الجمعة، 10 شوال 1445هـ| 2024/04/19م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مع الحديث الشريف - ما بين رعاية الغنم ورعاية الأمم

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

مع الحديث الشريف

ما بين رعاية الغنم ورعاية الأمم

 

 

 

    نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

   عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلَّا رَعَى الْغَنَمَ، فَقَالَ أَصْحَابُهُ: وَأَنْتَ؟ فَقَالَ نَعَمْ كُنْتُ أَرْعَاهَا عَلَى قَرَارِيطَ لِأَهْلِ مَكَّةَ». رواه البخاري برقم 2143.

   قال العلماء: الحكمة من إلهام الأنبياء من رعي الغنم قبل النبوّة أن يحصل لهم التمرّن برعيها على ما يكلّفون من القيام بأمر أمّتهم، ولأن في مخالطتها يحصل لهم الحلم والشفقة؛ لأنهم إذا صبروا على رعيها وجمعها بعد تفرّقها في المرعى، ونقلها من مسرح إلى آخر ودفع عدوّها من سبع وغيره، وإذا علموا اختلاف طبائعها، وشدّة تفرقها مع ضعفها واحتياجها إلى المعاهد، ألفوا من ذلك الصبر على الأمة وعرفوا اختلاف طبائعها وتفاوت عقولها، فجبروا كسرها ورفقوا بضعيفها وأحسنوا التعاهد لها، فيكون تحملهم لمشقة ذلك أسهل ممّا لو كلّفوا القيام بذلك من أول وهلة.

 

أيها المسلمون:

 

   إنها لإحدى الكُبر؛ أن تجد الأغنام راعيا يحفظها ويهتمّ بأمرها وجميع شؤونها، ولا تجد الأمّة اليوم من يرعى شأنها ويهتم بأمرها، نعم؛ هذه الحقيقة المؤلمة التي تصدم كل من يدقق في واقع الأمّة اليوم، فحكّام الأمّة لا يرعون الأمّة، بل على العكس من ذلك تماما، فلئن وجدت الأغنامُ من يجمعها إذا تفرّقت؛ فإن الأمة تجد من يفرقها إذا حاولت الاجتماع، ولئن وجدت الأغنام من يحلم ويشفق عليها؛ فإن الأمة لا تجد من حكامها إلا الشدّة والقسوة. نعم، يأبى العقل إلا أن يعقد المقارنة بكل أسف وألم وحسرة، لذلك نقول: إن بسكوت الأمة وبقبولها بهؤلاء الحكام، وبعدم العمل على إيجاد الراعي الحقيقي سيزيد ألمها ألما وهمّها همّا.

 

   اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

   أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ. 

 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع