Logo
طباعة

المكتب الإعــلامي
ولاية باكستان

التاريخ الهجري    21 من ذي الحجة 1441هـ رقم الإصدار: 1441 / 87
التاريخ الميلادي     الثلاثاء, 11 آب/أغسطس 2020 م

 

بيان صحفي

الوضع الأفغاني الجديد القائم على الفكر السياسي الغربي سيُعَدّ انتصاراً لأمريكا وليس للمسلمين

ومع ذلك، ينشغل نظام باجوا/ عمران بتسهيل هذه الخطة الاستعمارية!

 

ليحذر المسلمون من الخطوات الحالية على مسار الخطة الأمريكية لوضع أفغاني جديد. ففي 7 من آب/أغسطس 2020م، غرّد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو فقال "أجريت اليوم مكالمة مثمرة مع وزير الخارجية الباكستاني، شاه محمود قريشي، حول التعاون المستمر بشأن السلام الأفغاني وأهمية دعم الاستقرار الإقليمي... إنني أتطلع إلى تعزيز أهدافنا المشتركة وزيادة الشراكة بيننا". ومع ذلك، فإن من كان عنده شيء من الوعي السياسي لا يمكن أن ينخدع بالخطاب الأجوف حول "السلام الأفغاني" و"الاستقرار الإقليمي"، حيث يحتوي الكأس المطلي بالفضة "خطاب بومبيو" على السم القاتل، المتمثل بالخطة الاستعمارية لإقامة أفغانستان جديدة، تقوم على الفكر السياسي الغربي. حيث تتمثل أكبر مصلحة استراتيجية للغرب في البلاد الإسلامية في الكيانات السياسية القائمة على سيادة البشر، والتي تتضمن مفهوم فصل السلطات في الدول القومية، وتقوم على التشريعات الفاسدة القائمة على السيادة البشرية، من خلال الديمقراطية أو الديكتاتورية، وتقوم على النظام الاجتماعي الليبرالي الفاسد، القائم على الحريات الغربية، والنظام الاقتصادي الرأسمالي الاستغلالي، والقوانين الظالمة في القضاء الغربي، والسياسة الخارجية القاصرة، والتي تدور حول المصالح الغربية، والتي تنبثق عن المثل العليا لوثيقة ويستفاليا.

 

ومن أجل تعزيز وجوده السياسي في الأمة الإسلامية، فإن الغرب على استعداد أن يستثمر المصطلحات الإسلامية. وتاريخياً، ومن أجل تأمين هذه المصلحة الاستراتيجية، قام البريطانيون والفرنسيون بسحب قواتهم تدريجياً من البلاد الإسلامية، في عقدي الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي، ونجحوا في تثبيت نفوذهم فيها. واستمرار تطبيق النظام الغربي في البلاد الإسلامية لم يجعلها مستقلةً في شؤونها، حتى بعد ستين أو سبعين عاماً من الاستقلال. وتستخدم الولايات المتحدة اليوم الأسلوب الاستعماري نفسه في أفغانستان. وهي تعمل على ضمان قبول المقاومة الأفغانية من خلال تقاسم السلطة مع عملائها في أفغانستان والكيان السياسي الغربي من خلال المساومة على الدين الإسلامي الواضح. ولتسهيل تنفيذ الخطة الأمريكية، يطبّق حكام باكستان سياسة "العصا والجزرة" مع المقاومة الأفغانية، من أجل إجبارهم على الجلوس على طاولة المفاوضات. وقد حصلت القيادة الحالية لباكستان مراراً وتكراراً، بما في ذلك المتحدث باسم قيادة الأركان، على امتنان الولايات المتحدة على لعب هذا الدور الدنيء.

 

والحقيقة هي أن المشهد السياسي الأفغاني الجديد ينذر بخطر جسيم على المسلمين، وإلا فلماذا يرحّب أعداء الإسلام بالإفراج عن "5000 من المسلحين الخطرين" للمقاومة الأفغانية؟! ولماذا يتوق أولئك الذين يستجيبون لنداء تطبيق الإسلام بمواجهة الرصاص والطائرات من دون طيار، وقاذفات بي 52 إلى "حوار بين الأفغان" ووقف إطلاق النار؟! إنّ تقاسم السلطة مع عملاء أمريكا هو ضربة قاضية ضد المشروع الإسلامي في أفغانستان، فهو يحقق انتصاراً للولايات المتحدة على طاولات المفاوضات، وهو ما لم تستطع تحقيقه في ساحات القتال. وبغض النظر عن حسن النية فهو خيانة لدماء مئات الآلاف من الشهداء الذين سفكت دماؤهم في قتال الاحتلال الأجنبي على مدار العقود الأربعة الماضية. وتريد الولايات المتحدة أن تحاصر أفغانستان بشبكة نظامها الدولي، حتى تتمكن من زرع عملاء جيشها الخاص وجيشها داخل الأمة، باسم المساعدات الأمنية، ونهب ثرواتها المعدنية الوفيرة، باسم الاستثمار الأجنبي المباشر.

 

يجب على المسلمين في باكستان وأفغانستان رفض ما يسمى بـ"خطة السلام الأفغانية". كما يجب على القوات المسلحة والمخابرات الباكستانية إحباط هذه المؤامرة الاستعمارية، من خلال إعطاء النصرة لحزب التحرير لإقامة الخلافة على منهاج النبوة. وحينها ستصبح باكستان وأفغانستان كياناً واحداً في ظل الإسلام، بعد قرون من الروابط الإسلامية والثقافية والتاريخية. ومن ثم تتمكن الخلافة من تقوية الأمة بأسرها، من خلال التحرك لضم بلاد المسلمين في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وما وراءها. وهذا وحده سيمهّد الطريق أمام تحرير كشمير وفلسطين، فنفوز في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾.

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية باكستان

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية باكستان
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
Twitter: http://twitter.com/HTmediaPAK
تلفون: 
http://www.hizb-pakistan.com/
E-Mail: HTmediaPAK@gmail.com

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.