Logo
طباعة
مع الحديث الشريف - كراهية كثرة الأكل

بسم الله الرحمن الرحيم

 
 

مع الحديث الشريف

كراهية كثرة الأكل

 

 

 

حياكم الله أحبتنا الكرام، ونكون معكم وحلقة جديدة من حلقات، مع الحديث الشريف، وخير ما نبدأ به حلقتنا تحية الإسلام، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

جاء في تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي كِتَاب الزُّهْدِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه

 

بَاب مَا جَاءَ فِي كَرَاهِيَةِ كَثْرَةِ الْأَكْلِ

 

  حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَخْبَرَنَا إِسْمَعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ الْحِمْصِيُّ وَحَبِيبُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ الطَّائِيِّ عَنْ مِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ".

 

قَوْلُهُ: (مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً) أَيْ ظَرْفاً

 

(شَرّاً مِنْ بَطْنٍ) صِفَةُ وِعَاءٍ، جَعَلَ الْبَطْنَ أَوَّلاً وِعَاءً كَالْأَوْعِيَةِ الَّتِي تُتَّخَذُ ظُرُوفاً لِحَوَائِجِ الْبَيْتِ تَوْهِيناً لِشَأْنِهِ ثُمَّ جَعَلَهُ شَرَّ الْأَوْعِيَةِ؛ لِأَنَّهَا اسْتُعْمِلَتْ فِيمَا هِيَ لَهُ وَالْبَطْنُ خُلِقَ لِأَنْ يَتَقَوَّمَ بِهِ الصُّلْبُ بِالطَّعَامِ وَامْتِلَاؤُهُ يُفْضِي إِلَى الْفَسَادِ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا فَيَكُونُ شَرّاً مِنْهَا

 

(بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ) أَيْ يَكْفِيهِ

 

(أُكُلَاتٌ) بِضَمَّتَيْنِ وَالْأُكْلَةُ بِالضَّمِّ اللُّقْمَةُ أَيْ يَكْفِيهِ هَذَا الْقَدْرُ فِي سَدِّ الرَّمَقِ وَإِمْسَاكِ الْقُوَّةِ  

 

(يُقِمْنَ) مِنَ الْإِقَامَةِ

 

(صُلْبَهُ) أَيْ ظَهْرَهُ تَسْمِيَةً لِلْكُلِّ بِاسْمِ جُزْئِهِ، كِنَايَةً عَنْ أَنَّهُ لَا يَتَجَاوَزُ مَا يَحْفَظُهُ مِنَ السُّقُوطِ وَيَتَقَوَّى بِهِ عَلَى الطَّاعَةِ

 

(فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ) أَيْ إِنْ كَانَ لَا بُدَّ مِنَ التَّجَاوُزِ عَمَّا ذَكَرَ فَلْتَكُنْ أَثْلَاثاً

 

(فَثُلُثٌ) أَيْ فَثُلُثٌ يَجْعَلُهُ

 

(لِطَعَامِهِ) أَيْ مَأْكُولِهِ

 

(وَثُلُثٌ) يَجْعَلُهُ

 

(لِشَرَابِهِ) أَيْ مَشْرُوبِهِ

 

(وَثُلُثٌ) يَدَعُهُ

 

(لِنَفَسِهِ) بِفَتْحِ الْفَاءِ أَيْ يُبْقِي مِنْ مِلْئِهِ قَدْرَ الثُّلُثِ لِيَتَمَكَّنَ مِنَ التَّنَفُّسِ وَيَحْصُلُ لَهُ نَوْعُ صَفَاءٍ وَرِقَّةٍ وَهَذَا غَايَةُ مَا اخْتِيرَ لِلْأَكْلِ وَيَحْرُمُ الْأَكْلُ فَوْقَ الشِّبَعِ.

 

وَقَالَ الطِّيبِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: أَيِ الْحَقُّ الْوَاجِبُ أَنْ لَا يَتَجَاوَزَ عَمَّا يُقَامُ بِهِ صُلْبُهُ لِيَتَقَوَّى بِهِ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ فَإِنْ أَرَادَ الْبَتَّةَ التَّجَاوُزَ فَلَا يَتَجَاوَزُ عَنِ الْقَسْمِ الْمَذْكُورِ

 

أحبتنا الكرام وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

كتبته للإذاعة

عفراء تراب

آخر تعديل علىالخميس, 16 كانون الثاني/يناير 2020

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.