الخميس، 18 رمضان 1445هـ| 2024/03/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر و تعليق رهائن الجزائر

بسم الله الرحمن الرحيم

 

"قالت السلطات الجزائرية إن قوة خاصة شنت هجوما أخيرا على المسلحين المتحصنين منذ ثلاثة أيام في موقع عين أميناس جنوبي شرق الجزائر ومن تبقى من رهائنهم مما أدى إلى مقتل 11 مسلحا وتحرير 16 رهينة أجنبيا.


وقالت وكالة الأنباء الجزائرية إن القوات الخاصة شنت اليوم السبت 19/01/2013م هجوما نهائيا على المسلحين الإسلاميين الذين يحتجزون رهائن أجانب في وحدة للغاز في الصحراء الجزائرية، مما أسفر عن مقتل 11 من المقاتلين، وأضافت أن المسلحين قتلوا سبعة رهائن أجانب."


ظهرت عملية اختطاف رهائن كأداة من أدوات العمل السياسي في سبعينيات القرن الماضي وكانت أشهر عملية اختطاف تلك التي حصلت أثناء الألعاب الأولمبية على يد مسلحين من المقاومة الفلسطينية حيث اختطفوا مجموعة من اللاعبين (الإسرائيليين)، ثم تبعها اختطاف طائرات أمريكية وإنزالها في صحراء الأردن، ثم كانت عملية اختطاف سفينة أتشيلي لورا قبالة الشواطئ المصرية وارتهان أعضاء السفارة الأمريكية في طهران بعد قيام الثورة على يد الخميني وغيرها كثير. وقد ساعدت تلك الأعمال بمجموعها وبغض النظر عن دوافعها ومن يقف وراءها، ساعدت بتشكيل وجهة نظر عن مفهوم الإرهاب وإيجاد رأي عام دولي حول ضرورة الوقوف بحزم أمام ظاهرة الإرهاب. ولم ترتبط مسألة الإرهاب بالإسلام ابتداء حتى سقوط الاتحاد السوفياتي. عندها بدأت أمريكا تبحث عن عدو (ولو وهمي) تجيش له الرأي العام الأمريكي وتستعدي عليه حلفاءها في العالم، ووقع اختيارها على الإسلام والأمة الإسلامية. عندها بدأت تربط ما بين الإرهاب (والذي أصبح محل نقمة دولية) وبين الإسلام. فكانت محاولة تفجير مركز التجارة العالمي سنة 1993 وتم ربطها بأشخاص مسلمين. وبدأت ظاهرة (الإرهاب الإسلامي) تنتشر حتى أصبح كل عمل مسلح في أي مكان في العالم يوصف بالإرهابي إذا كان منفذه مسلما حتى ولو لم ينتم إلى أي جماعة. وأخذت أمريكا وأوروبا تصنف الحركات والجماعات في العالم الإسلامي إما إرهابية وإما غير إرهابية ووضعت على قائمة المنظمات الإرهابية. وقد بلغ عدد المنظمات الإسلامية المدرجة على قائمة الإرهاب 93 منظمة من أصل 125 منظمة عالمية. وقد أدت ملاحقة هذه الجماعات والتعرض لها إلى دورة عنف مستعرة ما بين أفراد كثير من الجماعات والدول التي تلاحقها. وما جرى في الجزائر مؤخرا لا يخرج عن هذا النطاق. فالجماعة التي احتجزت رهائن في منشأة الغاز في جنوب شرق الجزائر طلبت الإفراج عن معتقلين تم اعتقالهم على خلفية اتهامهم بالقيام أو التحريض على (أعمال إرهابية).


والمتتبع لمجريات هذه العملية ومثيلاتها يجد أن هذه الأعمال لم تحقق أي هدف مادي أو سياسي لمن ينفذها. وغالبا ما تنتهي هذه الأعمال بمجزرة يروح ضحيتها المنفذون وكثير من الأبرياء الذين لا علاقة لهم أصلا بالصراع القائم بين أطراف الصراع. إضافة إلى ذلك فإن هذه الأعمال غالبا ما تقود إلى استغلالها من قبل الدول الاستعمارية الكبرى لتنفيذ مخططاتها في المنطقة والتي تحتاج إلى ذريعة مباشرة وسريعة. واحتجاز الرهائن في الجزائر هذه المرة تزامن مع الحرب القائمة في مالي وتوغل فرنسا الشرس في مالي والتدخل السافر في الصراع الدائر في مالي بين حركات إسلامية تسعى لإعادة مالي إلى الحكم الإسلامي وبين حكومة مالي الأجيرة لدى الفرنسيين. وبالتالي فقد وفرت عملية اختطاف الرهائن في الجزائر وما نجم عنها من مجزرة للرهائن والخاطفين، وفرت غطاء قويا لفرنسا خاصة وأوروبا عامة للتدخل السافر في الحرب الدائرة في مالي.


وأخيرا فلا بد من التنويه إلى أن عملية اختطاف رهائن على هذا الشكل والتعرض لأفراد لا علاقة لهم بالصراع ليس من طريقة الإسلام بالعمل ولا يحقق الغاية الإسلامية الكبرى والمتعلقة بإقامة حكم الإسلام في بلاد المسلمين وطرد الغاصبين وإنهاء هيمنة المستعمرين المستعبدين. وإن العمل على بناء دولة الإسلام، دولة الخلافة الإسلامية بالعمل السياسي والفكري هو الوحيد الذي يحقق تلك الغاية النبيلة.



أبو طلحة

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع