الخميس، 09 شوال 1445هـ| 2024/04/18م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مع الحديث الشريف - الفقر العالمي جريمة رأسمالية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

مع الحديث الشريف

الفقر العالمي جريمة رأسمالية

   

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

   عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُوعِ فَإِنَّهُ بِئْسَ الضَّجِيعُ». رواه ابن ماجه برقم 3354.

   قيل في اللغة إن الفقر هو العوز والعدم، وقيل إن الفقر هو المكسور فقار الظهر، وفي الشرع الفقير هو المحتاج الضعيف الحال، والذي يجعل المجتمعات فقيرة هو من يتحكم بها ويسيطر عليها بالباطل، والمدقق في أسباب الفقر اليوم يرى أنها تعود إلى المبدأ الرأسمالي، ذلك المبدأ الذي جثم على صدر الناس عشرات السنين، حتى أصبح عشرة بالمائة من البشر يتحكمون بتسعين بالمائة من ثروات العالم.

 

أيها المسلمون:

 

   إن الفقر العالمي اليوم هو جريمة رأسمالية بكل ما تعنيه الكلمة، فالنظام الرأسمالي هو الذي أفقر البلاد والعباد، من خلال الضرائب التي فرضها على السلع والخدمات، ومن خلال التحكم بالسوق الاقتصادي، ومن خلال أدوات هذا النظام الجشع؛ البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، ومن خلال سياسات الخصخصة وغيرها، فليست القضية هي نقص الموارد الطبيعية كما يدّعون، بل القضية هي نقص في العدل وفي التوزيع العادل للموارد والثروات بين الناس، وما استعاذة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم من الفقر وتشبيهه له بالضجيع، إلا لكي لا نقبل به، فنحاربه ونحارب أسبابه، ولعل عليا بن أبي طالب رضي الله عنه عبر عن ذلك أبلغ تعبير حين قال: "لو كان الفقر رجلا لقتلته".

فحري بنا أن نقاتل الفقر وأسبابه، وأن نقاتل النظام الرأسمالي وأدواته، لتنعم البشرية بعدل الله في الأرض.

 

    اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

   أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ. 

 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع