Logo
طباعة
مع الحديث الشريف - لقد كثر الخَبَث، فأين المصلحون؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مع الحديث الشريف

لقد كثر الخَبَث، فأين المصلحون؟

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

عن زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَزِعًا مُحْمَرًّا وَجْهُهُ يَقُولُ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدْ اقْتَرَبَ، فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ»، وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ الْإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا. قَالَتْ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ قَالَ: «نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ». رواه مسلم برقم 2880.

أيّها المستمعون الكرام:  

.

إن وجود الصالحين في المجتمع لا يكفي رغم صلاحهم لأن يتبوّءوا مكانة عند الله سبحانه وتعالى ما لم يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر، بل هم في خطر من عقاب الله لهم، إذ إنهم سكتوا ووافقوا ما عليه المجتمع من ذل وهوان وفساد، فقد ورد في الأثر أن الله سبحانه وتعالى أرسل ملائكة لإهلاك قرية، فقالوا: إن فيها رجلا صالحا، فقال سبحانه: به ابدؤوا، قالوا لمَ يا رب؟ قال لأن وجهه لم يتمعّر إذا رأى المنكر.

 

أيها المسلمون:

 

إننا نعيش اليوم شرا ما بعده شر، فقد كثر الخَبَث، وطُبِعت الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بالنظام الرأسمالي الظالم، وصبغت العلاقات بالمصلحة والمنفعة، وتوّج الباطل حَكَما وقاضيا في المجتمع ومؤسسات الدولة، فحلّ الربا مكان البيع، وحلّ الزنا مكان الزواج، وأصبحت المرأة متحضرة ببنطالها وقميصها، وأصبح الشبابُ قدوتُهم لاعبُ كرة أو ممثّل، وتركت الأمة تصارع مصيرها المجهول تحت وطأة ضرَبات ولكَمات أعدائها. فأين هم الصالحون من أبناء الأمة ليصبحوا مصلِحين، ويلتحقوا بصفوف حملة الدعوة؟ ليعيدوا المياه إلى مجاريها فيقلبوا النظام في دولهم، ويوحّدوا الأمة تحت راية واحدة، وإمام واحد.

 

اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ. 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم

 

 

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.