Logo
طباعة

المكتب الإعــلامي
بريطانيا

التاريخ الهجري    2 من ربيع الاول 1439هـ رقم الإصدار: 04/1439هـ
التاريخ الميلادي     الإثنين, 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 م

 

بيان صحفي

دائرة أوفستد تستجوب حق لبس الحجاب

سنقوم باستجواب أطفالك لتعزيز قيمنا الليبرالية

(مترجم)

 

 

اصطفت المفوضة العليا للمدارس في بريطانيا، أماندا سبيلمان، مع المتعصبين العلمانيين الذين يرغبون في فرض قيمهم الليبرالية على الجميع، مما يبين أن محاولات تقويض الإسلام تزداد يأسا وعدوانية.

 

ذكرت صحيفة التايمز أن "المفتشين سيستجوبون الأطفال الذين يرتدون الحجاب في المدارس الابتدائية"، وأنها "ستكون المرة الأولى التي يتم فيها الطعن رسميا بلبس الحجاب في الفصول الدراسية في المدارس الحكومية".

 

على الرغم من أنه ليس واجباً شرعيا اعتماد أي قانون خاص بلباس الأطفال، فإنه ليس مستغربا أن يغرس الآباء في أطفالهم مبادئ الاحتشام، بحيث يكبرون مع القيم التي تعينهم على النضوج بشكل صالح بقية حياتهم. وعليه، لماذا يجب النظر إلى طلب أحد الوالدين من طفلته ارتداء الملابس التي سيطلب منها ارتداءها عندما تصبح بالغة على أنه مشكلة؟ هذا إلى جانب حقيقة أن الأطفال يحبون أن يرتدوا مثل من يرونهم حولهم، وهم بطبيعة الحال الوالدان، والأخوات، وبنات الأعمام والعمات الأكبر سنّاً.

 

لا يوجد في الواقع سبب لمهاجمة بنات المدارس اللواتي يرتدين الخمار بمثل هذه الطريقة إلا ازدياد كراهية الإسلام من قبل المتعصبين ضده ممن فقدوا كل أمل في كسب الناس إلى العلمانية من خلال النقاش العقلاني. إنهم عاجزون عن دحض المعتقدات الإسلامية، التي تقوم عليها جميع أحكام الشريعة، مما يجعلهم يجدون أنفسهم مفلسين فكرياً، لأن المبدأ العلماني ليس له أساس عقلي سليم على الإطلاق. لذلك يختارون بدلا من ذلك استهداف الأطفال المسلمين الصغار، زاعمين أن التزام الأطفال بالأحكام الإسلامية يعرضهم للظلم، بعد أن عجزوا عن نقض ذات العقيدة التي بنيت عليها تلك الأحكام، وظهر باطل علمانيتهم، ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ﴾.

 

إن محنة الأشخاص الضعفاء المعرضين للأذى أصبحت أكثر وضوحا يوما بعد يوم في المجتمعات الغربية الليبرالية العلمانية. فالمسلمون وغير المسلمين يزدادون رعبا من نتائج استغلال الأطفال المسموح به قانونيا، ومن الثقافة الرأسمالية التي يعتبر الجشع هو القيمة الحقيقية الوحيدة فيها، لذلك فلا عجب أن يبحث الناس عن طريقة حياة أفضل، فيكتشفوا الإسلام.

 

ويأتي هذا الهجوم الأخير على الأطفال المسلمين في الأسبوع نفسه الذي افتضح فيه اليوتيوب بصنع الملايين من أشرطة الفيديو التي تستهدف المنحرفين. تدعي جريدة التايمز بفخر بأنها كشفت الآباء والأمهات الذين ينتجون مادة إعلامية غير لائقة من معاناة أطفالهم، لاجتذاب أدنى المنحرفين في المجتمع؛ إلا أنها في الوقت نفسه تهاجم الدروس الإسلامية الأساسية في الاحتشام، كما لو أن لها وجوداً شائعاً في هذا المجتمع الليبرالي الذي يفتخرون به. انظروا إلى الوحوش التي توجدها هذه الليبرالية. انظروا كيف أن الأطفال هم أول ضحايا جشع الشركات، التي همها الوحيد هو كيفية إثارة رغباتهم في تقليد النجوم الذين يمجدونهم، بدلاً من مساءلة هذه الشركات عن حريتها في دوام ترويج تبجيل هؤلاء النجوم والأشياء التي يستعملونها، في حياة الشباب الضعفاء.

 

زعمت سبيلمان مثيرة للسخرية بأنه "يمكن النظر إلى الحجاب في المدارس الابتدائية بأنه إثارة جنسية للأطفال، لأن الحجاب يرتدى تقليديا كعلامة على الاحتشام أمام الرجال عندما تصل الفتيات سن البلوغ".

 

هذا المنطق السخيف المنحرف مجرد صفعة في وجه محاولات يائسة لرمي الإسلام ببعض الطين الجاف أملاً في أن يلصق به شيء منه. من خلال هذا المنطق المعوج فإن جميع الملابس التي تغطي جسم المرء يمكن أن ينطبق عليها هذا الادعاء.

 

لا أحد يسأل الفتيات والفتيان الذين يحبون ارتداء ملابس فريقهم الرياضي المفضل فيما إذا أجبروا على ذلك من قبل والديهم! كما لا أحد يسأل الأطفال الذين يرتدون الملابس القصيرة الشائعة في ثقافة البوب المنحدرة التي تكاد تدس في حلوقهم من قبل كل قناة تلفزيونية، وفيديو يوتيوب ومتجر معتبر لبيع الملابس.

 

وبصرف النظر عن التناقضات الواضحة في ادعاء الحكومة بأنها تحمي الأطفال عندما تريد استجواب الفتيات المسلمات حول سبب ارتدائهن الملابس الإسلامية، فمن المحتمل أن تكون هناك لعبة أخرى أكثر شراسة. فقد استنفدت الحكومة ووسائل إعلامها نفسها بالفعل من خلال برنامج بريفنت سيئ السمعة، في محاولة إيجاد خوف غير طبيعي وسط المسلمين، بحيث يبدأ الناس العاديون في رؤية كل مسلم من زاوية الأمن. إن القدرة على استهداف الأطفال الصغار جدا للاستجواب هي الآن فرصة مثالية في نظرهم لجمع المعلومات عن مدى قوة الأسر المسلمة في التمسك بإسلامهم.

 

على الرغم من أن النظرية القائلة بأن الالتزام بالإسلام هو حزام ناقل يؤدي لأعمال العنف ضد المدنيين لا أساس لها، وتم دحضها تماما، فإن الغرض من التعرف على الملتزمين بالإسلام لم يكن أبدا منع العنف. بل السبب هو أن الأسر التي تلتزم بالإسلام عن قناعة هي الأكثر احتمالا في رفض القيم الغربية العلمانية، والمبادرة في نشر القيم الإسلامية بين الشعب البريطاني. وسيكونون في طليعة عملها فضح جشع الشركات التجارية والسياسة الخارجية المخادعة، وهو أمر لا يريد المستعمرون الجشعون فضحه. وعلاوة على ذلك، فإن المسلمين الذين يمارسون دينهم هم سفراء الإسلام، وهم الذين سيخرجون لدعم الخلافة على منهاج النبوة التي ستقوم قريبا إن شاء الله في العالم الإسلامي.

 

ذكرت صحيفة التايمز مثل ذلك تقريبا بقولها "يخشى البعض من أن يكون بروز الحجاب في الفصول الدراسية علامة على أن الأصولية الإسلامية تؤكد نفسها في المملكة المتحدة".

 

في الوقت الذي تبدو فيه هذه المحاولات لتشويه الإسلام سخيفة، فإنها تتيح أيضا للأسر المسلمة فرصة الانخراط مع مدارسهم ومجتمعاتهم لمناقشة طريقة العيش الإسلامية. وفي عصر يشكك فيه كثير من الناس في النظام العالمي الاستعماري العلماني المروع، فإن الوقت مناسب لنا لتقديم الإسلام كبديل كامل.

 

﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ

 

 

يحيى نسبت

الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
بريطانيا
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 07074192400
www.hizb.org.uk
E-Mail: press@hizb.org.uk

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.