الخميس، 18 رمضان 1445هـ| 2024/03/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
بريطانيا

التاريخ الهجري    20 من شوال 1434هـ رقم الإصدار: 1434u0647u0640/ 04
التاريخ الميلادي     الثلاثاء, 27 آب/أغسطس 2013 م

 

بيان صحفي

 

التدخّل الأمريكي البريطاني في سوريا لَيس من أجل مُسَاعَدَة الناسِ، بل من أجل مَنْع نجاح التغييرِ الإسلاميِ

 

(مترجَم)

 

بعد الهجوم الإجرامي الذي قام به الأسد في ضواحي دمشق، والذي قتل فيه مئات الأبرياء من الرجال النساء والأطفال، تبنت الحكومات الغربية لغة التدخل العسكري في النزاع السوري.


يجب أن يفهم بأن أي تدخل غربي ليس بالتأكيد من أجل إسقاط الطاغية المجرم، بشار الأسد، وليس تدخلا من أجل إنقاذ الشعب في سوريا، بعد الهجوم المريع بالغازات في دمشق.


بل هو تدخل يحاول الغرب فيه بطريقة ما ضمان مصالحه، ومنع نجاح التغيير الإسلامي، بالإضافة إلى استرضاء ناقديه في الداخل والخارج.
وهذا واضح من عدد من الأسباب المختلفة:

أولا: يجيء هذا الهجوم بعد المذابح الأولى التي رأيناها خلال السنتين ونصف السنة الماضيتين. لذا، لا يلام أي مراقب محايد إن سأل: 'لماذا الآن؟' - بعد أن قتل بشار أكثر من 100000 وهجر الملايين - فبعد أن استعمل النظام في الماضي أسلحة كيميائية على مستوى أصغر بالكاد كان هناك تذمر- لذا، يجب أن يسأل ثانية: 'لماذا الآن؟ '

ثانيا: العداوة الأمريكية الإنجليزية للمعارضة ذات الطبيعة الإسلامية للأسد معروفة. ومحاولاتهم، خلال السنتين الماضيتين، لإيجاد نظام بديل للأسد يضمن مصالحهم في المنطقة، لم تثمر شيئا. وقد شاهدوا في نفس الوقت، رغم كل العقبات، المعارضة قادرة على مقاومة محاولات الأسد لقمع الانتفاضة.


فرغبتهم في التدخل من أجل المصالح الغربية فحسب واضحة جدا. فقبل أيام فقط، قال الجنرال ديمبسي، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة: "ليست سوريا اليوم حول الخيار بين جانبين، بل خيار جانب واحد من بين جوانب عديدة"- معترفا بأن الأمر ليس حول معارضة الأسد ودعم الثوار. وتابع قائلا: "أعتقد أن الجانب الذي نختاره يجب أن يكون مستعدا لدعم مصالحه ومصالحنا عندما يميل الميزان لصالحه. ومثل هذا الجانب ليس (مستعدا) الآن (لذلك)."


ثالثا: لا تبدو الخطط المطروحة حتى الآن، كالضربات الجراحية ضد النظام، أنها تهدف في أي حال إلى إسقاط هذا النظام القاتل. يجدر التذكير بأن نظام الأسد العائلي كان يحظى بالقبول في العواصم الغربية - وقد بررت له لندن وواشنطن لمدة طويلة سفك الدماء الذي بدأ في 2011. ومن الواضح أن الولايات المتحدة- على الرغم من تصريحاتها النارية- لا تزال تحافظ على علاقات دبلوماسية مع حكومة الأسد، حيث اتصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري شخصيا هاتفيا بوزير الخارجية السوري وليد المعلم الأسبوع الماضي، بعد الهجوم بالغازات السامة.


فالتدخل الغربي في الشرق الأوسط والعالم الاسلامي، تحت أي عذر، أمر غير مرغوب فيه. فبريطانيا وفرنسا قسمت بلاد المسلمين فغذت فيها بذور الفتنة والفوضى بعد الحرب العالمية الأولى. اغتصب الغرب فلسطين، وزرع الكيان الصهيوني في المنطقة، ودعم أعماله الوحشية البشعة على مدى عقود. وقد شجعوا الانقلابات العسكرية والانقلابات المضادة في سوريا حتى تمكن نظام الأسد أخيرا من السلطة ليخدم بعد ذلك مصالحهم.


قبل أسابيع فقط، عزل الجيش في مصر المدعوم من قبل أمريكا رئيسا منتخبا، في محاولة للمحافظة على الأمن من أجل مصالحهم - ويشن حاليا حربا شاملة ضد الإسلام السياسي.


بعد إدراك كل هذه الأمور، كيف يمكن لأي امرئ أن يرحب بتدخل عسكري غربي؟


الأعمال التي قامت بها الدول الأجنبية في سوريا والأعمال التي امتنعت عن القيام بها - أمريكا وبريطانيا والاتحاد الأوربي وروسيا، سواء مباشرة، أو بشكل غير مباشر عن طريق وكلائهم - كانت كلها من أجل الحفاظ على مصالحها في المنطقة؛ بتحويل النزاع السياسي إلى نزاع طائفي، وحماية الكيان الصهيوني، ومحاولة منع قيام دولة خلافة إسلامية مستقلة في المنطقة.


ندعو كل المسلمين إلى مواصلة دعم أولئك الثائرين ضد النظام - الذين يريدون رؤية زوال نظام الأسد ويدعون إلى الإسلام في سوريا. وندعوهم إلى معارضة التدخل الأجنبي لأنه لا يهدف إلى حفظ الأرواح بل الحفاظ على المصالح الاستعمارية.


أما بالنسبة إلى حماية الناس من المذابح كالتي حدثت هذا الأسبوع، فإنها بلا شك مسؤولية القادرين على ذلك من الجيوش الإسلامية في المنطقة - سواء في تركيا أو الأردن أو أي مكان آخر. فقد رقدت هذه الجيوش على أسلحتها أكثر من عامين وهم يشاهدون دم الأبرياء يسفك على يد هذا النظام المجرم. إنهم الذين يحق للناس في المنطقة أن يتوقعوا منهم المساعدة، لأن الله تعالى يقول:


((وإنِ استنصروكمْ في الدّينِ فعليكُمُ النّصرُ)) [الأنفال: 72]


((وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ. مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء.)) [إبراهيم: 42-43]


المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في بريطانيا

 

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
بريطانيا
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 07074192400
www.hizb.org.uk
E-Mail: press@hizb.org.uk

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع