الخميس، 18 رمضان 1445هـ| 2024/03/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

نصيحة  حزب التحرير للأئمة المخلصين والعلماء

 

من أجل أن لا يشاركوا في خطة حكومة روسيا الاتحادية الهادفة إلى تفرقة الأمة

 

(مترجمة)

 

 

بدأت روسيا الاتحادية ومنذ عام 2003م بحرب ضد حزب التحرير الإسلامي ومناصريه، الذين يرفضون التطبيق الجزئي للشرع ويعملون على إقامة الخلافة. فتضرر من جراء أفعال الحكومة المئات من المسلمين. وإن كان هذا لم يحرفهم عن العمل لوجه الله وطلب نوال رضوانه. ويعلمون أن العمل لإقامة الخلافة فرض وكل من لا يعمل لها يعتبر عاصياً، وأن الشخص يدخل النار بعصيانه، النار التي لا تقارن بالسجون، وعذابها لا يقارن بأي عذاب. والكثيرون ممن يعيشون في روسيا مسلمون مخلصون يدركون ذلك ويستمرون في العمل على هذا الطريق. بعد أن رأت الحكومة أن الناس يستجيبون لدعوة الحزب ويدركون أهمية إقامة الخلافة قررت أن تغير أسلوبها في الصراع. الآن قرروا أن لا يعتمدوا على السجن والمحاكمات بل على تفرقة الأمة وإحداث صدع بين المسلمين. صارت الحكومة تدعو الأئمة أن يحاربوا من يدعو إلى إقامة الخلافة. هذا الأسلوب مريح ومثمر بالنسبة للحكومة لسببين:

 

الأول: سيقوم الأئمة بالحرب بالوكالة عن الحكومة ضد المسلمين المخلصين، وسيكون دور الحكومة محصوراً في توجيه الأئمة. وستعمل الحكومة عن طريق الصحافة على طرح معلومات مثل أن نشاط هؤلاء المسلمون فيه تطرف وأصولية ويناقض الإسلام، ذلك أن الأئمة والعديد من المسلمين ضد هؤلاء المسلمين. وبذلك تقوم الحكومة بالتحكم بالرأي العام عند المسلمين الذين لا يملكون المعارف الإسلامية.

 

الثاني: سيقل الضغط حول المحاكمات التي تزداد بسببها المعلومات عن العمل لإقامة الخلافة بشكل عام وعن الحزب بشكل خاص. هذه المحاكمات جعلت الكثيرين مدركين أن الحزب ليس أصولياً ومن باب أولى ليس إرهابياً. ولذلك تعمل الحكومة على دفع الأئمة للعمل ضد نظرائهم الموحدين. فقد قال غ.غودكوف، نائب ممثل مجلس الأمن في الدوما وضابط في المخابرات الروسية في مقابلة له : "المشكلة تكمن في أن الأئمة لا يعملون ضدهم...". الكثير من الأئمة شاركوا في هذه الخطة وقالوا رأيهم. ربما أنكم سمعتم بأن بعض الأئمة خطبوا  وحاضروا قادحين في الحزب، شاركوا في المحاضرات وأعطوا مقابلات لوسائل الإعلام ضده. والبعض وعدوا بان يؤلفوا كتاباً ضد حزب التحرير، فمثلاً عقدت محاضرات في مدن تشيستوبل ونابرجني كلني، وقرأت الخطب في تتارستان وبشكيريا وداغستان. عقدت محاضرات عدة مرات في موسكو، وتتارستان وبشكيريا. كلها عقدت بإيعاز من الحكومة. وبالطبع يؤسفنا أن الكثير من المسلمين بإرادتهم أو بغير إرادتهم شاركوا في هذه المحاضرات والندوات.

 

وهكذا، فإن حضرة أرتور سليمانوف أنتقد في تتارستان حزب التحرير بسبب أنه سياسي، وليس حزبا دينياً. وفي بشكيريا أنتقد الحزب بسبب أنه لا يطيع الدولة. أنتقد محمد بصر الحزب بسبب أنه لا يأخذ بخبر الآحاد في العقيدة.

 

كل المحاضرات التي عقدها الأئمة كانت مختلطة، وهذا حرام، أضف إلى ذلك أن هذه المحاضرات لم تقتصر على المسلمين بل وتعدتهم إلى غير المسلمين، الذين يجب أن نوصلهم أسس العقيدة أولاً، ولكن بدل أن يدعوهم إلى الإسلام، صار المسلمون ينتقدون المسلمين.

 

لم يقل أحد من الأئمة أنه يجب أن نعيش بحسب الإسلام، وأنه يجب إقامة مجتمع إسلامي. لم ينتقد أحد منهم الحكومة بسبب حربها على الإسلام. لم يدعو أي منهم المسلمين إلى الوحدة على أساس دين الله.

 

وبدلاً من توجيه الانتقاد إلى حكام تتارستان، بشكيريا، داغستان، الشيشان وغيرها، ممن لا يلتزمون بالإسلام البتة أو يقومون ببعض الأحكام من أجل أن يروا ذلك للناس، بدلاًَ من ذلك نجد الأئمة ينتقدون المسلمين الملتزمين، الذين يدعون لإقامة الحكم الإسلامي.

 

نحن ندعو وننصح أؤلئك الذين لم تُسوَّد قلوبهم بعد، وبقي فيها الإخلاص، و أؤلئك الذين يخشون الله ويقولون : "نحن عباد الله. الموت أو الإسلام. نحن امة واحدة، ولن نسمح لأحد أن يفرقها":

 

1- يجب عليكم أن تكفوا عن تنفيذ أوامر الدولة بالحرب ضد حزب التحرير ، ذلك أن هذه الحرب هي حرب على الإسلام والمسلمين. إنكم إذا خالفتم الحزب في أمر ما، فيجب عليكم دعوته للمناظرة، لا أن تحاربوه، وبخاصة حين تكون هذه الحرب تحت لواء دولة كافرة. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده".

 

2- ادعو الناس لقراءة كتب الحزب، لا أن تدعوهم لإتهامه دون علم، فإنكم بقراءتكم كتبه تدركون أن ليس فيها ما يخالف الإسلام كما تشيع لكم الدولة. أما إذا كانت الحكومة لا تسمح بقراءة كتب الحزب، فلا بد إذن من القول لها: "لماذا يجب علينا إخفاء هذه الكتب عن الناس؟ أين (حرية الرأي) التي تتشدقون بها؟ وأين حرية العقيدة التي تزعمون!؟".

 

3- يجب عليكم أن تدعو المسلمين إلى الوحدة والأخوة، وأن تحل كل مشاكلنا بمعية الأمة الإسلامية، لا بمعية الدولة التي تقف في وجه المسلمين. قال (صلى الله عليه وآله وسلم): " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد، إذا إشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالحمى والسهر". (البخاري ومسلم).

 

وقال تعالى: {محمد رسول الله، والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم}.

 

4- إذا أصرت الحكومة على العمل ضد المسلمين، فليكن جوابكم لهم قوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَاللّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ (98) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً وَأَنتُمْ شُهَدَاء وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}.

 

5- إن الله توعد المسلمين الذين يطيعون الكافرين، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100) وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (101) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}.

 

أيها ألأئمة، أيها العلماء، نحن نعرف أن قول الحق للحكومة ليس سهلاً، ولكن لا تنسوا أن هذا أمر الله. إما أن تنصروا دين الله سبحانه أو تنافحوا عن دين الشيطان، ولا خيار ثالث لهما. لذلك نحن ندعوكم أن تنصروا دين الله وأن لا تكونوا ضد أؤلئك الذين يعملون على تطبيق أوامره سبحانه، وأن تساعدوهم وساعتها سيكون الله راضياً عنكم. لا ندعوكم إلى الأسهل بل إلى الأصح، لا ندعوكم إلى الغنى في الدنيا بل إلى النجاة في الآخرة.

 

أيها الأئمة، نحن نتأمل في إخلاصكم. نأمل أن لا تقفوا ضد إخوانكم، مثل أؤلئك الذين وقفوا ضد إخوانهم، فجلبوا العار لأنفسهم، هم ينتقدون المسلمين المخلصين كما يحلو لهم بدعم من الحكومة لهم. ولكنهم نسوا أن هذا مؤقت وأن الزمن سيتجاوز هذه المرحلة، فما الذي سيستطيعون قوله يوم القيامة؟ نعم، نحن اليوم لا نقدر على أن نرد عليهم، لا نستطيع أن ندعوهم لمناظرة علنية لأنهم لا يعطوننا المجال لذلك.ولكن ذلك لن يضر بعملنا، ذلك أن إقامة الخلافة وعد من الله تعالى وبشرى رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم). فإذا كان هؤلاء الناس مخلصين في أعمالهم فنحن مستعدون لدعوتهم لمناظرة في بلدان أخرى كلبنان،السودان،فلسطين، الأردن وإندونيسيا، أو حتى في أوكرانيا. على الرغم من أنهم لن يأتوا لنقاش جاد، لأنهم لا يعملون لوجه الله تعالى بل لنيل مرضاة الحكومة.

 

وفي الختام، نريد أن نذكركم بحديث الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقد روى مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: " سمعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول في بيتي هذا : اللهم من تولى أمر أمتي وشق عليها فأشقق عليه،  ومن رفق بها فأرفق به".

 

هذا وقد روى بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حين بعث معاذاً إلى اليمن، قال له : "اتق دعوة المظلوم فأنه ليس بينها وبين الله تعالى حجاب". البخاري ومسلم.

 

اللهم قد نصحناهم، اللهم فأشهد.

 

 

التاريخ الهجري :26 من ربيع الاول 1430هـ
التاريخ الميلادي : الأحد, 22 آذار/مارس 2009م

حزب التحرير
روسيا

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع