العظيم ونقدمه باعتباره حلاً لمشاكل العالم. نحن هنا في الغرب لسنا أقلية تصارع من أجل البقاء أو المكاسب، بل نحن امتداد لأمة عريقة حكمت العالم بالعدل لأكثر من ألف عام، ولن يعيد جمع شمل الأمة وعزتها إلا تطبيق الإسلام. نحن أقوياء بديننا ونستطيع أن نحقق وننجز الكثير إذا نظمنا أنفسنا وسرنا في الطريق الصحيح دون اللجوء إلى ما حرمه الله.

 

﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين

 

 

التاريخ الهجري :10 من محرم 1442هـ
التاريخ الميلادي : السبت, 29 آب/أغسطس 2020م

حزب التحرير
السويد

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.