الجمعة، 19 رمضان 1445هـ| 2024/03/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
  •   الموافق  
  • 4 تعليقات

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

قوانينهم الوضعيّة ظالمة وضيعة

 

وأحكام الله وحدها القوانين العادلة الرّفيعة

 

ذكرت (رويترز) أنّ لجنة بمجلس الشيوخ الأمريكيّ أقرّت مشروع قانون تتوقّف بموجبه مساعدات سنويّة قيمتها 300 مليون دولار تقدّمها أمريكا للسّلطة الفلسطينيّة إلاّ إذا أوقفت صرف ما وصفها مشرّعون بأنّها مبالغ ماليّة تكافئ الجرائم العنيفة. وصوّتت لجنة العلاقات الخارجيّة بمجلس الشّيوخ بأغلبيّة 17 صوتا مقابل أربعة لصالح مشروع القانون المعروف باسم تيلور فورس بعد أن قتل فلسطينيّ أمريكيّاً يبلغ من العمر 29 عاما (وهو خرّيج مثاليّ من "ويست بوينت" ومحارب سابق) طعنا حين كان في زيارة لكيان يهود العام الماضي. ويجب أن يقرّ مجلسا النّوّاب والشّيوخ بكامل أعضائهما مشروع القانون ليتحوّل إلى قانون.

 

وعلى هذا الأساس بدأ الكونغرس بدراسة قانون لمنع "السّلطة الفلسطينيّة" من التّحريض على العنف. التي - حسب زعمه - لطالما قدّمت لأسر الفلسطينيّين الذين يشنّون هجمات ضدّ يهود مكافآت ماليّة ترتبط بفترة بقائهم في سجون يهود، إلى جانب الأُسر التي يلقى أقرباؤها حتفهم خلال أعمال عنف ضدّ الأبرياء.

 

وعرج إلى أنّها قد برّرت هذه الممارسة بأنّها إن لم توفّر هذه المزايا فحركة "حماس" ستفعل. ولكنّه اعتبر أنّ هذه الحجّة واهية فكيف لها بكسب ميزة على خصمها الإسلاميّ الذي تتنافس معه على النّفوذ السّياسيّ وهي تعتمد سياسة تبرّر العنف؟!!

 

وفي حال تمّ تمرير القانون، يقول "ديفيد ماكوفسكي" مدير مشروع عمليّة السّلام في الشّرق الأوسط في معهد واشنطن وعضو في مجلس العلاقات الخارجيّة والمعهد الدّوليّ للدّراسات الاستراتيجية الذي مقرّه في لندن "سيحمل رسالة واضحة إلى "السّلطة الفلسطينيّة" مفادها أنّ ممارسة تقديم المزايا إلى الذين ينفّذون أعمال عنف ضدّ يهود أو أمريكيّين مقيتة وغير مقبولة."

هذا وتجدر الإشارة إلى أنّ أمريكا قدّمت اقتراحا رسميّا في 2010 إلى "مكتب المفوّض السّامي لحقوق الإنسان" لحثّ جميع الحكومات على "التّحدث علناً ضدّ عدم التّسامح، بما في ذلك الدّعوة إلى الكراهيّة القوميّة أو العنصريّة أو الدّينيّة التي تشكّل تحريضاً" - وعلى إدانة المسؤولين الحكوميّين الذين يمارسون ذلك.

 

"أعمال عنف ضدّ يهود أو أمريكييّن"؟؟ وماذا عن الأعمال التي يقوم بها كيان يهود ضدّ أهل فلسطين؟ بم تُنعَت؟ هل هي دفاع عن النّفس أم عن وجود "مفروض مرفوض"؟ ماذا عن الأعمال التي نفّذها الجنود الأمريكان في العراق؟ وفي أفغانستان؟ وفي سوريا؟ أم أنّ قانونهم "يكيل بمكيالين"؟!

 

لئن تضاربت مصالح الدّول العظمى فيما بينها فإنّها تتّحد للحفاظ على النّظام الذي يسيّرها؛ "النّظام الرّأسماليّ"، فتكون يداً من حديد تضرب من يهدّد كيانه، والإسلام هو النّظام الوحيد الذي بقي ينافسه والذي بانت ملامح عودته إلى الحياة بعد أن أقصي عنها منذ سقوط دولته سنة 1924م.

 

الحرب على الإسلام هي حرب صليبيّة يتفانى أعداؤه لقيادتها وإبراز قدرتهم على التّفنّن في اختيار الأسلحة الأكثر وحشيّة للنّيل من المدنييّن العزّل فطالت الأطفال والنّساء!! فأين قوانينهم تلك التي تندّد بالعنف أمام ما ألقي على الأبرياء من أبناء سوريا من قنابل عنقوديّة وبراميل متفجّرة أتت على الأخضر واليابس؟! إنّ قانونهم هذا يقضي بإدانة وذمّ من يتعرّض لأحد أبنائهم... وبالأمر القبيح المذموم يصفون ذلك وتسنّ القوانين التي بمقتضاها تسحب المساعدات الأمريكية للسلطة الفلسطينية بحجّة أنّها تصرف في دعم (الإرهاب) ومساعدة منفّذيه وأسرهم وإن كان المدان يدافع عن أرضه ومقدّساتها... فينعت بـ(الإرهابيّ) لأنّه يدافع عن أقصاه ويُبَرَّأ المغتصبُ اليهوديّ الذي يعتقل الأطفال ويروّعهم وينكّل بالنّساء ويقتل زهرات بدم بارد لا يأبه لأحد... أمّا إن كان هذا العنف موجّها نحو مجموعات مسلمة فالمقياس مختلف تماما فتُغدَق الأموالُ وتُسنَد جوائزُ نوبل للقائمين عليها وينفون ما يحدث من جرائم وينكرونه، كما أنكرت أونغ سان سو كاي رئيسة حكومة بورما وهي إحدى أشهر النّاشطات الحقوقيّات في العالم، وحائزة على جائزة نوبل للسّلام، أنكرت ما يجري في بلادها من انتهاكات وجرائم ضدّ الإنسانيّة ورفضت الرّدّ على هذه الاتهامات... فأين هم من هذا؟! أين قوانينهم ممّا يحدث للأبرياء من مسلمي الرّوهينجيا من إبادة وتطهير عرقيّ ومن ذبح للرضّع والأطفال بالسّكاكين في منازلهم خلال الحملات التي تقوم بها قوات الشّرطة والجيش هناك والتي تسمّى «مناطق عمليّات الإخلاء» والتي أدّت إلى مقتل المئات منذ 9 تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي؟؟

 

موتُ أمريكيٍّ أقام الدّنيا ولم يقعدها وسُنّ لأجله قانون، أمّا قتل المسلمين في أمريكا (2015/02/11 حادثة قتل الأمريكيّ كريج ستيفين هيكس لـ3 طلّاب مسلمين بدافع "كره الإسلام")، فلم يحرّك للرّئاسة الأمريكيّة ساكنا ممّا جعل حوادث العنف ضدّ المسلمين تزيد بشكل ملحوظ، وهو ما زاد في تنامي الإسلاموفوبيا خاصّة بعد تولّي ترامب الرّئاسة الأمريكيّة والذي صرّح في عديد من المناسبات بكرهه للإسلام الذي لا تنطبق عليه مواصفات الإسلام الأمريكيّ: خدوم مطيع معتدل وديع لا يختلف مع الحضارة الغربيّة ويتلاقح معها ويقبل بها بل ينصهر ويذوب فيها و... يتخلّى عن حضارته ومفاهيمه ليتعايش معها بسلام وأمان!...

 

لا يخفي هذا الرّئيس حقده على الإسلام الذي نعته بـ"المتطرّف" لأنّه يهدّد مصالحه وينادي بوحدة الأمّة وفكّ قيود الغرب عنها، فضمن الخطاب الذي ألقاه وخلال حفل أكّد بأنّه سيوحّد العالم بهدف "محو الإسلام المتطرّف من على وجه الأرض". (بي بي سي، 23 كانون الثاني/يناير 2017)

 

أمّا قتل المسلمين فلا حراك ولا تعليق عليه، وحادثة المسجد الأخيرة التي جدّت بولاية مينيسوتا الأمريكيّة تؤكّد تجاهل ترامب لهذه الأعمال، فلم يكلّف خاطرا للرّدّ على هذه الفاجعة ولزم الصّمت. قال سيباستيان غوركا، مسؤول الأمن القوميّ في البيت الأبيض "صمت ترامب يرتبط بعدم التّأكّد بعد، من وجود أسباب أيديولوجية وراء التّفجير". تلك هي السّياسة العالميّة اليوم في ظلّ هذا النّظام الرّأسماليّ الفاسد، عمل على تغوّل الحاكمين والقائمين عليها من أصحاب رؤوس الأموال ودولهم ليمتصّوا دماء الشّعوب وثرواتها. تراهم يهبّون لدمِ واحدٍ من رعاياهم حتّى يثبتوا لهم قدرتهم على حمايتهم فيضمنوا بذلك حبّهم ويحافظوا على مراكزهم، ويماطلون ويتملّصون ويصمتون إن تعلّق الأمر بدماء آلاف المسلمين.

 

حتّى إبادة شعب لا تحرّك لهؤلاء المشرّعين الذين يقودون العالم ساكنا!! فأين هم ممّا يحدث لأهلنا في سوريا (أكثر من 400 ألف قتيل من بينهم 25 ألف طفل وأكثر من 1200مجزرة)؟! أين هم ممّا يحدث في اليمن؟! أين هم ممّا تسعى إليه حكومة الهند حثيثا لجعل المسلمين أقلّيّة في إقليم كشمير؟! فـ"القوات الهندية ترتكب جرائم ضدّ الإنسانية أسفرت عن مقتل 15 مدنيًا خلال الأسبوع الماضي وحده". كما جاء على لسان نافيس زكريا المتحدّث باسم وزارة الخارجيّة الباكستانيّة في تقرير الوزارة الصحفيّ الأسبوعيّ.

 

 تسنّ القوانين وتمرّر لخدمة من يسودون العالم وتفصّل حسب مصالحهم ومنافعهم وتتغيّر بتغيّرها دون مراعاة للآخرين؛ إذ يقوم هذا النّظام العالميّ على تثبيت مصالح الدّول العظمى التي تمتصّ ثروات بلاد المسلمين بعد أن قسّمتها - ولا غرابة في ذلك - فمن قام بسنّها لا همّ له سوى الحفاظ على مكانته وتثبيت نفوذه وسيطرته.

 

لقد أدركت الولايات المتّحدة ودول أوروبّا، ومن يدور في فلكها من الدّول العميلة لها والخائنة لدينها ولأمّتها أنّ الأمّة بدأت تتحسّس طريق نجاتها وأنّ أعناقها اشرأبّت تنتظر عودة الإسلام إلى حياتها، وبهذه العودة ينهار صرح النّظام الرأسماليّ؛ لذلك تعمل جاهدة على الحيلولة دون وقوعه أو على الأقلّ تأخير ذلك.

 

تُسَنُّ القوانينُ لتدعم القويّ وتُضاعِف قوّته وإن كان في غنى عن هذه القوانين لأنّه يقتصّ ولا ينتظر قانونا يشرّع له أعماله... فها هو كيان يهود ينال من خصمه "أهل فلسطين" وممّن اعتدى على قطعانه وينال منه ويقوم بهدم منزله وينكّل بعائلته دون إذن، بل هو يقوم بالانتهاكات والاعتداءات غير آبه بقوانين دولية ولا مجلس أمن، وهل ينتظر غاصب ومحتلّ إذنا؟!... تمادى هذا الكيان في عنجهيّته وغطرسته وانتهاكاته لأنّه يعلم يقينا أنّه يعمل على قهر العدوّ اللّدود "الإسلام" للنّظام الرّأسماليّ السّائد، ولن يجد من القائمين عليه سوى التّأييد والدّعم و"الصّمت" على انتهاكاته.

 

هوان وأيّ هوان تعيشه الأمّة الإسلاميّة بعد أن أصبح أبناؤها كالأيتام. يموتون أفرادا وتقام فيهم عمليّات إبادة جماعيّة (بورما، والعراق، وسوريا، وكشمير،...) فلا دولة لهم مهابة ولا راعي يدافع عنهم ويذود عن دمائهم وأعراضهم وثرواتهم وأراضيهم ضدّ كفار يصنعون لهم المآسي ويغرقونهم في بحار من الدّماء غير مبالين ولا مكترثين.

 

لقد اجتمع على الأمّة الأعداء من الكفّار وساندهم حكّامها العملاء ووقفوا يحاربون الإسلام والمسلمين بحجّة الحرب على (الإرهاب) التي رفع رايتها الغرب الكافر ليغطّي حربه "الحقيقيّة على الإسلام"، وكان لعلمائها - إلا من رحم ربّي - الدّور الكبير في دعم هذه الهجمة الشّرسة بتضليل الأمّة وحرفها عن المسار ومعرفة عدوّها وعدوّ دينها. هؤلاء العلماء الذين صمتوا عن مناداة الجيوش ودعوتها للدّفاع عن الشّعوب وعن أراضيها وعن مقدّساتها... صمتوا عن إطلاق نداء عاجل لتحرير المسجد الأقصى من نجس يهود ولإغاثة أبناء سوريا من بطش طاغيتهم... لنجدة أبناء اليمن الذين يعانون الجوع والمرض والخوف في ظلّ حرب دائرة بين الطّوائف يؤجّج نيرانها الغربُ الكافر ويستمتع بمشاهدة الضّحايا والموتى بدم بارد...

هل يعقل أن تعدم أمّة الإسلام رجالا غيورين رشيدين يقودون الجيوش لتحريرها من الغرب وفكّ قيوده عنها؟!

 

أيعقل أن لا تلد هذه الأمّة من الفحول والشجعان والقادة المبرزين أمثال صلاح الدّين وبيبرس ممّن شهدت لهم ميادين الوغى وملاحم البطولة؟!

 

هل يعقل أن يبقى أبناء الأمّة من علماء وجنود وضبّاط مكمّمي الأفواه صامتين مكتوفي الأيدي وحرائر الأقصى يستغثن ويصرخن "ومعتصماه"... ثمّ يذدن عنه بعزم الرّجال ولم يلبّ النّداء أحد من الرّجال؟!

 

هل يعقل أن يقتَّل أبناءُ خير أمّة وتُنتَهك أعراضُها وحرماتُها ولا حراك؟!!

 

هل عدمت النّخوة والغيرة على الإسلام ليبقى أعداؤه يجولون في أراضيه يتبخترون متكبّرين؟

 

ألا يحرّك ما يحدث للأمّة نخوة الجيوش ويُغلي الدّماء في عروقها لتهبّ هبّة رجل واحد يزيل الهوان والذلّ عنها ويعيد عزّتها ومجدها؟!

 

إنّ اليقين بنصر الله وتمكينه ووعده الذي سيتمّه بإذنه هو ما سيحرّك المخلصين من أبناء الأمّة ليخلّصوها من براثن الوحوش التي تنهش جسدها، فبعد سواد اللّيل ينبلج الصّبح وبعد العسر يأتي اليسر وبعد الضّيق ثمّة المخرج. ووعد الله حقّ...

 

﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ﴾ [الرّوم: 60]

 

 

كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التّحرير

زينة الصّامت

 

4 تعليقات

  • نسائم الخﻻفة
    نسائم الخﻻفة الإثنين، 14 آب/أغسطس 2017م 19:13 تعليق

    بارك الله فيكم

  •  Mouna belhaj
    Mouna belhaj الإثنين، 14 آب/أغسطس 2017م 13:41 تعليق

    جزاكم الله خير الجزاء

  • سفينة النجاة
    سفينة النجاة الإثنين، 14 آب/أغسطس 2017م 12:58 تعليق

    بارك الله فيكم

  • إبتهال
    إبتهال الإثنين، 14 آب/أغسطس 2017م 12:34 تعليق

    جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع