الجمعة، 10 شوال 1445هـ| 2024/04/19م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
إريتريا تعتقل المئات من ضمنهم أطفال، فإلى متى سيظل هذا الحال؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

إريتريا تعتقل المئات من ضمنهم أطفال، فإلى متى سيظل هذا الحال؟!

 

 

 

الخبر:

 

ألقت السلطات الإريترية القبض على مئات المعارضين هذا الشهر بعد وفاة داعية شهير وهو قيد الاحتجاز.

 

وأبلغت شيلا بي. كيثاروث مقررة الأمم المتحدة الخاصة لحقوق الإنسان في إريتريا مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف بأن معظم من ألقي القبض عليهم من الذكور وأن بعضهم من صغار السن تبلغ أعمارهم 13 عاما.

 

وتأتي عمليات إلقاء القبض على المعارضين بعد وفاة الداعية الحاج موسى محمد نور (93 عاما) المدير السابق لمدرسة الضياء الإسلامية الخاصة في العاصمة أسمرة، والذي ألقي القبض عليه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بسبب رفضه أوامر حكومية تحظر الحجاب والتعليم الديني. (الجزيرة نت)

 

التعليق:

 

إريتريا دولة حديثة يقودها الرئيس أسياس أفورقي منذ استقلالها عن إثيوبيا في 1991 وذلك بعد حرب دامت ثلاثين عاما، تقع إريتريا في أقصى شرق أفريقيا قبالة شبه الجزيرة العربية، وتمتلك أكثر من 126 جزيرة على البحر الأحمر ما جعلها عبر التاريخ محط أنظار المستعمرين من الناحية الاستراتيجية وخاصة العسكرية لضمان السيطرة على مواقع بالغة الأهمية في العالم العربي والإسلامي، وهذا ما يفسر أيضاً علاقة كيان يهود الوطيدة مع نظام الحكم فيها لإيجاد موطئ قدم له في المواقع الاستراتيجية في المياه الإقليمية الإريترية.

 

يشكل المسلمون نحو 65% من سكان إريتريا، إلا أن وجودهم في مؤسسات الدولة لا يتجاوز 9%، والناظر في أحوال المسلمين هناك يجده كحال باقي المسلمين غير الإنساني في الدول الأفريقية عموماً والتي تخضع للنفوذ الغربي المستعمر الذي يتحكم بمقدرات البلاد وثرواتها الهائلة.

 

هذا الحال المأساوي يقابله تجاهل للرأي العام العالمي، رغم التقارير المتتالية لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وكان آخره عام 2016 مفاده أن قادة البلاد يجب أن يحاكموا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية من بينها التعذيب والاغتصاب والقتل والاستعباد لمئات الآلاف من الأشخاص الذين يتعرضون للاعتقالات التعسفية والتمييز على أساس الديانة والعرق.

 

هذا التجاهل المقصود يلقي ستارًا على جرائم ترتكب ضد المسلمين هناك بشكل خاص، ولا يصلنا إلا القليل من أخبار هذه الانتهاكات والتضييق والتهجير القسري بحق الشباب والشيوخ بالإضافة إلى الاعتقال التعسفي والذي يطال الأطفال دون هوادة، وكأن ما يحدث فوق كوكب آخر بفضل تغييب الإعلام وعدم نقل الواقع كما هو، حيث تُعتبر إريتريا اليوم وفق التقارير الدولية أكبر سجن للصحفيين، إذ لا يوجد أي إعلام فيها عدا إعلام الدولة العسكري.

 

حتى الإعلام الخارجي والذي يصف نفسه بالشفافية ينقل ما يجري على أنه صراع بين النظام والمعارضة دون ذكر للممارسات التعسفية بحق المسلمين هناك، وما اعتقال هذا الشيخ الذي ألقي القبض عليه في تشرين الأول/أكتوبر الماضي بسبب رفضه أوامر حكومية تحظر الحجاب والتعليم الديني، إلا أبلغ دليل على ما يعانيه المسلمون في ظل هكذا حكم مستبد طوال هذه السنوات رغم تقارير المنظمات الحقوقية التي كما عودتنا يقتصر عملها على كتابة التقارير، ولكن السؤال: لمن تُرفع هذه التقارير؟! طبعا للجلاد والظالم والقاتل...

 

إن أخبار المسلمين في القارة السمراء تكاد تكون معدومة رغم رحابة الفضاء الإعلامي الذي يركز على قضايا هامشية وسطحية لا تخدم الأمة في شيء، بل تضرها في هويتها وتمسها بدينها أكثر مما تنفع.

 

إريتريا ثاني أرض تصلها دعوة خاتم الأنبياء بعد مكة المكرمة، وأول أرض يهاجر إليها المسلمون، وأول أرض يأمن فيها المسلمون (منطقة الحبشة وتضم إثيوبيا وإريتريا وأوجادين). لقد كان الأمن أول ما ذاقه المسلمون على هذه الأرض والآن يتجرعون مرارة الخوف والتشريد والتهجير والتضييق...

 

لقد غاب الأمن في أرجاء المعمورة بغياب الإسلام ولن تعود العزة والرفعة للمسلمين إلا بعودة عدل الإسلام ليعم أرجاء الأرض فتنعم البشرية جمعاء بهناءة العيش وطمأنينة النفس.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

رنا مصطفى

آخر تعديل علىالسبت, 17 آذار/مارس 2018

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع