الجمعة، 19 رمضان 1445هـ| 2024/03/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

المكتب الإعــلامي
هولندا

التاريخ الهجري    3 من ذي القعدة 1436هـ رقم الإصدار: 12/1436
التاريخ الميلادي     الثلاثاء, 18 آب/أغسطس 2015 م

 

 

بيان صحفي
الأمم المتحدة تطالب هولندا بتوضيح موقفها من العنصرية، لكن ما مدى جدية ذلك؟

 

 


وجهت الأمم المتحدة اليوم دعوة إلى الحكومة الهولندية لتوضيح موقفها من سياسة العنصرية السائدة في هولندا، ودعتها إلى الالتزام بالسياسة المناهضة للتمييز العنصري التي وقع عليها كل أعضاء الأمم المتحدة.


إن وجود سياسة مناهضة للتمييز العنصري، ووجود مراقبة للدول التي تمارس العنصرية لهو شيء إيجابي، إلا أن العقبة الكأداء التي تقف في طريق محاربة العنصرية هي أن سياسة محاربة العنصرية نظرية فقط، ولا يلمس المرء أي وجود لها على أرض الواقع.


ففي هولندا كان هناك نقاشٌ حادٌ لبعض الوقت حول العنصرية في مجال العمل في سلك الشرطة بالنسبة للمسلمين، وقضية الرجل الأسود "بيت"، وهو شخصية رمزية تظهر غالبا مع ما يسمى بابا نويل وقت أعياد الميلاد في هولندا وترمز إلى العبودية، ولقد قامت الكثير من الصحف بإضافة قسمٍ خاصٍ لكل الأخبار التي تتعلق بـ"بيت" تحت عنوان: "نقاشٌ حول بيت"، ولم يقف الأمر عند النقاش فحسب، بل تم تنظيم مظاهراتٍ رافضةٍ للعنصرية ومطالبةٍ بإلغاء هذه الشخصية التي تسيء إلى الكثير من الناس في هولندا خاصة الأفارقة ذوي البشرة السمراء، إلا أن الشرطة قامت بالتصدي لهذه المظاهرات وقمعتها.


ولقد استجابت بعض المحلات التي كانت تروج لبضائعها من خلال وضع صورٍ كثيرةٍ ل"بيت" فغيرت من سياساتها، واكتفت ببعض الصور، إلا أن مركز ثقافة الشعب والتراث الهولندي سارع إلى اعتبار هذه الشخصية جزءاً من التراث الهولندي ضارباً عرض الحائط بالمظاهرات والنقاشات الرافضة لمثل هذه الشخصية المسيئة لمجموعةٍ كبيرةٍ من الناس تعيش في هولندا.


أما عن العنصرية في هولندا تجاه الأجانب فقد كانت مروعةً، حيث ظهرت مؤخراً صورٌ تكشف قيام الشرطة بقتل الشاب ميتج هينريجيز بطريقةٍ وحشيةٍ، والشاب المغربي عبيدة ابن الأربع عشرة سنة الذي عومل بوحشيةٍ من قبل الشرطة الهولندية، والشاب الإفريقي ابن الثلاث عشرة سنة في مدينة الميرة، والذي تم ربطه بدراجة نارية لأحد أفراد الشرطة وإجباره على الجري موازاةً مع الدراجة لمسافة تقرب من كيلو متر.


وبحسب الإحصائيات التي قامت بها مؤسسة إيروستات فإن أقل فرصٍ لحصول الأجانب على عمل هي في هولندا، وبالتالي فإن التساؤل الذي يطرح نفسه هو: ما هو العلاج لهذه المشكلة؟ جديرٌ بالذكر أن العلاج لم يطرحه أحد إلا رئيس الوزراء مارك روتي وذلك خلال الحملة الانتخابية، وذلك ليحظى بأصوات الناخبين ليس إلا، وهذا يعني أن سياسة التمييز العنصري الحالية في سوق العمل هي سياسةٌ حقيقيةٌ ويجب على الناس أن يتقبلوها، ولا حل لها في الأفق المنظور، وهي رسالة واضحة للناس مفادها أن من أراد العمل فإن عليه أن يكافح من أجل الحصول عليه.


أما عن جرائم الأمم المتحدة فإننا لن نتكلم عن مذبحة سيربنتسيا حيث كان سكانها المسلمون تحت حماية الأمم المتحدة، فقامت الأمم المتحدة المجرمة بتسليم 8000 مسلم إلى الجنرال الصربي ملاديتش ليقوم بذبحهم، ولن نتكلم عن قرارات الأمم المتحدة الانتقائية والتي أعطت أمريكا وغيرها الحق في احتلال العراق، وأفغانستان، والصومال وغيرها من بلاد المسلمين، ولن نتكلم عن قرارات الأمم المتحدة التي تنتهك بشكل دائم من قبل كيان يهود دون أي اعتراض على هذا الكيان الغاصب.


ولكننا سنتكلم عن سلوك الأمم المتحدة وجرائمها في جمهورية أفريقيا الوسطى، حيث يدل سلوكها هناك على أنها منظمة لا أخلاقية، مع أنها تحاول أن تعطي انطباعا أنها ضد العنصرية وأنها منظمة تلتزم بمنظومة القيم الإنسانية، فقد قامت وحدة من قوات حفظ السلام الفرنسية التابعة للأمم المتحدة في شهر أيار/مايو الماضي وقريبا من العاصمة بانغي، بالتعرض لعشرة أطفال ثم اعتدت عليهم جنسيا، وقد قامت الأمم المتحدة بالتغطية على هذا الحادث، ولم تتخذ أي إجراء ضد الجنود الذين اعتدوا على الأطفال، إلا أن أحد موظفي الأمم المتحدة وهو السويدي آندرس كومباس قام بإرسال تقريرٍ إلى السلطات الفرنسية يشرح لهم فيه ما جرى من قوات حفظ السلام الفرنسية، خوفاً من أن تصبح القضية معروفةً للرأي العام، فقامت الأمم المتحدة بمعاقبته بدل معاقبة الجنود الذين اعتدوا على الأطفال وذلك بذريعة أنه قام بتسريب وثائق سرية!!


لقد حان الوقت لإزالة الغشاوة عن الأعين، والنظر بموضوعية لحقيقة العنصرية، والاعتراف بأن الفشل في إيجاد حل للعنصرية سببه هو المبدأ الرأسمالي الذي يرفض الآخر لمجرد أنه لا يتفق معه فكريا، وبالتالي يسمح للبعض باستعباد الآخرين واحتقارهم، مع أن مثل هذه القضية قد عالجها الإسلام من اليوم الأول؛ فحرم العنصرية ووحد الناس على أساس الإيمان بالله وحده فكانوا كالبنيان المرصوص، وجعل منهم خير أمة أخرجت للناس.

 

 

أوكاي بالا
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا

 

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
هولندا
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون: 0031 (0) 611860521
www.hizb-ut-tahrir.nl
E-Mail: okay.pala@hizb-ut-tahrir.nl

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع