الخميس، 09 شوال 1445هـ| 2024/04/18م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
رسائل رمضانية  - 38

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الرسالة الثامنة والثلاثون

إرهاصات قيام دولة الخلافة الراشدة

 

 

 

الحَمدُ للهِ الذي فَتحَ أبوَابَ الجِنَانِ لِعبَادِهِ الصَّائمينْ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى أشرَفِ الأنبيَاءِ وَالمُرسَلينْ، المَبعُوثِ رَحْمَةً لِلعَالمينْ، وَآلهِ وَصَحبهِ الطيِّبينَ الطَّاهرينْ، وَمَنْ تبِعَهُ وَسَارَ عَلى دَربهِ وَاهتدَى بهَديهِ وَاستَنَّ بسُنَّتهِ، وَدَعَا بدَعوَتهِ إلى يَومِ الدِّينْ.

 

أحبتنا الكرام: السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، وبعد: إليكم الرسالة الثامنة والثلاثين من "الرسائل الرمضانية من هدي القرآن والسنة النبوية"، وهي بعنوان: "إرهاصات قيام دولة الخلافة الراشدة".

 

إخوةَ الإيمانِ: أيها الصائمون:

 

 

بالإضافة إلى أن وجود الخليفة فرض ثابت بالأدلة الشرعية: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية». وما إجماع الصحابة رضوان الله عليهم على تأخير دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم عقب وفاته إلَّا دليل آخر على فرضية تنصيب الخليفة. فقد أخر الصحابة رضي الله عنهم دفن النبي صلى الله عليه وسلم مع أن دفن الميت عقب وفاته فرض، ولا يجوز الاشتغال عن تجهيزه ودفنه في شيء غيره حتى دفنه، فكيف والميت هو رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقد تُرك رسول الله صلى الله عليه وسلم دون أن يدفن ليليتين وبعض الصحابة مشغولون بتنصيب خليفة عليهم، فكان ذلك إجماعاً منهم على أنَّ تنصيب خليفة للمسلمين أولى من دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم. على أن إقامة الدين، وتنفيذ أحكام الشرع في جميع شؤون الحياة الدنيا والأخرى فرض على المسلمين، بالدليل القطعي الثبوت، القطعي الدلالة، ولا يمكن أن يتم ذلك إلاَّ بحاكم ذي سلطان. نعم لقد رأينا وسمعنا أن فكرة الخلافة أصبحت بحمد الله ومنه وكرمه مطلباً للمسلمين ورأياً عامّاً عند الأمة، فالحمد لله تبارك وتعالى على هذه النعمة، لقد كان شيء يثلج الصدور بهذا الجمع الكبير والمبارك بإذن الله من أنصار الخلافة، وما رأيناه من شباب حزب التحرير وهم يحلقون كالعقبان والأمة من حولهم في سماء العالم مع أنهم ممنوعون من القيام بنشاطاتهم وفعالياتهم ما هي إلا إرهاصات لقيام دولة الخلافة الراشدة عن قريب إن شاء الله، فبارك الله فيهم وبجهودهم، والأمة الإسلامية أمة عظيمة، وإن بواعث العظمة فيها تظهر في كل يوم، رغم ضعفها وتخلفها وسيطرة دول الكفر وعملائهم عليها. هذه الأمة التي جربت وجُرب عليها الأنظمة الوضعية من قومية ووطنية واشتراكية ورأسمالية، أودت بها إلى قاع المحيط وجعلتها خلف الأمم صارت لا ترى خلاصا لها من محنتها إلا باستئناف الحياة الإسلامية، وإقامة الخلافة وعودة الإسلام إلى الحكم والدولة، وعلى حملة الدعوة وخاصة في هذا الشهر العظيم الذي فيه أجر الفرض بسبعين فيما سواه، بشحذ الهمم لحمل الدعوة وإيصالها للناس، ويجب أن نبقى جميعنا نعاتبُ أنفسَنا وننصحُها ونلومُها الآن في الدنيا، فوالله إنها لأهونُ بألفِ ألفِ مرة من معاتبة الله لنا في الآخرة، لقد ميزكم الله عن سائر خلقه بحمل الأمانة التي حملها الأنبياء، فليكن عملكم على قدر تضحيتهم واجعلوا حمل الدعوة الإسلامية هو المحور الذي تدور حوله أعمالكم، فلا تجعلوه عملاً فرعياً أو ثانوياً، بل هو العمل الرئيسي المُوَكّل إليكم، واللّه معكم ولن يتركم أعمالكم. ويبرز هنا سؤال آخر يقول: الحال يغني عن المقال فبلاد المسلمين محتلة، ودماؤهم مستباحة، ومقدساتهم مدنسة، فهل يطيب العيش؟ ويحلو الصوم وحال أمتنا كذلك؟ وما الحل الصحيح والجذري للخلاص من هذه الحال؟ وللإجابة عن هذا السؤال نقول وبالله التوفيق: بالتأكيد لا يحلو الصوم ولا غيره وحال المسلمين على ما هو عليه، ووالله لولا أننا مؤمنون بالله، واثقون بنصره لمات الواحد منا جزعاً على ما يحدث لإخوانه المسلمين في كل مكان، فقد أصبحت حياة المسلم بؤساً وشقاء، وهو يرى أمته ضعيفة مهانة، منكوبة تنهش في كل يوم، وقد فقدت سلطانها وهيبتها وعزتها. والأمة الإسلامية لم تجد نفسها عزيزة مكرمة إلا عندما كان الإسلام يسودها، وكانت دولة الخلافة تحكمها، والأمة الإسلامية منذ سبعة وثمانين عاماً ترزح تحت أحكام الكفر، مقطعة أوصالها، ممزق جسدها، محرومة من التنعم بمنهج ربها، محال بينها وبين الخلافة الراشدة التي تحكمها بالحق والعدل، يسخر بها من هم من جلدتها: يحكمونها بما لم ينبثق عن عقيدتها من أنظمة الكفر وقوانين الكفر. فالحل الصحيح والجذري هو عودة الخلافة ولا شيء غير الخلافة، فالخلافة هي خلاصنا، فبها تتوحد بلادنا، وبها تحمى عقيدتنا، وبها تحفظ أعراضنا.

 

اللهُمَّ أقـِرَّ أعْيُنَنَا بـِقيَامِ دَولةِ الخِلافَة، وَاجْعلْنـَا مِنْ جُنُودِهَا الأوفِياء المُخلِصينْ.

 

وَالسَّلامُ عَليكـُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكاتهُ.

آخر تعديل علىالإثنين, 01 حزيران/يونيو 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع