الجمعة، 10 شوال 1445هـ| 2024/04/19م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

المحور: مرحلة التوعية وتكليف الأمة وتحميلها المسؤولية

 


بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ


(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً)


الحمدُ للهِ وحدَه، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ لا نبيَ مِنْ بعدِهِ، أمَّا بعدُ:


يقولُ الحقُّ تبارك وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ، فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمْ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).

 

يقولُ الإمامُ ابنُ جريرٍ الطبري رحمه الله في تفسير هذه الآية: " يَعْنِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ، بِذَلِكَ: اعْمَلُوا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ بِشَرَائِعِ الْإِسْلَامِ كُلِّهَا، وَادْخُلُوا فِي التَّصْدِيقِ بِهِ قَوْلاً، وَعَمَلاً، وَدَعُوا طَرَائِقَ الشَّيْطَانِ، وَآثَارَهُ أَنْ تَتَّبِعُوهَا فَإِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ لَكُمْ عَدَاوَتَهُ، وَطَرِيقُ الشَّيْطَانِ الَّذِي نَهَاهُمْ أَنْ يَتَّبِعُوهَ هُوَ مَا خَالَفَ حُكْمَ الْإِسْلَامِ، وَشَرَائِعَهُ، وَمِنْهُ تَسْبِيتُ السَّبْتِ، وَسَائِرَ سُنَنِ أَهْلِ الْمِلَلِ الَّتِي تُخَالِفُ مِلَّةَ الْإِسْلَامِ"، ثُمَّ قال: "قـوله تعالى: (فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمْ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)، يَعْنِي بِذَلِكَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: فَإِنْ أخْطَأْتُمُ الْحَقَّ، فَضَلَلْتُمْ عَنْهُ، وَخَالَفْتُمُ الْإِسْلَامَ، وَشَرَائِعَهُ، مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمْ حُجَجِي، وَبَيِّنَاتُ هُدَايَ، وَاتَّضَحَتْ لَكُمْ صِحَّةُ أَمْرِ الْإِسْلَامِ بِالْأَدِلَّةِ الَّتِي قَطَعَتْ عُذْرَكُمْ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ، فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ ذُو عِزَّةٍ، لَا يَمْنَعُهُ مِنَ الِانْتِقَامِ مِنْكُمْ مَانِعٌ، وَلَا يَدْفَعُهُ عَنْ عُقُوبَتِكُمْ عَلَى مُخَالَفَتِكُمْ أَمْرَهُ وَمَعْصِيَتِكُمْ إِيَّاهُ دَافِعٌ حَكِيمٌ فِيمَا يُفْعَلُ بِكُمْ مِنْ عُقُوبَتِهِ عَلَى مَعْصِيَتِكُمْ إِيَّاهُ بَعْدَ إِقَامَتِهِ الْحُجَّةَ عَلَيْكُمْ".

 

هذه الآيةُ الكريمةُ، جوابٌ لمن جعلَ الإسلامَ عِضِيْنَ، يُفرِّقُ بين أحكامِهِ، فيَتخيَّرُ منها ما يوافقُ هواهُ، وما ترضى به قوى الكفرِ العالميةِ، ووكلائِهَا في بلادِ المسلمين، لقدْ حذَّرَ المولى سبحانَهُ وتعالى نبيَّهُ الكريم e مِنَ الفتنةِ والتنازلِ عن شيءِ من أحكامِ الإسلامِ، فقال: (وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ)، وعندما حاولتْ قريشٌ مساومةَ النبيِّ r أجابَهُم: ((واللهِ لَو وَضعوا الشَّمسَ في يميني والقمرَ في شمالِي على أن أتركَ هذا الأمرَ - حتّى يُظهرَه اللهُ أو أهلِكَ فيه - ما تركتُهُ))، وعندما قبلتْ بعضُ القبائلِ بنصرتِهِ نصرةً مشروطةً منقوصةً، أجاب: ((الْأَمْرُ إلَى اللهِ يَضَعُهُ حَيْثُ يَشَاءُ))، ((إنَّهُ لا يقومُ بدِينِ اللهِ إلا مَنْ حاطَه مِنْ جميعِ جوانبِه)).

 

فالحذرَ الحذرَ أيها المسلمونَ من دعاةِ تفريقِ أحكامِ الإسلامِ، يُؤمنونَ ببعضٍ ويكفرونَ ببعضٍ، يُقرِّونَ أحكامَ الإسلامِ المتعلقةَ بالفردِ، ويتجاهلونَ أحكامَهً المتعلقةَ بالدولةِ والمجتمعِ، يُفرِّقون بين أحكامِ الصلاةِ وإقامةِ الخلافةِ، بين أحكامِ الصيامِ والجهادِ، يُحرِّمونَ الخمرَ ويُبيحونَ الرِّبا، قال تعالى: (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)

 

#أقيموا_الخلافة

آخر تعديل علىالسبت, 27 شباط/فبراير 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع