الحديث الشريف

سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أَخْبَرَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عُمَيْرٍ يُحَدِّثُهُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ» (السنن الصغرى للنسائي 4080).

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

إن هذا الحديث الشريف يخبرنا بفعل قبيح من يقدم عليه كان في ذلك فاسقًا، وهذا الفعل مما يُستهان به عند الناس، وهو سباب الأخ المسلم، وهذا الفعل يترتب عليه فساد في العلاقات بين الناس، التي يجب أن يسودها الرضا والاطمئنان في النفوس، فالمسلمون كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضًا، والأخوة والمحبة بين المسلمين علاقة تربطهم ببعضهم وتجعلهم مجتمعًا متميزًا.

الأمر الثاني الذي يحرّمه الحديث هو القتل، فمن قتل أخاه المسلم ظلمًا ودون تشريع من الله فقد وقع في إثم عظيم، والقتل مما يفسد المجتمع إفسادًا تامًا إذا كثُر دون حق.

علينا أن ندرك أن الله سبحانه وتعالى شرع لنا الأحكام التي فيها صلاح لنا وإصلاح، قد ندرك ذلك في بعضها وقد لا ندركه في البعض الآخر، فلا نترك الأفعال تسير حسب الهوى بل كما يريد الشرع، فتسيير الأعمال يجب أن يكون حسب شرع الله مهما كانت بسيطة، وتقييدها بالأحكام الشرعية واجب، ولا يستهيننّ أحد بأي منها، فكلها من عند المشرع الخبير.

الله نسأل أن يهدينا الصراط المستقيم، ويهدينا اتباع أمره في كل أمر صغر أم كبر، اللهم آمين.

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح