بسم الله الرحمن الرحيم

الحديث الشريف

كلمتان تكفيان

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَهْوِي بِهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا فِي الْجَنَّةِ». (موطأ مالك 1810)

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

إن هذا الأثر عن الصحابة الكرام يخبرنا بأمر قد يحدد مصير المرء، ألا وهي الكلمة، فقد يقول الرجل كلمة لا يكترث بها ولا يلقي لها بالًا، وتكون نتيجة كلمته السيئة النار والعياذ بالله، وفي المقابل قد يتكلم الرجل كلمة كذلك لا يلقي لها بالًا ولا يكترث بها، لكن نتيجتها عظيمة، ألا وهي دخول الجنة.

من هنا ندرك أن المسألة ليست هينة، فرب كلمة يدخل الرجل بها الإسلام وتُعتق رقبته من نار جهنم، كلمة من نور، ورب كلمة يترك الرجل بها دينه الإسلام ويدخل النار.

الأمور ليست دائما بالحجم، فالكلام محاسبون نحن عليه، طالما خرج كلام من أفواهنا فله ميزان عند الله وقيمة لا يعلمها إلا هو.

إن الرجل إذا آمن بالله رباً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولاً، فكان نطقه بالشهادة سبيلاً للجنة، وكان نطقه بالكفر سبيلاً للنار. عليه يجب أن نراقب كل كلمة تخرج من أفواهنا، ونعيها، ونزنها بميزان الشرع قبل خروجها.

الله نسأل أن يثبتنا على الإيمان، ويزرقنا حبه في الجوارح، فننطق بما يحب فقط، وأن يعيننا على اجتناب المعاصي والخطايا، اللهم آمين.

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح