الجمعة، 10 شوال 1445هـ| 2024/04/19م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مناقب ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب رضي الله عنه (ح31) أوَّليَّات عمر رضي الله عنه التي سبق بها غيره

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

مناقب ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب رضي الله عنه

 (ح31) أوَّليَّات عمر رضي الله عنه التي سبق بها غيره

 

 

 

الحَمْدُ للهِ مُنْزِلِ الكِتَابْ، وَمُجْرِي السَّحَابْ، وَهَازِمِ الأَحْزَابِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى نَبِيِّنَا محمد، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أُولِي الأَلْبَابْ، وَعَلَى وَزِيرَيهِ: أَبِي بَكْرِ الصِّدِّيقْ، مَنْ لِدَعْوَةِ الحَقِّ استَجَابْ، وَالفَارُوقِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابْ، الحَاكِمِ بِالعَدْلِ، وَالنَّاطِقِ بِالصَّوَابْ، ارزُقنَا الَّلهُمَّ خَلِيفَةً مِثْلَهُ، يَخَافُكَ وَيَتَّقِيكَ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَتَرْضَى عَنْهُ يَوْمَ يَقُومُ الحِسَابْ، وَاجْعَلْنَا اللَّهُمَّ مَعَهُمْ، وَاحْشُرْنَا فِي زُمرَتِهِمْ، بِرَحْمَتِكَ يَا كَرِيمُ يَا وَهَابْ... آمِينَ يَا رَبَّ العَالَـمِينَ.

 

أيها المؤمنون:

 

 

أحبتنا الكرام:

 

السَّلَامُ عَلَيكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وبركاتُه، وَبَعْد: نُواصِلُ مَعَكُمْ حَلْقَاتِ كِتَابِنَا:"مَنَاقِبُ ثَانِي الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ t ". وَمَعَ الحَلْقَةِ الحَادِيةِ وَالثَّلَاثِينَ، وَهِيَ بِعُنْوَانِ: "أَوَّلِيَّاتُ عُمَرَ t الَّتِي سَبَقَ بِهَا غَيرَهُ". نَقُولُ وَبِاللهِ التَّوفِيقُ:

 

  • أوَّلًا: عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ t هُوَ أَوَّلُ مَنْ سُمِّيَ أَمِيرَ المؤمِنِينَ.

ثَانِيًا: عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ t هُوَ أَوَّلُ مَنِ اتَّخَذَ حَادِثَ الهِجْرَةِ مَبدَأَ التَّارِيخِ لِلدَّولَةِ الإِسلامِيَّةِ، تَمَّ اتِّخَاذُ الِهجْرَةِ النَّبَوِيَّةِ بِدَايَةً لِلتَّقْوِيمِ الهِجْرِيِّ، بِأَمْرٍ مِنَ الخَلِيفَةِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ t بَعدَ أَنِ استَشَارَ فِي ذَلِكَ كِبَارَ الصَّحَابَةِ فِي زَمَنِ خِلَافَتِهِ، وَاسْتَمَرَّتْ هِجْرَةُ مَنْ يَدْخُلُ فِي الإِسْلَامِ إِلَى المدِينَةِ المنَوَّرَةِ، حَيثُ كَانَتِ الِهجْرَةُ إِلَى المدِينَةِ وَاجِبَةً عَلَى المسْلِمِينَ، وَنَزَلَتِ الكَثِيرُ مِنَ الآيَاتِ تَحُثُّ المسْلِمِينَ عَلَى الهِجْرَة، حَتَّى فَتْحِ مِكَّةَ فِي العَامِ الثَّامِنِ لِلْهِجْرَةِ. كَانَ النَّبِيُّ محمد r قَدْ أَمَرَ بِالتَّأْرِيخِ بَعْدَ قُدُومِهِ إِلَى يَثْرِبَ، وَقَدْ حَدَثَ هَذَا التَّأْرِيخُ مُنذُ العَامِ الأَوَّلِ لِلْهِجْرَة، كَانَ النَّبِيُّ r يُرسِلُ الكُتُبَ إِلَى الملُوكِ وَالأُمَرَاءَ وَرُؤَسَاءِ القَبَائِلَ المخْتَلِفَةِ بِتَارِيخِ الهِجْرَةِ، وَفِى السَنَةِ السَّابِعَةَ عَشْرَةَ لِلهجرة اعْتَمَدَ الخَلِيفَةُ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ التَّأْرِيخَ بِدَايَةً مِنْ غُرَّةِ شَهْرِ مُحَرَّمٍ مِنَ العَامِ الأَوَّلِ لِلهِجْرَةِ النَّبَوِيَّةِ، وَمِمَّا ذُكِرَ فِي سَبَبِ اعتِمَادِ عُمَرَ لِلتَّارِيخِ أَنَّ أَبَا مُوسَى كَتَبَ إِلَى عُمَرَ أَنَّهُ يَأْتِينَا مِنْكَ كُتُبٌ لَيسَ لَهَا تَارِيخٌ، فَجَمَعَ عُمَرُ النَّاسَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: "أَرَّخْ بِالـمَبْعَثِ"، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: "أَرِّخْ بِالهِجْرَةِ"، فَقَالَ عُمَرُ: "الهِجْرَةُ فَرَّقَتْ بَينَ الحَقِّ وَالبَاطِلِ"، فَأَرِّخُوا بهَا، فَلَمَّا اتَّفَقُوا قَالَ بَعْضُهُمْ: "ابدَءُوا بِرَمَضَانَ"، فَقَالَ عُمَرُ: "بَلْ بِالـمُحَرَّمِ؛ فَإِنَّهُ مُنْصَرَفُ النَّاسِ مِنْ حَجّهِمْ"، فَاتَّفَقُوا عَلَيهِ.

  • ثَالِثًا: عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ t هُوَ أَوَّلُ مَنِ اتَخَذَ بَيتَ المالِ، وَهُوَ يُشبِهُ خِزَانَةَ الدَّولَةِ.
  • رَابِعًا: عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ t هُوَ أَوَّلُ مَن مَصَّرَ الأَمصَارَ، أَيْ بَنَي مُدُنًا جَدِيدَةً كَالبَصْرَةِ وَالكُوفَةِ فِي العِرَاقِ، وَالفُسْطَاطِ - حَيِّ مِصْرَ القَدِيمَةِ حَالِيًا - فِي مِصْرَ.
  • خَامِسًا: عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ t هُوَ أَوَّلُ مَنْ وَسَّعَ مَسْجِدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأدْخَلَ فِيهِ دَارَ العَبَّاسِ بْنِ عَبدِ المطَّلِبِ، وَفَرَشَهُ بِالحَصْبَاءِ، أَيِ الحِجَارَةِ الصَّغِيرَةِ، وَكَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ يُصَلُّونَ عَلَى التُّرَابِ.
  • سَادِسًا: عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ t هُوَ أَوَّلُ مَنْ دَوَّنَ الدَّوَاوِينِ، وَهِيَ تُشْبِهُ الوَزَارَاتِ فِي الوَقْتِ الحَاضِرِ، وَقَدِ اقتَبَسَ هَذَا النِّظَامَ مِنَ الفُرْسِ وَالرُّومِ، فَأَنْشَأَ دِيوَانَ العَطَاءِ، وَكَانَ مُخْتَصًا بِالعَطَاءِ الَّذِي فَرَضَهُ عُمَرُ t لِلمُسْلِمِينَ، وَأَنشَأَ دِيوَانَ الجُنْدِ - وَزَارَةَ الدِّفَاعِ حَالِيًا- وَدِيوَانَ الخَرَاجِ - وَزَارَةَ المالِيَّةَ - وَنِظَامَ البَرِيدِ الَّذِي كَانَ يُستَخْدَمُ فِي أُمُورِ الدَّولَةِ.
  • سَابِعًا: عمر بن الخطاب t هُوَ أَوَّلُ مَنْ قَنَّنَ الجِزْيَةَ عَلَى أَهْلِ الذِّمَّةِ، فَوَضَعَ عَلَى الأَغنِيَاءِ ثَمانِيَةً وَأربعِينَ دِرْهَمًا لِلفَرْدِ الوَاحِدِ فِي السَّنَةِ، وَعَلَى مُتَوَسِّطِي الحَالِ أَربَعَةً وَعِشرِينَ دِرْهمًا، وَعَلَى الفُقَرَاءِ القَادِرِينَ عَلَى الكَسْبِ اثنَي عَشَرَ دِرْهمًا، وَأَعْفَى مِنهَا الشُّيُوخَ وَالنِّسَاءَ وَالأَطْفَالَ وَرِجَالَ الدِّينِ وَالعَاجِزِينَ عَنِ الكَسْبِ، وَقَد سَبَق القَولُ إِنَّهُ فَرَضَ لِلعَاجِزِينَ عَنِ الكَسْبِ مِنُ أَهْلِ الذِّمَّةِ عَطَاءً مِنْ بَيتِ المالِ.

أيها المؤمنون:

 

نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة، مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِمًا، نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ، سَائِلِينَ الْمَولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام، وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا، وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه، وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ الثَّانِيَةِ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فِي القَريبِ العَاجِلِ، وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها، إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم، وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.

 

 

 

كتبها لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الأستاذ: محمد أحمد النادي

آخر تعديل علىالخميس, 13 أيار/مايو 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع