Logo
طباعة

بسم الله الرحمن الرحيم


منكرٌ عظيم وأمرٌ جلل... اعتماد اتفاقية عبور قوات "الناتو" من الكويت!

 


صدر قبل أيام قانون بالموافقة على اتفاقية بين حكومة دولة الكويت ومنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) بشأن عبور قوات وأفراد حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وذلك بعد موافقة مجلس الأمة. وقد أوردت جريدة الأنباء الكويتية الصادرة بتاريخ 7 أيار/مايو 2017 مواد الاتفاقية التسع عشرة ومذكّرتها الإيضاحية.


وهكذا، ويوماً بعد يوم، يزداد تسخير هذا الجزء العزيز من بلاد المسلمين لتنفيذ مصالح أمريكا وحلفائها من دول الكفر، وتركيز هيمنتهم على بلاد المسلمين. فلم تعد تكفي تلك الاتفاقيات الأمنية المشئومة الموقّعة مع أمريكا وبريطانيا، بل زادت عليها اتفاقية عبور وحصانة لمنظمة تحالف الشر؛ الناتو! ومما يزيدنا حسرة وعجباً هو أن تمر هذه المصائب مرور الكرام، فلا نقاش ولا محاسبة ولا إنكار! فإن كان أمر أمريكا وحلفائها والناتو وعداؤهم للإسلام والمسلمين خافياً علينا فتلك مصيبة، وإن كان أمرهم معلوماً فالمصيبة أعظم!


ولطالما حذرنا أهلنا من مغبة هذا التحالف المشئوم مع الناتو، ومن ذلك ما ورد في إصدار للحزب بتاريخ 21 أيلول/سبتمبر 2003 بعد تصريح وزير الخارجية الأمريكي "كولن باول" بأن الولايات المتحدة الأمريكية بصدد اعتبار الكويت حليفاً رئيسياً خارج الناتو، حيث قلنا في حينه "فإذا أصبحت الكويت حليفاً رئيسياً لأمريكا - لا سمح الله - صارت هذه الهيمنة غير معلومة الأمد. ومن السخرية أن تموّل هذه الهيمنة العسكرية بأموال المسلمين، فمنهم الجنود والعتاد ومنّا المال والإسناد، بدعوى أن هذا الوجود العسكري يحقق مصالح مشتركة للبلدين. هذا هو واقع رفع رتبة الكويت إلى حليف، وهو أن يكون الوجـود العسـكري الأمريكي في البلد وجـوداً اسـتراتيجـيـاً، فحجم هذا الوجود ونوعهُ ومدتهُ، تحدده الخطط الأمريكية الإستراتيجية للمنطقة فقط".


إن الاتفاقية الجديدة منكرة من حيث المبدأ. وقد جاء في تفصيلاتها ما يزيدها بشاعة!


فقد جاء في المادة الرابعة "ينبغي على سلطات دولة الكويت، بدون أن يتحمل حلف الناتو أي تكاليف أو أعباء أو رسوم، اتخاذ الإجراءات الضرورية لأمن وحماية حلف الناتو وقواته وأفراده ومقاوليه بما في ذلك أي طائرات أو سفن قد تكون متواجدة في إقليم دولة الكويت، وكذلك كافة الخدمات المادية اللازمة للعملية أثناء العبور".


وجاء في المادة السادسة "تمنح قوات وأفراد ومقاولي حلف الناتو الامتيازات والحصانات والتسهيلات التي تمنحها دولة الكويت للأفراد الإداريين والفنيين وفقاً للمادة 37 البند 2 من اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية".


وقد ذكر أمين عام الناتو "ينس شتولتنبرغ" أن هذه الاتفاقية تهدف إلى "تحويل جميع نشاطات الناتو في المنطقة إلى نشاطات أكثر فعالية".


وبطبيعة الحال، فإن الغطاء المهترئ لهذه الاتفاقية وغيرها هو الحرب على الإرهاب. غطاء وشعار لم يعد خافياً كذبه وتضليله للتغطية على حقيقة حرب أمريكا وحلفائها وأتباعها على الإسلام والمسلمين. كما أنه لم يعد خافياً كذلك تململ شعوب المنطقة وتطلعها نحو التحرر من ربقة النفوذ الغربي الاستعماري. فالصراع يزداد وضوحاً يوماً بعد يوم؛ صراع كفر وإسلام. صراع تستخدم فيه أمريكا وحلفاؤها وأتباعها شتى الوسائل والأساليب لإجهاض حركة المسلمين، وها هي اليوم تعبر بالناتو من شمال الأطلسي إلى الشرق الأوسط ليكون على أهبة الاستعداد للضرب والقتل والتدمير!


فلماذا نقبل أن يكون البلد مسخّراً لتنفيذ مشاريع دول الكفر وعلى رأسها أمريكا؟!


أيها المسلمون:


إن هيمنة أمريكا، وغيرها من دول الكفر، على بلدنا لمنكر عظيم، قال تعالى: ﴿وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾، واستخدام البلد قاعدة عسكرية ومعبراً للانطلاق لضرب بلاد المسلمين منكر عظيم، قال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾، وتقديم الإسناد للناتو منكر عظيم، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء﴾، ومشاركة الكافر في قتل المسلمين وتشريدهم وترويعهم منكر عظيم، قال تعالى: ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً﴾.


وهذه الاتفاقية الجديدة مع الناتو، وغيرها من الاتفاقيات الأمنية والتحالفات العسكرية مع الدولة الكبرى، منكرٌ عظيم، يجب أن تواجه بالرفض والإنكار والمطالبة العاجلة بالإلغاء. قال e: «وَالّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنّ بالمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنّ عَنِ المُنْكَرِ، أو لَيُوشِكَنّ الله أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَاباً مِنْهُ ثُمَ تَدْعُونَهُ فَلا يَسْتَجِيبُ لَكُمْ» (رواه أحمد)، وقال e: «إن من أمتي قوماً يُعطَون مثل أجور أولهم يُنكرون المنكر» (رواه أحمد).


أيها المسلمون:


قلنا مراراً إن الكافر يصول ويجول في بلاد المسلمين ليس من شجاعةٍ فيه، بل من ضعف فينا، سببه غياب الخلافة الراشدة التي توحد المسلمين تحت راية لا إله إلا الله، وتحقن دماءهم، وتصون مقدساتهم، وتحمي ديارهم، وتذب عن كرامتهم... عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ e، قَالَ: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ، يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ، وَيُتَّقَى بِهِ». (صحيح مسلم)


قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ (المائدة: 57).

 

التاريخ الهجري :14 من شـعبان 1438هـ
التاريخ الميلادي : الخميس, 11 أيار/مايو 2017م

حزب التحرير
ولاية الكويت

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.