Logo
طباعة
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

أين أنتم من غرز رسول الله ﷺ؟

 

في ذي القعدة من العام السادس للهجرة، امتثل رسول الله ﷺ وحده لأمر الله في صلح الحديبية مخالفا بذلك رأي الكثير من الصحابة نذكر منهم رضوان الله عليهم جميعا الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يقول عمر: فَأَتَيْتُ نَبِيَّ اللَّهِ، فَقُلْتُ: أَلَسْتَ نَبِيَّ اللَّهِ حَقاً؟ قَالَ: «بَلَى». قُلْتُ: أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَعَدُوُّنَا عَلَى الْبَاطِلِ؟ قَالَ: «بَلَى». قُلْتُ: فَلِمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا إِذاً؟ قَالَ: «إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ وَلَسْتُ أَعْصِيهِ، وَهُوَ نَاصِرِي». قُلْتُ: أَوَلَيْسَ كُنْتَ تُحَدِّثُنَا أَنَّا سَنَأْتِي الْبَيْتَ فَنَطُوفُ بِهِ؟ قَالَ: «بَلَى، فَأَخْبَرْتُكَ أَنَّا نَأْتِيهِ الْعَامَ؟» قَالَ: قُلْتُ: لا. قَالَ: «فَإِنَّكَ آتِيهِ وَمُطَّوِّفٌ بِهِ». قَالَ: فَأَتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا بَكْرٍ، أَلَيْسَ هَذَا نَبِيَّ اللَّهِ حَقاً؟ قَالَ: بَلَى. قُلْتُ: أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَعَدُوُّنَا عَلَى الْبَاطِلِ؟ قَالَ: بَلَى. قُلْتُ: فَلِمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا إِذاً؟ قَالَ: أَيُّهَا الرَّجُلُ، إِنَّهُ لَرَسُولُ اللَّهِ وَلَيْسَ يَعْصِي رَبَّهُ، وَهُوَ نَاصِرُهُ، فَاسْتَمْسِكْ بِغَرْزِهِ، فَوَاللَّهِ إِنَّهُ عَلَى الْحَقِّ.

 

"فَاسْتَمْسِكْ بِغَرْزِهِ" أي الزم أوامره ونواهيه، نصيحة عظيمة من رجل صدق ما عاهد الله عليه، من أبي بكر الصدّيق أّول المسلمين ورفيق الغار وأول خليفة للمسلمين رضي الله عنه وأرضاه.

 

لم يكثر الكلام فقط قال رضي الله عنه: "فَاسْتَمْسِكْ بِغَرْزِهِ، فَوَاللَّهِ إِنَّهُ عَلَى الْحَقِّ".

ما أحوج المسلمين اليوم لهذه النصيحة التي تكتب بماء الذهب!

ما أحوج المسلمين للاستمساك بغرز رسول الله ﷺ!

 

التزم الصحابة رضوان الله عليهم، بأوامر محمد ﷺ ونواهيه حتى بعد التحاقه ﷺ بالرفيق الأعلى فأجمعوا على تأخير دفن جثمانه الشريف مع علمهم بفرضيّة دفن الميت عقب وفاته فما بالكم بدفن رسول الله ﷺ، ومع ذلك واستمساكا بغرزه عليه الصلاة والسلام انشغلوا بتنصيب خليفة للمسلمين، خليفة يمنع انفراط عقدهم وتشتّت أمرهم.

 

واليوم مرّ على المسلمين مائة عام بلا خليفة! مائة عام من التشرذم والضياع!

مائة عام من الذلّ والهوان! مائة عام من القتل والتهجير وانتهاك الحرمات!

 

مائة عام تحت وطأة حكم جبري مع حكّام استمسكوا بغرز الغرب الكافر المستعمر فاستأسدوا عليكم وهم حرّاس لمصالح أسيادهم يفعلون ما يؤمرون ولا يعصون لهم أمرا... صاغرين، تَرْهَقُهُمْ ذلّة. ﴿سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ﴾.

أما اكتفيتم أيها المسلمون؟

 

أما اكتفيتم بُعدا وهجرانا لسيرتكم الأولى سيرة الصحابة الراشدين وسيرة أجدادكم الفاتحين؟! سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه الذي أدّب المرتدين فلا ساوم ولا هادن بل استمسك بغرز رسول الله ﷺ!

 

سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي أسقط حكم فارس والروم بجيوش القادسية ونهاوند واليرموك!

سيرة الناصر صلاح الدين قاهر الصليبيين ومحرر بيت المقدس، سيرة قطز وبيبرس قاهرَيِ التتار، سيرة محمد الفاتح فاتح القسطنطينية!

هكذا كنتم وهكذا ستعودون بإذن الله الواحد الأحد. اعتصموا بحبل الله ولبوا نداء داعي الله - حزب التحرير - الذي يصل ليله بنهاره مستمسكا بغرز رسول الله ﷺ لإقامة دولة الحق، الخلافة الراشدة على منهاج النبوّة وتنصيب خليفة راشد يلمّ شمل الأمّة ويكون درعا حاميا فيقتصّ لدمائها التي سالت أنهارا ولأعراضها التي انتُهكت جهارا ولمقدساتها التي دُنّست مرارا وتكرارا.

 

يا جيوش المسلمين: أما حنّت أيديكم لرفع راية رسول الله ﷺ عوض خِرَق سايكس بيكو التي فرقتنا؟

أما حنت أيمانكم لرفع لواء النصر والفتح؟

أما آن لحناجركم أن تصدح بالتكبير: الله أكبر الله أكبر؟!

هبّوا لخيري الدنيا والآخرة، هبّوا لنصرة حزب التحرير، هبّوا لعزّكم، هبّوا لشرف العمل لإقامة الخلافة!

فوالله لا يستوي من عمل وكابد وبذل الغالي والنفيس لإقامتها ومن صفّق لها بعد إقامتها.

 

﴿لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾.

 

لهذا الخير ندعوكم لتكونوا أنصار الله وجنده.

أيّها المسلمون، للاستمساك بغرز رسول الله ﷺ ندعوكم. فالنصر آت لا محالة فكونوا في سفينة النجاة.

 

﴿إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

ابتهال بن الحاج علي – ولاية تونس

 

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.