Logo
طباعة

المكتب الإعــلامي
أستراليا

التاريخ الهجري    23 من صـفر الخير 1438هـ رقم الإصدار: 1438/01
التاريخ الميلادي     الأربعاء, 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2016 م

بيان صحفي


تعليقات دوتون وتيرنبول مخزية، وسياساتهم أسوأ

 


أثنى رئيس الوزراء مالكولم تيرنبول أمس من دون خجل على تصريحات وزيره للهجرة بيتر دوتون عندما ربط المسلمين في أستراليا من أصل لبناني بـ(الإرهاب)، خاصةً عندما صرّح أن السماح بهجرة المسلمين اللبنانيين في السبعينات من القرن الماضي كان خطأً. ويضم حزب التحرير/ أستراليا صوتَه إلى مؤسسات الجالية المسلمة، التي أدانت هذه التصريحات، مشيراً إلى ما يلي:


1- أولئك الذين يدينهم دوتون ويعلن أنّهم لا يستحقون دخول أستراليا، هم في الواقع من يستحقون الثناء والاحترام. لقد قدم المهاجرون من لبنان في السبعينات من مكان يواجه المحن وويلات الحرب، مثل كثيرين آخرين في تلك الفترة، أجبروا على الفرار من ديارهم خوفاً على حياتهم ومعيشتهم. ولدى وصولهم إلى أرض وثقافة أجنبية تماماً عنهم، كان في استقبالهم المزيد من الفتن والمشقة، من حواجز لغوية، وتغييرات قسرية للمهن التي اعتادوا عليها، والحنين إلى بلادهم، والمعاناة من التمييز. فبعد تلك المحن قدّموا أفضل ما عندهم، وعملوا بجد من أجل أبنائهم. فلوم دوتون وتيرنبول لمثل هذه الشريحة يعكس خسة وانحطاطاً، فهما مستهينان بالتضحيات الجسيمة التي قدمها أولئك المهاجرون واللاجئون.


2- إنّ تصريحات دوتون مهينة بشكل واضح وسخيف. كيف يمكن إلقاء المسؤوليّة على جالية بأكملها عن جرائم فعلها البعض وبعد عقود من هجرتها؟! جرائم من ارتكبوها كانوا من كلّ مكونات المجتمع. إنّ استهداف جزء معين من المجتمع يكشف عن النوايا الحقيقية لبيتر دوتون. إنّ الضغينة التي يحملها دوتون ضدّ المسلمين من أصل لبناني هي بسبب سوريا وليس بسبب القضايا المحلية، كما هو مبين في وثيقة الأمن القومي التي تسربت من وزارته في شباط الماضي، والتي سمّى المسلمين اللبنانيين فيها باسم "الجماعة العرقية الأبرز بين المتطرفين السنة الأستراليين". والحقيقة هي لو كان المسلمون الذين سافروا إلى سوريا لدعم نظام الأسد، وليس لدعم شعب من الأبرياء المظلومين تحت وحشية ونير النظام السوري المجرم، لكان دوتون راضياً عن ذلك. إنّ سمات "الإرهاب" و"المقاتلين الأجانب" ما هي إلّا حجج لتبرر الصراع السياسي المشين والدموي بين القوى العالمية والإقليمية على سوريا.


3- إذا كان دوتون وتيرنبول حريصيْن فعلاً على تعلم الدروس من أخطاء الماضي، فيمكنهما أن يبدآ مع "سياسة الهجرة" التي انتهجها الملك جورج الثالث (والتي تعرف أيضاً باسم الاستعمارية)، والتي أدت إلى تأسيس وحشي وظالم لأستراليا على قواعد عنصرية وغير إنسانية، والذي ما زالت آثاره قائمة حتى يومنا هذا. كما أنه يمكن لهما أن يراجعا دور السياسة الخارجية الغربية التي أدت إلى العديد من الأزمات الإنسانية في جميع أنحاء العالم في التاريخ الحديث، هذا الدور الذي خلق مشكلة اللاجئين في المقام الأول. فيتفاخر السياسيون الأستراليون دوماً أنهم يتقبلون اللاجئين ويرحبون بهم، لكنهم يغضون الطرف عن دور أستراليا في خلق مشكلتهم في المقام الأول!


4- في الواقع، إنّ أساس هذه التعليقات والسياسات، هو الاستراتيجية الثابتة للحكومات الأسترالية المتعاقبة في الترويج لتلك القناعات وإلقاء اللوم على الإسلام والمسلمين، لذرّ الرماد في العيون عن العواقب القبيحة لسياساتها. فنرى النقاشات والمناظرات تدور حول المعتقدات والتطرف، والاهتمام بتقنين انتقائية الهجرة، بينما نرى التهرب المتعمد عن مواجهة الحقيقة، وهي أن السبب الرئيسي للإرهاب هو سياسة الحكومة الداخلية والخارجية. والتركيز على المهاجرين هو محاولة رخيصة وغير مسؤولة، فلم يعد مستغرباً اللعب على المخاوف العنصرية والترويج لمزاعم التهديدات المحتملة التي قد يأتي بها "الأجانب".


5- ومن الجدير بنا هنا التأكيد على أن (الإرهاب) الذي يرجعه دوتون للمسلمين اللبنانيين يقوم على قناعات مسيسة، رأيناها على أرض الواقع من خلال قوانين مكافحة (الإرهاب) الصارمة، ونظام مكافحة (الإرهاب) المسيس المفضوح من أيام هوارد وخلال حكم رود ومن ثمّ جيلارد وصولاً إلى أبوت. إنّ الأحكام المسبقة لوسائل الإعلام واقتحامات المنازل المثيرة للجدل والبلطجة وتكتيكات التجسس والقرائن التي أصبحت تستخدم كأدلّة إدانة، إنّ معظمها يأتي في الوقت المناسب، لتكون مبرراً من جانب السلطات لتمرير قوانين أكثر قمعية، وهذا كله معروف مشهور.


6- لقد اعتادت الجالية المسلمة على هذا النوع من السياسة الرخيصة، وأخطارها، والتي ازدادت في الآونة الأخيرة، ونحن نعلم موقف الجالية القوي ضد هذا ونحثها على مواصلة الصمود في وجه هذه الكراهية المفضوحة والاستغلال العلني. وننصح أولئك الذين استخدمتهم الحكومة في الماضي لتمرير جدول أعمالها من خلال التظاهر بـ"التفاعل" و"المشاركة"، ويتمّ تجاهلهم عند كل منعطف، ننصحهم بإعادة النظر في نهجهم. والأهم من ذلك، نذكر جاليتنا الكريمة بأن نجاحنا بأن نعتمد فقط على الله ومن ثمّ على تمسكنا بديننا العظيم، الإسلام.


﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً﴾ [سورة الطلاق: 2]

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير


في أستراليا

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
أستراليا
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.