الخميس، 18 رمضان 1445هـ| 2024/03/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
رسائل رمضانية - من هدي القرآن والسنة - محمد النادي - 17

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

الرسالة السابعة عشرة

ذكرى فتح مكة (3)

 

 

 

الحَمدُ للهِ الذي فَتحَ أبوَابَ الجِنَانِ لِعبَادِهِ الصَّائمينْ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى أشرَفِ الأنبيَاءِ وَالمُرسَلينْ، المَبعُوثِ رَحْمَةً لِلعَالمينْ، وَآلهِ وَصَحبهِ الطيِّبينَ الطَّاهرينْ، وَمَنْ تبِعَهُ وَسَارَ عَلى دَربهِ وَاهتدَى بهَديهِ وَاستَنَّ بسُنَّتهِ، وَدَعَا بدَعوَتهِ إلى يَومِ الدِّينْ.

 

مستمعي الكرام مستمعي إذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير: السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، وبعد: إليكم الرسالة السابعة عشرة من "الرسائل الرمضانية من هدي القرآن والسنة النبوية"، نتابع معكم فيها الحديث عن (القسم الثالث) من "ذكرى فتح مكة".

 

إخوةَ الإيمانِ: أيها الصائمون:

 

 

وكان العباس عم النبي قد خرج من معسكر المسلمين راكباً بغلة النبي صلى الله عليه وسلم، فالتقى بأبي سفيان وصاحبيه، وأعلن أنهم في جواره، وأردف أبو سفيان خلفه، واشتد يبغي رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكانت هذه فرصة طيبة للعباس، أقنع فيها زعماء قريش بأنَّ إسلامهم خير لهم ولقومهم. وأنَّ عنادهم بعد اليوم لن يعود على قريش بنفع أبداً. فلما رآه النبي قال: «ويحك يا أبا سفيان، ألم يأنِ لك أن تعلم أنه لا إله إلا الله؟». قال: (بأبي أنت وأمي، ما أحلمك! وأكرمك! وأوصلك! والله لقد ظننت أن لو كان مع الله غيره لقد أغنى عني شيئاً بعد!). قال: «ويحك يا أبا سفيان، ألم يأنِ لك أن تعلم أني رسول الله؟». قال: (بأبي أنت وأمي، ما أحلمك! وأكرمك! وأوصلك! أما هذه والله فإنَّ في النفس منها حتى الآن شيئاً). فقال العباس: (ويحك أسلم، واشهد أن لا إله إلاَّ الله وأنَّ محمداً رسول الله). عندئذٍ تبيَّن لأبي سفيان أنَّ شهادة الحق منجاة فأسلم. قال العباس: (يا رسول الله، إنَّ أبا سفيان يُحبُّ الفخر فاجعل له شيئاً منه). فقال عليه الصلاة والسلام: «نعم، من دخل دار أبي سفيان فهو آمن! ومن أغلق عليه بابه فهو آمن! ومن دخل المسجد فهو آمن!».

 

وإنما أعطى الرسول عليه الصلاة والسلام أبا سفيان هذه الميزة إرضاءً لعاطفة الفخر في نفسه، وقد أرضاه بما لا يضرُّ أحداً، ولا يكلِّف جهداً. وعندما أراد أبو سفيان الانصراف، قال رسول الله للعباس: «احبسه بمضيق الوادي عند خطم الجبل أي عند أنفه، وهو ممر ضيق يخرج من الجبل، حتى تمرَّ به جنود الله فيراها». وقد أثمرت هذه الإشارة ثمرتها، فإنَّ أبا سفيان كلَّما مرَّت به قبيلة من كان يسأل عنها العباس، فيخبره العباس باسمها، فيقول: (ما لي ولبني فلان؟). فلمَّا مرَّ الرَّسول صلى الله عليه وسلم في كتيبته الخضراء، وفيها المهاجرون والأنصار، لا يُرى منهم إلاَّ الحُدُق من الحديد قال: (سبحان الله يا عباس، من هؤلاء؟) قال: (هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المهاجرين والأنصار). قال أبو سفيان وقد تحطمت في نفسه كلُّ إثارة للمقاومة: (ما لأحدٍ بهؤلاء من قِبَلٍ ولا طاقة. والله يا أبا الفضل لقد أصبح ملك ابن أخيك الغداة عظيماً!). قال العباس: (يا أبا سفيان، إنها النبوة!...) قال أبو سفيان: (فنعم إذن). عند ذلك قال العباس في اللحظة المناسبة: (يا أبا سفيان، النجاء إلى قومك) أي أسرع إلى قومك، فأسرع أبو سفيان إلى مكة. ودخل أبو سفيان مكة مبهوراً، وهو يصرخ بأعلى صوته: (يا معشر قريش، هذا محمد قد جاءكم فيما لا قبل لكم به. فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن!). فقامت إليه زوجه هند بنت عتبة، وأخذت بشاربه، وشرعت في شتمه، ولكنه لم يكترث لسبابها، بل عاود تحذير قومه قائلاً: (ويلكم لا تغرنكم هذه من أنفسكم، فإنه قد جاءكم ما لا قبل لكم به، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن). قالت قريش: (قاتلك الله! وما تغني عنا دارك؟) واستطرد أبو سفيان قائلًا: (ومن أغلق عليه بابه فهو آمن). ثمَّ قال: (ومن دخل المسجد فهو آمن). فتفرَّق الناس إلى دورهم وإلى المسجد، وبقي المتطرفون من قريش مصرين على القتال. وللحديث بقية.

 

اللهُمَّ أقـِرَّ أعْيُنَنَا بـِقيَامِ دَولةِ الخِلافَة، وَاجْعلْنـَا مِنْ جُنُودِهَا الأوفِياء المُخلِصينْ.

 

وَالسَّلامُ عَليكـُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكاتهُ.

آخر تعديل علىالأربعاء, 22 أيار/مايو 2019

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع