الجمعة، 10 شوال 1445هـ| 2024/04/19م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الرسالة الثلاثون - أعظم المنكرات الحكم بشرعة الطاغوت

بسم الله الرحمن الرحيم

 

rasael30

 

 

الرسالة الثلاثون

أعظم المنكرات الحكم بشرعة الطاغوت

 

 

 

الحَمدُ للهِ الذي فَتحَ أبوَابَ الجِنَانِ لِعبَادِهِ الصَّائمينْ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى أشرَفِ الأنبيَاءِ وَالمُرسَلينْ، المَبعُوثِ رَحْمَةً لِلعَالمينْ، وَآلهِ وَصَحبهِ الطيِّبينَ الطَّاهرينْ، وَمَنْ تبِعَهُ وَسَارَ عَلى دَربهِ وَاهتدَى بهَديهِ وَاستَنَّ بسُنَّتهِ، وَدَعَا بدَعوَتهِ إلى يَومِ الدِّينْ.

 

أحبتنا الكرام: السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، وبعد: إليكم الرسالة الثلاثين من "الرسائل الرمضانية من هدي القرآن والسنة النبوية"، وهي بعنوان: "أعظم المنكرات الحكم بشرعة الطاغوت".

 

إخوةَ الإيمانِ: أيها الصائمون:

 

 

إنَّ أعظم منكرات هذا الزمان هو الحكم بشرعة الطاغوت، وهجر دستور الإسلام، والطاغوت هو كل شرع سوى شرع الله عز وجل. قال تعالى: [يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا]. فاعملوا يرحمكم الله على قلب أنظمة الحكم التي تحكم بأنظمة أمريكا وبريطانيا، حتى تنجوا من عذاب الله. فاتقوا الله يا عباد الله في هذا الشهر الفضيل، وارفعوا عن أكتافكم إثم القعود عن العمل لإعادة الحكم بما أنزل الله، فعن رسول الله أنه قال: «ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية». فهل يرضى أحدكم أن يموت ميتة جاهلية؟ وإنَّ العمل مع العاملين لإعادة الحكم بما أنزل الله هو خير ما تتقربون به إلى الله في شهركم هذا. والله يضاعف لمن يشاء.

 

إخوةَ الإيمانِ: أيها الصائمون:

 

 

إِعْلامُكُم إِعلامٌ فَاسِدٌ، وَماجِنٌ يُفْرِغُ عَلَيْكُمْ قاذوراتِهِ فِي بُيُوتِكُمْ لِيُفْسِدَ عَلَيْكُمْ نِساءَكُم وَأَبْناءَكُمْ، وَيُشْغِلَكُمْ عَنْ طاعاتِكُمْ، فَلا تَجِدُونَ لَهُ الأَميرَ الّذِي يُطَهِّرُهُ. وَهذِهِ مَوائِدُ قِمارٍ قَدْ انْتَصَبَتْ، وَهُناكَ سَمَرٌ وَلَهْوٌ وَتَرَفٌ، وَهُنا رَقْصٌ وَخَمْرٌ وَفاحِشَةٌ. فَانْقَلَبَتْ لَيالِي رمضان إِلى لَيالٍ رَمَضانِيَّةٍ حَمْراءَ تَؤُزُّكُمْ فِيها شَياطِينُ الإِنْسِ أَزّاً. أَوَ لَيْسَتْ له حُرْمَةٌ بَيْنَكُمْ، يا خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّاسِ، وَقَدْ شَرَّفَه اللهُ بِكُمْ وَشَرَّفَكُمْ بِه مِنْ دُونِ الأُمَمِ؟ فَأَيْنَ الَّذِي يَأْخُذُ عَلَى أَيْدِي هؤُلاءِ إِذا أَفْسَدُوا؟ وَأَيْنَ الَّذِي يُغَيِّرُ عَلَى المُجْرِمينَ إِذا أَجْرَمُوا؟

 

إِنَّ حَالَنا الكَئِيبَ لَنْ يَتَغَيَّرَ بِذاتِهِ، وَإِنَّما يَتَغَيَّرُ بِأَعْمالِنا، فَإِنْ تُبْنا إِلى اللهِ فِي هذا الشَّهْرِ العَظيمِ، وَشمَّرْنا عَنْ سَواعِدِ الجِدِّ وَاضْطَلَعْنا بِأَعْباءِ قَضِيَّتِنا. فَإِنَّنا بِحَوْلِ اللهِ سَنَسْتَرِدُّ ما ضاعَ مِنّا. سَنَسْتَرِدُّ مَضْمونَ عَقيدَتِنا الّتِي تَجاهَلَها أَبْناؤُنا، وَسَنَسْتَرِدُّ العِباداتِ الّتِي أَضاعُوها، وَسَنَسْتَرِدُّ البِلادَ الّتِي فَرَّطُوا فِيها، وَسَنَسْتَرِدُّ خَيْراتِنا الَّتِي سُلِبَتْ مِنّا، وَسَنَسْتَرِدُّ طَعْمَ العِزَّةِ وَالكَرامَةِ، وَسَنَسْتَرِدُّ القِيادَةَ وَالسِّيادَةَ الَّتِي كانَتْ فِينا، لِنُواصِلَ نَشْرَ رِسالَةِ الإِسْلامِ فِي العالَمِ. فَهذِهِ فُرْصَتُكُمْ لِلصُّلْحِ فِيها مَعَ رَبِّكُمْ، فَلا تُفَوِّتوها عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَتوبُوا إِلى اللهِ، وَتَبَرَّؤُوا مِنْ مَعاصِيكُمْ، وَاعْلَمُوا أَنَّ فِي آخِرِ هذا الشَّهْرِ المُبارَكِ سَتُرْفَعُ صَحائِفُكُمْ إِلى بارِئِكُمْ.

 

أَفَلا تُحِبُّونَ أَنْ تُرْضُوهُ عَزَّ وَجَلَّ بِأَعْمالِكُمْ، فَتَعِزُّوا فِي دُنْياكُمْ وَآخِرَتِكُمْ؟

 

أَفَلا تُحِبُّونَ أَنْ تَتَفَيَّئُوا ظِلالَ سُلْطانِ الإِسْلامِ فِي رَمَضانِكُمْ القادِمِ إِنْ شاءَ اللهُ، فَتُرْضُوهُ سُبْحانَهُ وَتَعالَى بِتَطْبيقِ شَرْعِهِ عَلَى أَرْضِهِ؟ فَهَنيئًا لِمَنْ تابَ وَعَمِلَ لِاسْتِئْنافِ الحَياةِ الإِسْلامِيَّةِ، فَهُوَ بِإِذْنِ اللهِ مَعَ السَّفَرَةِ الكِرامِ البَرَرَةِ، فَهَلُمُّوا إِلى العَمَلِ وَلا تَتَوَلَّوْا. وَلا تَتَقاعَسُوا وَلا تَتَخاذَلُوا وَلا تَتَخَلَّفُوا. فَهذا شَهْرُ العِتْقِ مِنَ النّارِ فَاعْتِقُوا رِقابَكُمْ يَرْحَمُكُمُ اللهُ.

 

اللهُمَّ أقـِرَّ أعْيُنَنَا بـِقيَامِ دَولةِ الخِلافَة، وَاجْعلْنـَا مِنْ جُنُودِهَا الأوفِياء المُخلِصينْ.

 

وَالسَّلامُ عَليكـُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكاتهُ.

آخر تعديل علىالأربعاء, 12 أيار/مايو 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع