Logo
طباعة
لم يعد سرا: تواصل كيان يهود مع دول الخليج العربي (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لم يعد سرا: تواصل كيان يهود مع دول الخليج العربي

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

تباهى رئيس وزراء كيان يهود نتنياهو منذ سنوات بالعلاقات مع الدول العربية الرئيسية، لكن هذه العلاقات نادراً ما كانت تُرى.

 

كان مشهداً لا يصدق قبل بضعة أسابيع: وزيرة في حكومة كيان يهود، دموع الفرح تملأ عينيها، وهي تنشد بفخر النشيد الوطني لبلادها في حدث رياضي في قلب العالم العربي. كان مشهد ميري ريجيف وهي تغني "هاتيكفا"، الذي يصف التوق اليهودي لإقامة وطن في صهيون، واحداً فقط من سلسلة من الظهورات العامة لمسؤولين في كيان يهود في دول الخليج العربي والتي خرقت المحرمات ودفعت القنوات الخلفية التي كانت سائدة في السابق إلى الوصول إلى الرأي العام.

 

يتباهى رئيس وزراء يهود بنيامين نتنياهو منذ سنوات بتوثيق العلاقات مع الدول العربية الرئيسية التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع كيان يهود. لكن تلك الروابط - التي لا تزال غير شعبية إلى حد كبير بين الجمهور العربي - نادراً ما كانت في العلن. تغير ذلك يوم الجمعة عندما قام نتنياهو بزيارة لم يعلن عنها مسبقا لسلطنة عمان حيث التقى السلطان قابوس بن سعيد الذي يقبع على سدة الحكم منذ فترة طويلة. وهذه أول زيارة يقوم بها رئيس من كيان يهود منذ أكثر من 20 عاما إلى الدولة الخليجية الصغيرة وهي الحليف للولايات المتحدة والتي سهلت في الماضي المفاوضات بين الولايات المتحدة وايران. (Aljazeera.com 2018/10/31)

 

التعليق:

 

لم تعد الأمة تندهش من خيانة حكامنا. هذه الدمى تفتقر إلى أي تفكير استراتيجي يرعى شؤون الأمة. هم لا يرون مصالحهم المادية إلا من خلال الحفاظ على الأجندة والأهداف التي يحددها الغرب لهم. كان هذا يحصل منذ إسقاط الخلافة، ولكن الآن يقف حكامنا بصحبة يهود بشكل علني، في الوقت الذي لا زلنا فيه ندفن شهداءنا، وإخواننا وأخواتنا في الأرض المباركة فلسطين يصيبهم الوهن يوما بعد يوم. هذا غير معاناة الملايين من الأمة في كل مكان في العالم.

 

في الأسبوع الماضي، سعى محمد بن سلمان، لصداقة وبركات الفاشية الجديدة والصهيونية المتخفية كنصارى إنجيليين من أمريكا. كان هذا الرجل نفسه يحاول في البداية تبرير جريمة قتل جمال خاشقجي، وذلك بتصويره كعضو في جماعة إسلامية. لا شك أنه كان يقول في نفسه، إن كان هذا العذر جيداً بما يكفي لسيسي مصر، فلا بد أنه سيفي بالغرض معه أيضا.

 

إنه من الواضح، بالنسبة لبعض حكامنا، أن السعي إلى الإسلام هو سبب كافٍ للموت الآن. فيما في الوقت ذاته، ينقلبون على أنفسهم بلا خجل للحصول على رضا أولئك الذين يلقون الخطب ويقسمون على كراهيتهم للإسلام. ليس الحكام الدمى التابعون للغرب ما جلب لأمتنا المصائب فحسب، ولكن ما يسمى "الأنظمة" فعلت ذلك أيضا.

 

في مصر، عندما لم يكن الحاكم المنتخب ديمقراطياً والذي سبق الإشادة به (من خلال "الربيع العربي") يتناسب مع الغرب، قاموا ببساطة باستبدال ديكتاتور به لضمان مصالحهم - بغض النظر عما إذا كان سيقتل ويسجن المئات ليصل إلى ما يريدون.

 

في ماليزيا، فتحت "الديمقراطية" الباب أمام أول حكومة بغالبية كافرة في أعضائها، ليكون لهم حكم دولة ذات أغلبية مسلمة. وينتمي عدد قليل منهم إلى منظمات معادية ومناهضة للإسلام بشكل صارخ. تسمح الديمقراطية لمن يمثلون الدول الغربية، باستعباد الدول صاحبة السيادة بصمت، كما هو الحال هذه المرة مع ماليزيا. المعهد الديمقراطي الوطني، والصندوق الوطني للديمقراطية يعملان بالتنسيق مع USAID والمعهد الجمهوري الدولي. لم يتآمر هؤلاء فقط مع منظمات العمال الماليزيين المحليين والأحزاب السياسية، بل تم توجيه ملايين الدولارات لدعم هذا الجهد. لقد حشدوا وسائل التواصل الإلكتروني وسلحوها بتوجيه خاطئ، وأخبار مزيفة، ومعلومات مضللة لتشكيل "أجندة" عامة تشكل خوارزميات لاستهداف الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد. في الظاهر يدعون أنهم يصلحون أخطاء "اللص" ومنظومته الفاسدة، لكن الواقع هو أن السلطة والسيطرة سُرقت من المسلمين.

 

والآن لضمان غزوهم الدائم، يعملون على تقويض الإسلام عبر تحالف من هم في السلطة، ممن يكرهون الإسلام، و"الليبراليين المسلمين" الحريصين على "تصحيح" الإسلام، والذين يعتبرونه دينا عفا عليه الزمن ولا يتماشى مع الزمان والمكان. ويعتزمون إعادة تشكيل إسلام محمد e، ليكون أكثر قبولا عند الكفار في ماليزيا وعلى صورة ترضي أسيادهم المستعمرين!

 

ومن المثير للسخرية أن أمريكا وبريطانيا وألمانيا من الدول الغربية يدافعون بقوة عن سيادتهم إذا ما تم استغلال ديمقراطيتهم من قبل قوى أجنبية. لكنهم لا يشعرون بالسخرية ولا بالعار من التدخل في بلدان أخرى ذات سيادة، لا سيما البلاد الإسلامية.

 

لا يمكن لرئيس مسلم حقيقي أن يبيع بلاد المسلمين، أو أن يسمح للعدو أن يغزو بلادنا، سواء أكان ذلك عن طريق القوة المادية، أم من خلال الأنظمة الحاكمة الكاذبة. كما أنه لا يمكن أن يعمل على تقويض الإسلام أبداً أو ذبح المسلمين. وعوضا عن ذلك، سيطبق الإسلام الذي سيوفر الرعاية الصحيحة لشؤون الأمة وسيحرر بلادنا من المستعمر.

 

ولننظر إلى ما فعله رسول الله r وكيف تشكلت بسرعة حضارة جديدة قوية في المدينة المنورة كانت منارة للتنوير في العالم، قائمة على أساس عقيدة الإسلام. ونرى أمثلة متكررة في تاريخ الخلافة حين جيشت الجيوش لحماية الأمة في ملقا، أو لاستعادة شرف وكرامة امرأة في عهد الخليفة المعتصم أو عندما رفض الخليفة العثماني، السلطان عبد الحميد الثاني، بيع الأرض المباركة فلسطين. أو كيف قدمت الخلافة العثمانية فعليا الأمن والمأوى لليهود، عندما اضطهدتهم أوروبا وكرهتهم.

 

لا الحكام، ولا أنظمة الكفر المحتالة ستنقذ هذه الأمة. إن الأمر يقع على عاتق كل واحد منا، ليحمل دين رسول الله r ويسعى لتطبيق حلول من الإسلام. حيث أمرنا الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾.

 

نحن تلك الأمة التي لن تقبل أن يستعبدها الكفار ولا خَلْق الله سبحانه وتعالى. لقد أنزل الله لنا الحل والهدى لمشاكل الأمة والبشرية كافة. لننقي أنفسنا وأهل الخير من الناس في هذا العالم، فإن علينا اتباع طريقة رسولنا محمد r بحذافيرها لإعادة تحكيم الإسلام وتطبيقه كما فعل r ‎ ﴿ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد حمزة

آخر تعديل علىالثلاثاء, 06 تشرين الثاني/نوفمبر 2018

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.