الثلاثاء، 07 شوال 1445هـ| 2024/04/16م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مهرجان النفاق في حفل افتتاح مسجد موسكو الكبير

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مهرجان النفاق في حفل افتتاح مسجد موسكو الكبير

(مترجم)

 

 

في 23 أيلول/سبتمبر 2015، استضافت موسكو حفل افتتاح مسجد موسكو الكبير بعد عملية تجديده التي استمرت لما يقارب عشر سنوات. ويستوعب المسجد الجديد حوالي عشرة آلاف مصلٍّ ليصبح بذلك الأكبر في أوروبا. وقد حضر هذا الحدث ممثلون عن القيادة السياسية في روسيا، وممثلون عن "الإدارة الروحية" لمسلمي روسيا وبلدان رابطة الدول المستقلة، فضلا عن الضيوف الأجانب - رؤساء تركيا وفلسطين - والأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين القرة داغي وآخرون. ومن الجدير بالذكر أن السلطات في البلاد أعطت مكانة عالية نسبيا لهذا الحدث، وتمت تغطيته على نطاق واسع في وسائل الإعلام الإقليمية والدولية الروسية، وحضرت النخبة السياسية برمتها تقريبا في ذلك، وألقى قادة الدول الكثير من الخطابات السياسية خلال الحفل.


في كلمته، استمر بوتين في سياسته المعادية للإسلام وأعلن مرة أخرى على ضرورة صياغة ما يسمى بـ"الإسلام التقليدي" في روسيا - وهو شكل مشوه عن ديننا - تفرضه السلطات الروسية على 20 مليون مسلم روسي، حيث قال "من المهم أن يترعرع الشباب المسلم وفقا للقيم الإسلامية التقليدية، لمنع محاولات فرض رؤية غريبة للإسلام علينا ووجهات نظر لا تمت للإسلام بصلة".


إلى جانب ذلك أعطيت الكلمة لرئيس مجلس الإفتاء في روسيا 'راوي عين الدين'، ورئيس تركيا أردوغان ورئيس فلسطين محمود عباس. في النهاية تحولت المراسم إلى مهرجان من النفاق والخنوع والكذب:


• أصبح افتتاح المسجد في حد ذاته فرصة عمل في العلاقات العامة للسلطات الروسية التي تتظاهر مرة أخرى - رغم عدائها الواضح للإسلام - بأنها صديق للمسلمين والبلدان الإسلامية. وعلاوة على ذلك، فإنها لم تتردد في نسبة الفضل بإعادة بناء المسجد لنفسها، وهو الذي أنجز بفضل التبرعات الخاصة فقط، وهو ما يفسر المدة الطويلة لإعادة البناء وهي عشر سنوات. ناهيك عن حقيقة أنه يمنع منعا باتا بناء مساجد جديدة في موسكو، حيث يوجد 4 مساجد فقط لبضعة ملايين من المسلمين، مما يجبر الآلاف من المسلمين على الصلاة في الشوارع في أي وقت من العام ممطر أو صحو، رطب أو معتدل.


• اغتنم حكام البلدان الإسلامية الفرصة وتحدثوا في عدد من المواضيع الدولية؛ فقد أعرب أردوغان مرة أخرى عن سخطه من تجدد الهجمات على المسجد الأقصى وعن قلقه بشأن مصير لاجئي سوريا، على الرغم من أن تركيا تحت حكمه تتعاون بنشاط مع كيان يهود وتتيح لسفن الشحن الروسية المتجهة نحو الأسد المرور عبر الموانئ التركية خلال 4 سنوات من الثورة السورية ولم يحرك ساكنا لمنع المجازر التي حلت بمئات آلاف المسلمين في سوريا. بدوره تلا محمود عباس بعض الآيات من القرآن والحديث وكرّس نصيبا من كلمته للتعبير عن سخطه حول إجراءات كيان يهود الأخيرة في القدس، في حين أنه يتعاون بشكل جيد مع اليهود وكيانهم ويجيز طبيعتهم غير المشروعة من خلال أفعاله بخيانة المسلمين في فلسطين مرارا وتكرار.


• انتقى كل من أردوغان وعباس العبارات لكي يعبروا للسلطات الروسية عن شكرهم والتي تبين بكل وسيلة ممكنة الصداقة والولاء، كما أن رئيس مجلس المفتين في روسيا 'عين الدين' كان قد ارتكب شيئا غير لائق، حيث دعا بوتين في خطابه بـ"فخامة السيد رئيس الاتحاد الروسي المحترم جدا فلاديمير بوتين" وكذلك قوله "لدينا زعيم وطني فلاديمير بوتين هو الأول بين قادة بلادنا في تاريخها كله الذي دعا روسيا بـ"البلد المسلم أيضا"... وأنه (بوتين) اعتبر روسيا أكثر المدافعين الثابتين والصادقين عن مصالح الإسلام، وواحد من الركائز الأساسية في العالم الإسلامي". وهذا كله يقال في الوقت الذي تكثف فيه روسيا مساعداتها طوال أربع سنوات لنظام بشار الأسد، وتوفر له ليس فقط الأسلحة ذات التقنية العالية بل أرسلت له وحدات قتال جديدة من القوات المسلحة الروسية. ناهيك عن الجرائم التي ترتكبها السلطات الروسية ضد المسلمين في روسيا، من تعذيب وقتل واعتقالات جماعية وحظر عام للفكر الإسلامي وأي مظاهر إسلامية.


إن روسيا هي واحدة من أهم أعداء الأمة إلى جانب الولايات المتحدة بغض النظر عن الحيل التي اعتمدتها لإقناع الناس بعكس ذلك، وبغض النظر عن عدد المساجد التي تم فتحها وكيف قدمت العديد من التصريحات المنافقة في حين لا يمر يوم من دون أن تذكر روسيا العالم بكراهيتها للمسلمين. في 30 أيلول/سبتمبر 2015 أقر مجلس الاتحاد الروسي فعليا استخدام القوات الجوية الروسية في سوريا "للنضال ضد تنظيم الدولة الإسلامية"، وفي اليوم نفسه قصفت القوات السورية مدينة حمص لتقتل أكثر من 27 مدنيا بينهم 5 نساء و6 أطفال. (وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان). كيف يمكن لأي شخص يؤمن بالله واليوم الآخر أن يكون ولاؤه لدولة الكفر والشر والظلم وحاكمها؟


في الواقع، إن الفظائع التي ارتكبتها دول الكفر ضد المسلمين من الشرق والغرب والشمال والجنوب لن تنتهي حتى يعود المسلمون من جميع أنحاء العالم عودة كاملة إلى التقيد بدينهم وتعود الخلافة على منهاج النبوة.


قال الله سبحانه وتعالى:


﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ ۚ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ ۖ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ﴾

 

 

كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إلدر خمزين
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع