الجمعة، 10 شوال 1445هـ| 2024/04/19م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 2 تعليقات

بسم الله الرحمن الرحيم

 

حزب التحرير عزفٌ منفردٌ بعيدا عن جوقة الفوضى!!

 


طلعت علينا إحداهنّ في سياق الهجمة الإعلامية على حزب التحرير وهو يعقد الندوة تلو الأخرى ويتواصل مع الناس في سياق حملاته وإعدادا لمؤتمره لتسأل سؤالا وددتُه منصفا بمنطق الواقع مشبعا بالاستشراف معتبرا من التاريخ لكنه كان غير ذلك، ولن نصف السؤال ولا السائلة ولكن إنارة للكاتبة وإنصافا للحق ودعوة للنظر أردنا أن نبين أن في المنطلقات اختلافاُ وفي النظر والاستنتاج تبايناً.


- بين أرضية وأرضية: هي الفرق بين الأرض والمنفى، بين من يؤمن بما يجب أن يكون ومن يؤمن بالعدم، هذه هي نقطة المفصل؛ أن يتكون الفكر على واقع خرب يُبنى عليه منظور وأهداف تتحول عاجزة إلى أغراض ويُؤسس عليها واقع مزيف ويُسمى دولة مدنية وفكرا دستوريا حاصله صفر ودارُ بوارٍ ويُسمى خداعا وزيفا دولة وطنية واستقلالاً... وبين فكرٍ يأمُر بما يجب أن يكون ويكون صانعا للواقع بشرع الله لا مصنوعا به.


- الاستقلال: ادعاءٌ باطل في أساسه، والبينة على من ادّعى... هو صفة مبنية للمجهول أو هو صفة من غير موصوف... هو بالفعل ما يُسميه هيربيرت شيلر "استقراء فاسد" أي تعسّف على المقدمات بنتائج مُسقَطة... أليس هذا ما يثبته الواقع؟؟


الثروة منهوبة، والقوانين مستوردة، والسيادة مرتهنة، والسلطة منعدمة، والمجتمع غربي لكنه مترجم... هل هذا هو الحقل السياسي المراد لحزب التحرير أن يتماهى معه حتّى لا يكون نشازًا؟


إن تناقض الطرح المؤصل الواصل بين الثابت الشرعي والمتغير السياسي مع هذه الفوضوية المقطوعة المسماة زيغا وزيفا استقلالاً هو أساس التضييق الممنهج ذي السمة الأمنية بالأساس على حزب التحرير.


- حزب التحرير: لم يكذب أهل البلد، وضع الإصبع على مواضع الخلل، أطلق على المؤامرة اسم المؤامرة، وأثبت فساد النظام الجمهوري، وقال عن التوافق التفافا على الثورة، كشف حقيقة (الإرهاب) وبُعده الدولي والاستخباراتيّ ولم يكتف بالأداة وإن أدان الجرم والجريمة، ثبّت في الوعي العام أن البلاد مستعمرة مختطفة ولا بدّ من تحريرها ذاتيا، وقف ضد كل التنازلات والخيانات والرضا بالواقعية الانهزامية... خاطب الجميع ومدّ يده للكل وهو يدعو أن الأمر (أمر الحكم) بأيدينا لا بأيدي غيرنا بشرع ووحي لا بأغلبية كاذبة ولا بأقلية من وراء ستار... لم يرتض أن تُختصر الحياة السياسية فيما سموّها محطات انتخابية حقيقتها ليست سياسية وإنما تعبوية انتهازية كشفها الزمان وثبتت عند الناس زيفا وكذبا وزورا حتى قاطعوها وأكثرهم شبابها!! وسيقطعون ما تبقى من شرك الخداع في الانتخابات القادمة وسنرى صدق القراءة لمن يدعي فهم السياق والانخراط في المنظومة وهو يعيش الوهم.


- قالوا له: يا حزب التحرير ماذا لو تنازلت عن الإسلام؟ ماذا لو انخرطت معنا في الديمقراطية؟ ماذا لو أسقطت مطلب الخلافة على منهاج النبوة؟ ماذا لو تخليت عن الأمة؟ ماذا لو تركتنا نعيث خرابا وإفسادا في عيش الناس؟ ما كان يضرك يا حزب التحرير لو تركت الاستعمار ينهب الثروة؟ ماذا لو شهدت معنا شهادة زور عن رخاء العيش في النظام الجمهوري؟! ماذا لو غطيت عورة العار بخرقة "نعم"؟ قالوا له بإلحاح يا حزب التحرير تعال معنا ها هنا حرية وديمقراطية وانتهازية ومال فاسد... فقال "لا".


أما الأمر المرئي لكل ذي عين والمضحك في الآن نفسه أن يحدثنا من انطوى فكره وواقعه عن مقومات اضمحلاله، فيصف فكر حزب التحرير بـ "معوقات ذاتية تجعل وجوده مفتوحا على السيناريوهات السلبية"!!


عن أي معوقات ذاتية يا هذه؟؟


الشرعة والمنهاج والفكرة والطريقة والكتاب والسنة وما أرشدا إليهما؟!! عن الرعاية والكفاية والرفاه، عن استرجاع الثروة وتعرية المغتصب؟!!!


وأي سيناريوهات سلبية؟؟


لعل حزب التحرير من أَفلس البلاد؟!! أو هو الذي سلبها أمنها وعيشها وكرامة أهلها وقسّم شعبها شمالياً وجنوبياً وشرقياً وغربياً؟؟


أيهم ينطوي على مقومات اضمحلاله؟


خديعة النظام الجمهوري وبيت العنكبوت وأكذوبة الحداثة البورقيبية وبلد على حافة الهاوية ونذر بالإفلاس ومنظومة لا أب لها ولا أم ولا أصل، وغموض الحاضر والمستقبل وبيت بلا أساس... أم من أراد الوصل بالثابت في الأمة عقيدة ونظاما ورعاية؟؟


ولعلّ ما فات صاحبة المقال أن النظام الجمهوري ولد بانقلاب مدعوم مخطط له سلفا على الباي وما كان مطلب الناس ولا نُخبها (عدا الموظّفين لاستكمال المهمة) وإنما أسقط إسقاطا حيث لا انبثاق ولا تبني شعبياً، وإنما فرض بالحديد والنار وعن غفلة من الناس، وبحسبه شرع صاحب مقولة القانون قبل الظاهرة بتجريد الشعب من عقيدته وثوابته بدعوى الحداثة، واستصدر من القوانين والدستور ما ينزع ويفتكّ عن الشعب هويته بالقهر تارة وبالتضليل تارة أخرى، وأقام المجازر وحكم بالاستبداد قهرا وظلما، ونفّذ ما طُلب منه وكان صادقا لوليّ نعمته حين قال: "vous pouvez compter sur moi" (يمكنك الاعتماد عليّ).


بالاختصار، هذا الطرح الفكري الثوري لحزب التحرير ومبدؤه الإسلام وصموده على المبدأ منذ ما يزيد عن ستين عاما، هو ما يقضّ مضجعهم لأنه رفض ارتداء لباس الفرح في المأتم.


حزب التحرير يا من سميته نشازا، هو عزف منفرد بعيدا عن جوقة الفوضى. وكل ما في الأمر أنه صلى مفردا في القدس ولكن الجماعة سيصلون جماعة.

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير


محمد علي البسكري

 

وسائط

2 تعليقات

  • Khadija
    Khadija الأحد، 23 نيسان/ابريل 2017م 11:33 تعليق

    جزاكم الله خيرا

  • إبتهال
    إبتهال الخميس، 20 نيسان/ابريل 2017م 17:43 تعليق

    جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع