Logo
طباعة
ليبيا على موائد اللئام

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ليبيا على موائد اللئام

 

 

 

الخبر:

 

قال غوتيريش في تقرير رفعه إلى مجلس الأمن الاثنين، إنّ "الانخراط الدولي المستمرّ في الحوارات الليبية-الليبية التي تيسّرها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ولّد زخما كبيرا ليدفع بليبيا قدما على طريق السلام والاستقرار والتنمية".

 

وفي الوقت الذي أقرّ فيه بأنّ "الاقتصاد الليبي على شفير الهاوية"، حثّ "الأطراف الليبية على الحفاظ على عزمها على إيجاد حلّ سياسي دائم للنزاع وحلّ المشاكل الاقتصادية وتحسين الوضع الإنساني لما فيه مصلحة الشعب الليبي بأسره".

 

كما طالب غوتيريش "جميع الأطراف الدولية والإقليمية باحترام بنود اتفاق وقف إطلاق النار" الذي أبرمه طرفا النزاع في 23 تشرين الأول/أكتوبر 2020م والذي ينصّ على انسحاب كلّ القوات الأجنبية والمرتزقة من هذا البلد قبل 23 كانون الثاني/يناير الجاري.

 

وتُعِدّ بريطانيا مشروع قرار يوسّع مهام البعثة الأممية في ليبيا لتشمل الإشراف على وقف إطلاق النار ومراقبة انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من هذا البلد.

 

التعليق:

 

 لا تزال ليبيا موجودة على موائد اللئام يتصارعون عليها، فكلا الطرفين - أوروبا وأمريكا - يسعى من أجل أن يكون له النصيب الأكبر من هذه المنطقة الاستراتيجية بالسيطرة عليها ونهب ثرواتها. والأدهى والأمر أن هذا الصراع يُدار باستعمال أياد محلية حتى يكون الضرر عميقا بأهل ليبيا مما أدى إلى انهيار تام للبلد، في 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2020 قالت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بالإنابة، ستيفاني وليامز خلال الاجتماع الافتراضي الثاني للجولة الثانية لملتقى الحوار السياسي الليبي إنّ "الوضع في ليبيا لا يزال هشاً وخطيراً" ووصفت البلاد بأنها تعاني من تدهور في "مستويات المعيشة" مقروناً بـ"انعدام الخدمات والتدهور الاقتصادي وأزمة مصرفية حادة وانقسامات في المؤسسات السيادية والمالية" مضيفة أن كل ذلك "يؤثر بشكل مباشر على الليبيين العاديين والذين أصبح عدد قياسي منهم بحاجة إلى المساعدات الإنسانية".

 

وتشهد ليبيا اليوم نقص السيولة النقدية بالمصارف التجارية وغلاء الأسعار وارتفاع سعر العملات الأجنبية مقابل الدينار الليبي، وقد رجحت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا "إسكوا" ارتفاعا في معدلات التضخم وفاتورة الاستيراد ونسبة البطالة بين الليبيين كأعلى نسبة في المنطقة، بسبب تدهور أسعار النفط وانتشار جائحة "كورونا". وتتوقع الأمم المتحدة أن يكون هناك 1.3 مليون ليبي في عام 2021 بحاجة إلى مساعدة. كما يوجد حاليا 44,725 لاجئاً وطالب لجوء مسجلين لدى مفوضية اللاجئين في ليبيا، من بينهم 329 محتجزاً.

 

وهكذا فإنّ الأطراف المتصارعة لا تحمل همّا لأهل البلد، بل هي السبب في تدهور الوضع إلى هذه الدرجة، ولذلك وجب قطع أيدي هذه الدول الاستعمارية عن التدخل، وحتى تسقط أدواتهم المحلية الرخيصة، التي توالي هذه الدولة أو تلك، وهي تباع وتشترى فيحدث فيها انقسامات وتغير في المواقع والمواقف. فعلى المخلصين الواعين القيام بالعمل الجاد لإفشال التدخل الأجنبي، وطرد المستعمرين من البلاد أوروبيين وأمريكان، وإسقاط عملائهم والعمل على استلام زمام الأمور وإقامة حكم الله في أرضه، في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

نذير بن صالح – تونس

آخر تعديل علىالأربعاء, 20 كانون الثاني/يناير 2021

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.