السبت، 11 شوال 1445هـ| 2024/04/20م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أحياناً تنتزع الحقيقة من أفواه الكذابين (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أحياناً تنتزع الحقيقة من أفواه الكذابين

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

بعد أن قال الرئيس دونالد ترامب يوم الاثنين إن أمريكا "ستحافظ على النفط" في شمال شرق سوريا، بدأت حكومته تبحث في "التفاصيل" وفقا لمسؤول كبير في وزارة الخارجية، ولكن دفعت لتجدد الصرخات بأن القيام بذلك يُعدّ جريمة حرب. (أي بي سي نيوز، 2019/10/28).

 

التعليق:

 

أمريكا تريد "الحفاظ على النفط"! ألا تمتد "حقوق الإنسان" للشعب السوري للثروة في أراضيهم؟ مما لا يثير الدهشة، عدم وجود أي غضب أو سخط أو احتجاجات من الزعماء الغربيين الآخرين، ولكننا نجد بدلاً من ذلك تذمرا خجولا.

 

الحكومات الغربية، ترى غير ما يسمى "العالم الأول" على أنهم غنائم يمكن استغلالهم لمصالحها الشخصية، إنهم يقومون بتنصيب دُماهم وأنظمتهم، ويبيعونهم الأسلحة، ويخلقون الحروب، ويزعزعون استقرار البلاد ويدمرونها، ثم يأتون وينهبون الموارد، ويجعلون سكان الأرض لاجئين بدون مأوى، ومن ثم يستخدمون بعد ذلك لتوليد المزيد من الفاشية والكراهية ضد الإسلام، وهو ما يبرر ويدعم استغلالهم المخزي لبقية العالم.

 

إنه نموذج استخدموه مرارا وتكرارا، والآن مع وسائل التواصل الإلكترونية، أصبح الأمر أكثر سهولة للتلاعب بنا وإخفاء أيديهم، وبكل سخرية يبيعونهم المُثل والآمال الزائفة التي يستخدمونها لتثبيت دُماهم لتعزيز "مصالحهم الوطنية"، وعندما لا يعجبهم أحد الحكام فإنهم يبعدونه ويزيلونه من الحكم، فلنتذكر الرئيس المصري المنتخب ديمقراطيا محمد مرسي، أو الجزائر في التسعينات، أو مدغشقر، وفي الآونة الأخيرة ماليزيا، من أجل خلق جو من الفتنة كذريعة للتدخل.

 

لماذا لا يزال المسلمون في الأراضي الغنية بالموارد يصنعون "العدو" و"الآخرين" لأنهم يملكون ما يشتهيه الغرب؟ كيف تختلف غطرسة وسلوك أمريكا في سوريا عنها في الصين في بحار آسيا؟

 

لماذا يعتبر شرعيا دائماً أن تستخدم أمريكا والغرب جيوشهم، ناهيك عن القتل والفوضى من أجل "حماية مصالحهم الوطنية" لكن ذلك يعتبر "وحشية" إذا استخدمه غيرهم في حماية أراضيهم؟ ناهيك عن القتال لحماية "المصالح الوطنية" الخاصة بهم، هل يمكن لمسلمي سوريا أو أي بلد إسلامي آخر فرض حظر سفر لإبعاد الأمريكيين عن ترامب؟ أو حتى طرد أي تآمر غربي أو عملاء؟

 

الإسلام له مثل عليا بعيدا عن الرأسمالية؛ حتى في قواعد الحرب في الإسلام، فإن الناس والبيئة والمحاصيل الزراعية والماشية محمية، وثروات الأرض ملك للجميع ويتم استغلالها لصالح جميع الناس. عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي r قال: «ثَلَاثٌ لَا يُمْنَعْنَ الْمَاءُ وَالْكَلَأُ وَالنَّارُ».

 

الشريعة تأمر الحاكم باستغلال ثروات الأرض لصالح جميع الناس. الثروة ليست ملكا للحاكم، أو لعائلته الممتدة أو قبيلته، أو الأغنياء 2%، أو الحكومة، بل حتى ليست للدولة. وتقع على عاتق الحاكم مسؤولية الإدارة الفضلى لصالح الشعب. وفي الإسلام، فإن الغذاء والملبس والمأوى هي الحق الأساسي لكل فرد بعينه، والتعليم والأمن والصحة حق للناس.

 

جنود أمريكا الفقراء وضعوا حياتهم على المحك، وسفكوا الدماء في الأراضي الأجنبية، ولعنهم ضحاياهم، وكلها من أجل الأغنياء الذين يشكلون نسبة 2٪ في أمريكا. رسول الله r لم يقم أبدا بتنصيب عملاء، ولم يتلاعب بشعوبهم بشكل منافق من أجل نهب ثروات الأرض.

 

لقد حان الوقت لتصفية الدعاية والتضليل والنظر للاختيار بين الرأسمالية والإسلام، أيها مناسب لجميع العالم؟ وهل هي مستدامة وتتفق مع العقل والإنسانية؟ يجب علينا أن نستيقظ من أمور التلاعب والاستعباد لعقولنا ومعرفة النتانة، ورفض هؤلاء الحكام العملاء ونسخهم الزائفة، لقد حان الوقت للعمل مع الصادقين وأصحاب الفكر المخلصين.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد حمزة

آخر تعديل علىالخميس, 07 تشرين الثاني/نوفمبر 2019

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع