الجمعة، 19 رمضان 1445هـ| 2024/03/29م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

النظام اﻷردني بين كذب السياسة وسياسة الكذب

 

 

كذب السياسة: أن يدعي النظام في اﻷردن أنه صاحب الرعاية والوﻻية على اﻷقصى المحتل اﻷسير، خصوصا بعد إعلان ترامب نقل السفارة اﻷمريكية إلى شرقي القدس، حيث وظف النظام كل طاقاته لحشد الناس للخروج في مظاهرات نصرة للمقدسات التي يرعاها عن بعد بلا رعاية ولا شأن له بحمايتها، فتأتي استجابة الشارع مخيبة ﻵماله في إشارة واضحة من الناس للنظام أن كفاكم لعبا وكذبا على مشاعر المسلمين وآمالهم، فأنتم ﻻ شأن لكم ﻻ برعاية المقدسات وﻻ بحمايتها، ثم تتعالى اﻷصوات في صالونات النظام السياسية للدعوة إلى إصباغ لقب خادم أولى القبلتين على ملك اﻷردن! تكريسا لمفهوم الولاية والرعاية المزعومة، في تنافس محموم بين نظام اﻷردن وتركيا والسعودية على شرف لن يناله أي منهم، ﻷن شرف الرعاية والوﻻية لن يكون إﻻ للنظام الذي يحمي المقدسات وأرضها وأهلها ابتداء ويحررها من رجس الاحتلال البغيض، وليس للأنظمة التي تتسابق على الارتماء في أحضان الكافر المستعمر لتقوم بحماية كيان يهود المسخ من أن يناله من المسلمين أي أذى ليستمر جاثما على صدور أهلنا ومقدساتنا، فأي كذب فاضخ مفضوح هذا؟! أﻻ تستحون؟!

 

سياسة الكذب: اكتشف المسلمون في اﻷردن حجم الكذب والتضليل والخداع الذي يمارسه النظام على الناس فيما يخص الأحداث التي رافقت إعلان الرئيس اﻷمريكي نقل سفارته إلى (القدس الشرقية)، فمن جهة يقوم النظام بحشد الناس لتسيير المسيرات ضد قرار ترامب ليظهر اعتراضه عليه، للضغط ربما باتجاه تغيير الموقف اﻷمريكي، ومن جهة ﻻ يقوى النظام اﻷردني على تحمل استمرار المظاهرات والوقفات التي تناديه بضرورة تحمل مسؤولياته نحو حماية المقدسات ورعايتها بتحريك جيوش اﻷمة لنصرة فلسطين واﻷقصى واستئصال كيان يهود.

 

ترى لماذا منع النظام اﻷردني تلك الوقفات والمسيرات التي أعلن عنها حزب التحرير مسبقا أمام المساجد المختلفة في أكثر من مدينة أردنية؟! أليس هو من حشد وجيش الناس للخروج في مسيرات ومظاهرات قبل أيام؟! فما الفرق يا ترى بين مظاهرات يقبلها ويعمل لها وبين مسيرات ووقفات حزب التحرير فيرفضها ويمنعها؟! مع أن الكل يرفع شعارات لنصرة اﻷقصى؟! فما الفرق أن يهتف المسلم بقوله "بالروح بالدم نفديك يا أقصى"، وبين أن يهتف المسلم التحريري مستنصرا جيوش اﻷمة للتحرك نحو نصرة فلسطين، على غرار "وين جيوش اﻷمة وين" أو "اﻷمة تريد تحريك الجيوش"؟! ما الفرق بين أن يهتف المسلم التائه الحائر المحب لفلسطين واﻷقصى بحبه لتحرير اﻷقصى وطرد يهود، وبين أن يهتف المسلم التحريري واضعا إصبعه على الجرح وعلى زناد الحل، فيطالب المسلمين أن يدركوا أن فلسطين لم يحتلها الصهاينة إﻻ بسبب تخاذل حكام الأنظمة العربية فهي أنظمة شريكة في مساعدة المحتل وليست أنظمة تعمل لصالح تحرير أرضنا وأمتنا؟! والدليل على ذلك أنه مهما جرى لفلسطين والمسلمين فيها فإن ذلك لم يحرك في هذه اﻷنظمة شعرة عز وكرامة أو إحساس بكرامة أمة مهدورة، ولا أدل على ذلك مما جرى ويجري مرارا لغزة أو للأقصى.

 

أيها المسلمون:

 من منا ﻻ يعلم أن فلسطين محتلة، وأن اﻷقصى أسير بيد كيان يهود؟! ﻻ بل من منكم يصدق أن تحرير فلسطين واﻷقصى يحصل بالمسيرات والمظاهرات؟! فما هو دور الجيوش إذا لم تكن لتحرير أرضنا ومقدساتنا المحتلة إذن؟!

 

وإذا كان ﻻ بد من التعبير عن حالة الغضب التي تجتاح كيان اﻷمة فإن الواجب يملي علينا مطالبة من بيدهم القرار من حكام بلادنا، ومن بيدهم السلاح والقوة من أبناء أمتنا بضرورة تحمل مسؤولياتهم حيال ذلك أو إخلاء الساحة أمام المخلصين من أبناء اﻷمة ﻹنجاز وعد الله بتحرير أهلنا وأرضنا ومقدساتنا من تلك الشرذمة المسخ التي عاثت في أرضنا فسادا.

 

أيها المسلمون:

إن أفراد اﻷمن والجيش وضباطه وقادته هم أبناؤكم وإخوانكم يسرُّهم ما يسركم، لكن إرادتهم محتلة مأسورة كفلسطين واﻷقصى، مأسورون لحاجاتهم ومصالحهم التي ارتبطت بشكل أو بآخر بوظيفة هذه اﻷنظمة، إﻻ أن هذا اﻷسْر لن يطول، فكأني بنفوسهم تتوق إلى عسكرية عز وكرامة يسطرون من خلالها ملاحم البطولة والفداء والتضحية في سبيل رضوان الله، فأجملوا لهم بالطلب والحجة وردوهم إلى إسلامهم وقرآنهم وسالف مجد أمتهم ورجالها، لعل الله يخرج لنا من بينهم من ينصر دينه وأمته وما ذلك على الله بعزيز.

 

ولهؤﻻء الرجال نقول:

 

نعلم أن فيكم الرجال والرجولة واﻷبطال وصانعي البطولة، ونعلم أن المهمة ليست سهلة، لكننا نعلم أيضا أنكم أحفاد رجال اليرموك والكرامة، فلا تهنوا وﻻ تحزنوا، فبإسلامكم أنتم اﻷعلى واﻷجدر بنصر الله، فمن يغلبكم إذا نصركم الله؟! فاطرحوا عنكم الخوف إﻻ من الله وﻻ تطلبوا العزة والمجد إﻻ في جنبه، فوالله إنه ليحزننا أن تظلوا على هامش الدنيا تأتون إلى الدنيا وتخرجون منها أعدادا ورتبا عسكرية بلا سيرة مشرفة يذكرها أو يخلدها تاريخ!!

 

وأخيراً فهذه رسالة إلى أفراد وضباط اﻷمن العام، ألستم أنتم الذين رافقتم وقفاتنا ومسيراتنا في الجُمَع السابقة من بدايتها إلى نهايتها؟! فما الذي جرى حتى تشاركوا بمنع وقفات المسلمين أمام المساجد، هل تم تحرير فلسطين واﻷقصى؟! أم هل تحركت الجيوش لنصرتها؟! اسألوا أصحاب القرار لماذا سمحوا هناك ومنعوا هنا؟! أي لعب وكذب سياسي هذا الذي يمارسونه وعلى من؟! علينا أم عليكم؟! أم علينا جميعا؟!

 

أيها اﻹخوة أفراد وضباط اﻷمن، يا من شاركتم في جمعة المنع! لقد أدينا صلاة الجمعة وإياكم سويا وجنبا إلى جنب، ونحن نعلم أنكم جئتم لتنفيذ أمرٍ للنظام ليدوس بنعالكم حرمات الإسلام والمسلمين، فما الذي صنعتم بمنعكم المسلمين من أن يهتفوا لنصرة فلسطين واﻷقصى ويكبروا؟! بالله عليكم هل شعرتم بالنصر علينا أم بالنصر لهم، يضربون اﻷمة بأبنائها "أنتم" نعم "أنتم"، وهم في حصونهم وقصورهم يحتسون كؤوس نصر الذليل على العزيز، فلصالح من يتم ذلك؟ فكّروا معنا، ﻻ بل إننا نناشدكم الله أأزعجكم أنتم تكبيرنا أم أزعجكم شعاراتنا عندما نقول إن القدس لنا وأننا نطالب جيوشنا بالتحرك لنصرتها، أصحيح أنكم تريدون إسكاتنا ليهنأ اليهود في أرضنا المقدسة، بل ماذا ستقولون لربكم عن سبب اعتقالكم لنا؟! هل اعتقلتم مجرمين أو سارقين وقطاع طرق أم ماذا؟! ﻻ تقولوا لنا إنكم عبيد مأمورون فهذا ما لا ترضاه لكم أمهاتكم وآباؤكم ولا زوجاتكم وأوﻻدكم، فنحن نريد لكم أن تكونوا أسيادا على أرضكم وفي قراركم، فلا يختطفنكم أحد إلى حيث ﻻ مصلحة لكم وﻻ ﻷهلكم وﻻ ﻷمتكم، عندها فقط ستجدون أن حناجرنا ستصدح سويا كما في صلاة العيد في كل مناسبة من مناسبات أمتنا، وﻻ يفوتنا أن نحذركم من أن تظلوا مجرد أتباع ﻻ رأي لكم وﻻ قرار، فإن حياة آخرها موت ثم جنة أو نار، لجدير بمن يعيشها أن يتفحص أين يضع قدميه وفي أي اتجاه يخطو، فاحذروا قول الله: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ * إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ﴾.

 

اللهم إننا نتحرك باستمرار باتجاه استنصار إخوان لنا في الدين والدم ليقوموا بواجبهم الذي تدربوا وحملوا السلاح من أجله، اللهم فإننا نرى بعضهم ﻻ يستأسد إلا علينا ونحن نذكرهم بواجبهم ويذرون الظالمين غارقين في فجورهم وغيهم طمعا ربما في فتات راتب أو رتبة، اللهم يا من تحول بين المرء وقلبه أيقظ في نفوس إخوتنا من الجند والضباط واﻷمن والدرك إحساسهم بواجبهم حيال دينهم وأمتهم وبلادهم، ليأخذوا على يد الظالمين واجعل منهم قادة لعز اﻹسلام ومجده... اللهم إنا بلغنا اللهم فاشهد

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

 

كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الرؤوف بني عطا "أبو حذيفة"

 

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع