السبت، 11 شوال 1445هـ| 2024/04/20م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
نهضة أفريقيا تعتمد على احتضانها لمشروع الخلافة بدلا من الاستعمار الغربي الذي هو أساس مأساتها (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

نهضة أفريقيا تعتمد على احتضانها لمشروع الخلافة

بدلا من الاستعمار الغربي الذي هو أساس مأساتها

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

قال موسى فقي محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي: "تم توقيع اتفاقية إنشاء منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية من 44 بلداً. وتم إنشاء منطقة التجارة الحرة التي توصف بأنها الأكبر في العالم بعد عامين من المفاوضات"، ويعتبر هذا أحد مشاريع الاتحاد الإفريقي الرئيسية التي ستساعد في تحقيق تكامل إفريقي. ومع ذلك، يجب أن يحصل هذا الاتفاق على الموافقة على المستوى الوطني، وعلى ذلك من المقرر أن يبدأ سريانه خلال 180 يومًا فقط. (ديلي مونيتور).

 

التعليق:

 

تعد اتفاقية أفريقيا الأخيرة ثاني أكبر اتفاقية في العالم بعد منظمة التجارة العالمية. تم تبني القرار الخاص بتشكيل منطقة التجارة الحرة الأفريقية في كانون الثاني/يناير 2012 خلال الدورة الثامنة عشرة المنتظمة لمؤتمر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي أثناء إجراء المفاوضات من قبل الاتحاد الإفريقي في عام 2015. وكان هدف منطقة التجارة الحرة الأفريقية هو إنشاء سوق قارية واحدة للسلع والخدمات مع حرية حركة الشركات والاستثمارات. ووفقا للاتحاد الإفريقي، فإن هذا سيمهد الطريق لإنشاء الاتحاد الجمركي القاري والإفريقي. كما ويمكن لافتتاح منطقة التجارة الحرة الأفريقية إنشاء سوق إفريقية لأكثر من 1.2 مليار شخص بإجمالي ناتج محلي يبلغ 2.5 تريليون دولار. وسوف يتم تقديم الاتفاقية، بعد التوقيع عليها، لتتم المصادقة عليها من قبل الدول الأطراف قبل دخولها حيز التنفيذ.

 

تعتبر أفريقيا قارة تنعم بالخيرات وبالموارد الوفيرة في كل من الأراضي المعدنية والأراضي الخصبة، التي كان من المفترض أن تصل بها إلى أعلى المستويات العالمية للتنمية والازدهار السياسي والبشري والاقتصادي. ومع ذلك، فإن القارة تترنح في بؤس وتعتمد على المعونات الأجنبية بسبب النهب والاستغلال الشديد من الاستعمار الغربي! لقد أخذ المستعمرون القارة رهينة حتى الآن. فهم مستمرون في إثارة الفوضى والاضطرابات في القارة باستخدام أدواتهم الاستعمارية بواسطة حروب بالوكالة، ومختبرات خنازير غينيا، وسياسات الأسواق الحرة لمنتجاتها، وأسوأها هو من حيث استيرادها للأيديولوجية الرأسمالية العلمانية مع الليبرالية باعتبارها حجر الزاوية فيها. ومن الناحية الأخرى، فإن المستعمرين من خلال الشركات متعددة الجنسيات في إطار ما يسمى سياسات الاستثمارات المالية المباشرة ينخرطون في فورة نهب متعصبة ويجمعون كميات هائلة من المعادن لأنفسهم مخادعين السكان الأصليين بتبادل صيغة الفتات المعتمدة على طريقتين أي الالتزامات الاجتماعية للشركات وسياسات الدفع!

 

طوال فترة الاستعمار الأوروبي، كانت أفريقيا تتداول التجارة مع أسيادها الأوروبيين. ومع ظهور أمريكا كقوة عظمى، أدخلت سياسات مثل تجارة السوق الحرة، والتي كان الهدف منها مواجهة أوروبا في سيطرتها على التجارة في أفريقيا، وبالتالي تهيئة الوضع لأمريكا أيضًا للمشاركة في نهب موارد إفريقيا الهائلة على حساب السكان الأصليين. إن هذا أدى إلى قيام الدول الإفريقية الموالية لأوروبا بالتجارة مع أوروبا والموالين لأمريكا بالتجارة مع أمريكا. وقد أكد ذلك ديفيد لوك، منسق مركز السياسات التجارية الأفريقية في اللجنة الاقتصادية لأفريقيا التابعة للأمم المتحدة، الذي يأمل في "أن تصحح منطقة التجارة الحرة الأفريقية الاختلال التاريخي". وبالإضافة إلى ذلك، قال: "لقد أنشأ الاستعمار وضعاً توقف فيه الدول المجاورة عن التجارة فيما بينهم. وكان هذا الطريق التجاري الرئيسي بين البلدان الأفريقية والبلدان الأوروبية وبين البلدان الأفريقية والولايات المتحدة". وقد استثنى أحد عشر بلداً من الانضمام إلى الاتفاقية أو التوقيع عليها، وتشمل نيجيريا وجنوب أفريقيا وبوتسوانا وليسوتو وناميبيا وزامبيا وبوروندي وإريتريا وبنين وسيراليون وغينيا بيساو بقيادة نيجيريا التي أشار رئيسها محمد بوخاري إلى أن الطموحات القارية لا تتطابق مع الأهداف الوطنية للبلاد، وحذر مؤتمر نيجيريا للعمل (منظمة النقابات العمالية في نيجيريا) بوخاري من توقيع الاتفاقية ووصفها بـ"مبادرة سياسة مجددة وخطيرة للغاية ومشعة بالليبرالية الجديدة".. وعلاوة على ذلك، قال وزير التجارة والصناعة والتجارة في زامبيا كريستوفر يالوما في بيان إن زامبيا لن توقع على البروتوكول الخاص بحرية انتقال الناس، لأن البلاد لم تكن مستعدة لذلك. لتأكيد أن الدول لديها تحفظات على منطقة التجارة الحرة الأفريقية، كما أصدر مفوض الاتحاد الأفريقي للتجارة والصناعة ألبرت موشانغا بيانًا، وقال: "بعض الدول لديها تحفظات ولم تنه مشاوراتها الوطنية. ولكن سيكون لدينا قمة أخرى في موريتانيا في تموز/يوليو حيث نتوقع من الدول التي لديها تحفظات أن توقع أيضًا".

 

إن إخفاق منطقة التجارة الحرة الأفريقية مؤكد ومكشوف من حجوزات الدول الأخرى لأنه لا يعتمد على عقلية وترتيبات إسلامية مستقلة ترتكز على إيديولوجية إسلامية يكون معيار القياس فيها صارماً فالحلال يُسمح به والحرام يحظر. بدلاً من ذلك، فإنها ترتكز على عقلية خاضعة للاستعمار شبه مستقلة تقودها أيديولوجية رأسمالية علمانية تستخدم المنفعة والخسارة كمعيار لقياس الأفعال. تعتمد نهضة أفريقيا على احتضانها لمشروع الخلافة كبديل للاستعمار الغربي الذي هو السبب الجذري لمآسيها. تضمن الخلافة الراشدة على منهاج النبي r السلام والهدوء والازدهار بسبب تطبيقها للمبدأ الإسلامي وللأنظمة المنبثقة عنه كليا من خلال استغلال مواردها ووضع مبادئ توجيهية تنظم التجارة حسبما تمليه أحكام الإسلام.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

علي ناصورو علي

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في كينيا

آخر تعديل علىالثلاثاء, 03 نيسان/ابريل 2018

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع