الجمعة، 19 رمضان 1445هـ| 2024/03/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
رسائل رمضانية - من هدي القرآن والسنة - محمد النادي - 15

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

الرسالة الخامسة عشرة

ذكرى فتح مكة (1)

 

 

 

الحَمدُ للهِ الذي فَتحَ أبوَابَ الجِنَانِ لِعبَادِهِ الصَّائمينْ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى أشرَفِ الأنبيَاءِ وَالمُرسَلينْ، المَبعُوثِ رَحْمَةً لِلعَالمينْ، وَآلهِ وَصَحبهِ الطيِّبينَ الطَّاهرينْ، وَمَنْ تبِعَهُ وَسَارَ عَلى دَربهِ وَاهتدَى بهَديهِ وَاستَنَّ بسُنَّتهِ، وَدَعَا بدَعوَتهِ إلى يَومِ الدِّينْ.

 

أحبتنا الكرام: السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، وبعد: إليكم الرسالة الخامسة عشرة من "الرسائل الرمضانية من هدي القرآن والسنة النبوية"، وهي بعنوان: "ذكرى فتح مكة" (القسم الأول).

 

إخوةَ الإيمانِ: أيها الصائمون:

 

كانت قبيلتا خزاعة وبني بكر في عداء مستمر في الجاهلية. وبعد أن تمَّ توقيع عهد الحديبية بين الرسول عليه الصلاة والسلام وبين قريش، دخلت خزاعة في حلف النبي صلى الله عليه وسلم، ودخلت بنو بكر في حلف قريش. وقد حدث أن وقف ذات يوم رجل من بني بكر يتغنى بهجاء الرسول صلى الله عليه وسلم على مسمع رجل خزاعي، فقام هذا وضربه فحرك ذلك كامن الأحقاد، وتذكر بنو بكر ثأرهم القديم فشدوا على خزاعة غدراً، وأمدتهم قريش بالرجال والسلاح سراً، متناسين عهد الحديبية. لقد نقضت قريش صلح الحديبية بتحريضها بني بكر على خزاعة وإمدادها إياهم بالسلاح، حيث خرج نوفل بن معاوية الديلي في جماعة من بني بكر ومعه جماعة من خيالة من قريش أمثال صفوان بن أمية وعكرمة بن أبي جهل، ومكرز بن حفص حتى أتوا خزاعة وهم على ماء لهم بأسفل مكة يدعى (الوتير)، فانقضوا عليهم في جوف الليل ينزلون بهم الطعن والتقتيل، فلاذوا بالفرار والاحتماء بالبيت الحرام فدخلوا إلى رحابه لكي يكون لهم سبيلاً للنجاة، وراحوا ينادون: (يا نوفل، إنَّا قد دخلنا الحرم إلهك، إلهك). ولكنَّ نوفل أبى أن يكفَّ عن قتالهم وقال إنَّهُ: (لا إله له اليوم).! ودعا بني بكر أن يصيبوا ثأرهم من بني خزاعة. ولما رأى بنو خزاعة أنَّ أعداء الله لا يأبهون لحرمة بيته، انقلبوا إلى بيت أحد زعمائهم، بديل بن ورقاء الخزاعي، وإلى دار مولى لهم يقال له رافع، فأوعزت قريش لحلفائها بالتوقف عن القتال. وخرج عمرو بن سالم الخزاعي في الغداة إلى المدينة، وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس بين الناس في المسجد، يخبره بما حدث، ويستنصره على أولئك الذين نقضوا عهده وقتلوا حلفاءه، ومما قاله شعراً:

 

يا ربِّ إنِّي ناشدٌ مُحمَّدا         حلف أبينا وأبيه  الأتلدا

قد كنتم ولداً وكُنَّا  والدا         ثُمَّتَ أسلمنا فلم ننزع يدا

فانصر هداك الله نصراً أعتدا         وادعُ عبادَ اللهِ يأتُوا مًددا

فيهم رسولُ الله قد تجرَّدا         إنْ سيمَ خسفاً وجهُهُ تربَّدا

في فيلق ٍكالبحر يجري مُزبدا        إنَّ قريشاً أخلفوك الموعدا

ونقضوا ميثاقك المؤكَّدا         وجعلوا في كداءٍ رُصَّدا

وزعموا أن لستُ أدعُو أحَدَا        وهم أذلُّ وأقلُّ عددا

همْ  بيَّتونا بالوتير هُجَّدا        وقتَّلونا رُكَّعاً وسُجَّدا

فانصر هداك اللهُ نصراً أيِّدا

 

فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يجرُّ رداءه، وقال: «نصرت يا عمرو بن سالم! والله لأمنعنكم مما أمنع نفسي منه». أحست قريش عندما عاد إليها صوابها أنها نقضت صلح الحديبية بما فعلته مع خزاعة فقررت تدارك خطئها، وأرسلت زعيمها أبا سفيان إلى النبي عليه الصلاة والسلام للتشبث بتثبيت العهد وإطالة أمده. فلما وصل أبو سفيان المدينة المنورة قصد دار ابنته أم حبيبة، زوج الرسول صلى الله عليه وسلم. وللحديث بقية.

 

اللهُمَّ أقـِرَّ أعْيُنَنَا بـِقيَامِ دَولةِ الخِلافَة، وَاجْعلْنـَا مِنْ جُنُودِهَا الأوفِياء المُخلِصينْ.

 

وَالسَّلامُ عَليكـُم وَرَحمَةُ اللهِ  وَبَرَكاتهُ.

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع