الخميس، 18 رمضان 1445هـ| 2024/03/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
96 عامًا ولا نزال على الدرب سائرين وبربنا واثقين

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 96 عامًا ولا نزال على الدرب سائرين وبربنا واثقين

 

 

ها نحن نطوي عامًا آخر على زوال حصننا الحصين، ودرعنا الحامي، ومهد عزتنا، الذي قضى عليه الإنجليز الكافرون الحاقدون على يد عميلهم مصطفى كمال، لنستقبل عامًا جديدًا نقترب فيه من عودة الخلافة من جديد، لكي نستقبلها وفينا الجراح والآلام الكثيرة، وبعد أن أُهرقت الكثير من دمائنا على يدي الغرب الكافر وعملائه وأدواته.

 

هنا يجب أن نقف على ما كنا عليه وما أصبحنا فيه؛ حتى ندرك ما يحدث لنا، لنتعلم ونستفيد ونستعيد الهمم ونشحذ العزائم.

 

منذ أن سلك الكافر المستعمر أساليب خبيثة ومبطنة لإدخال أفكاره النتنة إلى مجتمعاتنا من القومية والوطنية، وجند لها جنودًا، صاحبهم خطوة خطوة حتى استطاع أن يجد لها تربة تحتضنها وتجعلها تنمو، عندها استطاع أن يجد لنفسه ولحضارته الفاسدة مكانًا ومؤيدين، وخدع منا الكثيرين وأحسن فيهم الظن بعضنا واستبشر آخرون الخير فيهم. لكن لم يلبث وقت طويل حتى عرفت الأمة صاحبة العقيدة الصحيحة فساد أفكار الغرب وضلالها، فتفجر المكر الخبيث لدى الكافر المستعمر وقرر السطو على أمتنا بالقوة والسلاح واحتلال البلاد، لكنه أدرك ثمن هذا وعدم جدواه، فسعى جاهدًا إلى تجنيد الجنود المخلصين له من بني جلدتنا، ليكونوا خدمًا أوفياء وعملاء مخلصين، فنجح في ذلك، بل وأوجد لعملائه بطانة ممن يثق بهم يكونون عونًا لهم، مع هذا لم يتركهم من غير توجيه ولا إرشاد مستمر كيف يحكمون شعوبهم، وكان من أبرز هذه التوجيهات الترهيب الدائم والمستمر للناس في كل ما يحرصون عليه في حياتهم ولبقائهم الذي أصبحوا ينالونه بالذل والإهانة والتعسف والذل، وكذلك خلق البدائل إذا حدث أن رغب الشعب في التغيير الحقيقي، وتوجيهه إلى تغيير الوجوه وخداعه بتشكيل معارضة مقننة داعمة للحكم ومثبتة له، وإيجاد حركات وأحزاب تكون صمام أمان للنظام في حالة الطوارئ. إضافة إلى ذلك لم يهملوا الواعين على هذا الخداع من المخلصين أمثال شباب حزب التحرير، فضيقوا عليهم حياتهم، وفتحوا لهم السجون، وأفلتوا عليهم "المثقفين" و"المفكرين" ليضربوا بقولهم بالباطل ويقفوا سدًا بينهم وبين أسماع الناس. لكن هذا لم يكن سوى عثرة أمام المخلصين تزيدهم ثباتًا وقوة وإصرارًا على تحقيق هدفهم النبيل وهو وصول الإسلام إلى الحكم وأخذه السيادة.

 

في هذا الوقت، حاول الغرب أن يظهر حضارته بمظهر الرقي والتميز، بشعارات مضللة مثل حماية الحريات والدفاع عن الحقوق، واحتضن بعضًا من الذين فرّوا من بطش عملائهم تلميعًا لوجهه الكاحل أمام الأمم وشعوبهم. وفي الوقت ذاته لم يعلموا أن تحت رماد النار التي أشعلوها في الأمة الإسلامية نارًا توقد وتتحضر للعودة إلى سدة الحكم، وإعادة أمجاد أمة قائدها للأبد النبي محمد e.

 

وهكذا وقع الكافر المستعمر الحاقد في عواقب شرور أعماله ومكره، وأصبح يتخبط ماذا يفعل وكيف يتصرف تجاه هذه الجموع الغفيرة ممن ظن أنه قد قضى على آمالهم وأحلامهم وقضى على مشروعهم وأغلى ما كان عندهم للأبد، فاستنفر جنوده كلهم، من الشخصيات المريضة المضبوعة والعميلة، لكي يبذلوا كل ما في وسعهم للقضاء على فكرة عودة حكم الإسلام كاملًا بعدة أشكال، منها الدعوة إلى الإسلام المعتدل، والقومية، والوطنية... وغير ذلك، فأثبتوا إخلاصهم لأسيادهم، وشهد الناس تآمرهم مع الحكام والغرب من ورائهم من أجل بقاء الحال على ما هو عليه.

 

كما أوجد الغرب بعض الحركات المسلحة ودعمها ورعاها وحمّلها أفكارًا تتعطش لها الأمة من أجل حرف الأمة عن بوصلتها، لكن هيهات هيهات أن ينجحوا في حرف ما هو ثابت لا تهزه الرياح ولا تكسره القوة.


في الوقت نفسه أدرك الكافر أن نهايته اقتربت، وأن المسلمين قد ازداد حرصهم على الإسلام وشغفهم لعودته للسلطة، فسلّط عليهم أراذل الناس يقذفونهم ويصفونهم بصفات بشعة، تعدوا على مقدساتهم ورموزهم الدينية، وحاولوا النيل من رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام الذي رسموه برسم مسيء، والصحابة الكرام الذين قذفوهم وصغروهم. لكن الأمة صدتهم واستشاط غضبها، فتخبط الغرب وأصبح صريع مؤامراته، فعاد إلى المربع الأول، وهو إظهار وجهه الحقيقي القبيح، حتى وصل به إلى طرد رعاياه من المسلمين بعد أن أصبحوا يشهدون على قبحه، ومنع المسلمين من ممارسة شعائر دينهم وإظهاره، فمنع الحجاب، وسمح بالتمييز على أساس الدين، ومنه عدم استقبال المسلم في بعض الأماكن، وكل هذا يدل على أنه يتحرك حركة المذبوح المدرك لقرب نهايته.


فعاد الغرب إلى استخدام القوة والبطش والاحتلال والتدمير والتهجير بشكل علني ظنًا منه أنه بذلك سيمنع نصر الله أو يبطؤه، لكن هيهات هيهات، هذا كحلم إبليس بالجنة، والإسلام منتصر، فالأمة تبلور أهدافها لتنحصر في هدف واحد ووحيد هو عودة الإسلام إلى سدة الحكم، فيعز أهله ويذل أعداؤه. إن الأمور لا تسير كما يتمنى أعداء الله، بل كما يريدها الله أن تكون يضعها سبحانه حيث يشاء، ونحن خير أمة أخرجت للناس منتظرون لنصر الله ومخلصون له متوجهون له في أعمالنا حتى يمن علينا بنصره ويحقق وعده الذي وعدنا وليس ذلك على الله بعزيز.

 

﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. ماهر صالح – أمريكا

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع