الخميس، 18 رمضان 1445هـ| 2024/03/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الكلمة الافتتاحية لمجلة الوعي– العدد 384

أردوغان يصرح ويعترف أنه يفهم الإسلام على طريقة الغرب،

وليس على طريقة سيدنا محمد e

 

إن ما اصطنعه ترامب من أزمة مالية مع تركيا بإثارة موضوع القس الأميركي برونسون المحتجز لديها منذ 2016م من باب الضغط للإفراج عنه، وما تبع ذلك من فرض عقوبات على وزيري الداخلية والعدل التركيين بذريعة استمرار رفض أنقرة الإفراج عن القس، ورد أنقرة بالمثل. ثم ما تبعه من إصدار ترامب أمرًا بمضاعفة الرسوم على واردات الصُّلب والألمنيوم من تركيا، ورد أردوغان بالتعامل بالمثل، وما صاحب ذلك من تصريحات متضادة... هذا كله قد أدى إلى هبوط الليرة التركية وفقدانها ما يعادل 20 بالمئة من قيمتها أمام الدولار، خلال الأسبوع الثاني وحده من آب/أغسطس، ونحو 40 بالمائة من قيمتها منذ بداية العام.

 

إن ما يلفت النظر في هذه الأزمة المصطنعة، أن العملاء لا قيمة لهم أمام مصالح الأسياد. فأردوغان بالرغم من كل ما قدمه ويقدمه لأميركا من خدمات وخاصة في سوريا؛ حيث كانت له اليد الطولى في ضرب ثورة المسلمين على نظام أسد الاستبدادي بما فعله في حلب عندما سحب  المقاتلين التابعين له منها وأشغلهم في معاركه مع الأكراد؛ وذلك في الوقت نفسه الذي هاجمها النظام المجرم ومعه الروس وإيران وميليشياتها وكل أهل الشر... وبالرغم من أنه ينسق مع روسيا وإيران اللتين ترتكبان أبشع الجرائم بحق أهل سوريا المسلمين؛ لإيصال الوضع هناك إلى إعلان انتصار أسد ونظامه الأمني الأكثر إجرامًا في العالم عبر أستانة وصولًا إلى جنيف حيث تنتظرهم أميركا لتفرض الحل الذي تريده... بالرغم من ذلك فهي اتخذت إجراء عقابيًا بحقه؛ مسببة له الإحراج الدولي وكاشفة عن ضعف اقتصاده، وكاشفة أن مثل هذه الدول هي دول كرتونية أمام الغرب، ومن أسهل ما يكون عندها تهديد كيانها، وزعزعته حتى وتغييره. وهذا ما جعل أردوغان يستغرب هو ووزير خارجيته أن تتعامل معهم أميركا بهذه الخفة.

 

وإن ما يلفت النظر كذلك في هذه الأزمة المصطنعة أن معاناة الشعوب لا تعني الدول الكبرى، ولا الدول العميلة لها بشيء فضلًا عن أنهم هم من يختلقونها؛ فبالإضافة إلى ما سبَّبه تدخل أردوغان في الشأن السوري لمصلحة أميركا من انهزام للمسلمين هناك، ومن مآسٍ لا تحصى لهم، فها هو يتسبب بمثلها لشعبه بما يجره مثل هذا الصراع المصطنع من تدني معيشته، وتهديد لاقتصاد بلده. أما أميركا؛ فحدِّث ولا حرج، فمعروف عنها في علاقاتها الدولية استخفافها بجميع الدول الأخرى، بمن فيهم عملاؤها، وهي لا تسأل عن قانون دولي ولا عن أمم متحدة إذا تعارضت مع مصالحها. فاهتماماتها بالشعوب وبمصالح الدول ليس في حسابها في شيء، بل هي التي تسببها إذا اقتضت ذلك مصالحها.

 

أما ما يجب لفت النظر إليه وبقوة إلى أن أردوغان هذا له فهم للدين أعوج غير مستقيم. فهو كحاكم لبلاده لا تجد عنده أدنى تقيد بأحكام الإسلام، وهو لا يخفي ذلك، بل هو يصرح به منسجمًا مع قناعاته، فهو يقول عن نفسه كفرد إنه مسلم، وعن حكمه إنه علماني، أي لا ديني. ففي مقابلة مع الإعلامي تركي الدخيل في 2017/02/18م قال: «... أولًا الأفراد لا يمكن أن يكونوا علمانيين، الدولة تكون علمانية، هذه نقطة مهمة... والعلمانية تعني التسامح مع كافة المعتقدات من قبل الدولة، والدولة تقف من نفس المسافة تجاه كافة الأديان والمعتقدات... هل هذا مخالف للإسلام؟ ليس مخالفًا للإسلام... وأنا أقول نحن لا نعتبر العلمانية معاداة للدين أو عدم وجود الدين، وقلت الفرد لا يمكن أن يكون علمانيًا، والعلمانية ليست ديانة، الدولة هي التي يمكن أن تكون علمانية، والعلمانية هي ضمان فقط حريات كافة الأديان والمعتقدات، يعني العلمانية توفر الأرضية الملائمة لممارسة كافة الأديان ممارسة شعائرها الدينية بكل حرية حتى الملحدين». إن أردوغان، بهذا التصريح، يعلن عن أن الإسلام دين فردي يقوم على العبادات الفردية، مثله مثل سائر الأديان، وليس فيه أنظمة حكم، ولا شريعة حياة. وهذا مخالف للإسلام مخالفة جوهرية تجعل صاحبها على خطر عظيم عند ربه. وهذا الفهم غير المستقيم للإسلام، ينسجم كثيرًا مع تصرفاته كفرد وكحاكم، ونرى بأن هذا الشخص يقرأ القرآن ويجوده بصوت رخيم، ويصلي ويصوم ويظهر مشاعر إسلامية تجاه المسلمين في بلده والمسلمين في سائر بلاد المسلمين، ولكن من الناحية الفردية دون أن تتعدى عنده إلى أمور الحكم، فهو هكذا تعامل مع مسلمي الروهينغا حيث اقتصر تعامله مع قضيتهم على مشاعر التعاطف بالقول وتقديم مساعدات مالية ولم يتعداها إلى العلاقات الدولية... فإن علاقاته بالدول قد تتأثر نتيجة هذه المواقف، ولكن لا أحد من هذه الدول تتهمه بتصدير الإسلام إليها، حتى أميركا والغرب واليهود، الذين هم من أشد الناس عداوة للإسلام والمسلمين، لا يتعاملون معه من زاوية أنه صاحب مشروع إسلامي، بل على العكس، هم يتعاونون معه وهو يتعاون معهم في حربهم على الإسلام (في أفغانستان وفي العراق، وفي سوريا)... وفي سوريا تحديدًا بدا الأمر واضحًا جدًا من خلال إعلان أردوغان نصرة المسلمين في سوريا واحتضانهم كمهاجرين أفراد يقدم لهم المعونة والإيواء والتسهيلات التي يحتاجونها في ظروفهم الصعبة، ولكنه بقي يتصرف كرئيس دولة علمانية لا تستمد أحكامها من الشريعة الإسلامية كما هو مؤمن به، وكما أعلن، بل عمل على استغلال الحالة العسكرية في سوريا لمصلحة دولته تركيا كدولة علمانية.

 

هذا الأمر يعلنه أردوغان ولا يخفيه، ولا يخرج عنه، لا في تصريحاته ولا في تصرفاته. هو يفهم الإسلام بهذه الطريقة، ولا يستحيي منه ولا يعتبره خطأ؛ فقد كتب مقالًا لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، تحت عنوان: «كيف ترى تركيا الأزمة مع الولايات المتحدة؟» تناول فيه تاريخ الشراكة بين تركيا والولايات المتحدة، وسبب الأزمة التركية الأميركية، والطريقة التي يجب معالجة الأزمة بها كي لا تتفاقم، ومما كتبه: «على مدى العقود الستة الماضية، كانت تركيا والولايات المتحدة شريكتين استراتيجيتين وحلفاء لـ «الناتو». لقد وقف البلدان جنبًا إلى جنب ضد التحديات المشتركة خلال الحرب الباردة وعقبها». وأضاف: «على مر السنين، هرعت تركيا إلى مساعدة أميركا عند الضرورة. جنودنا وسيداتنا قاتلا معًا في كوريا... وفي أعقاب هجمات 11 سبتمبر (أيلول) الإرهابية، حينما اعتمدت واشنطن على أصدقائها وحلفائها لرد الضربة ضد الشر، أرسلنا قواتنا إلى أفغانستان للمساعدة في إنجاز مهمة الناتو هناك». هذا الكلام من أردوغان صريح تمام المصارحة أنه لا يخرج عن قناعته في فهم الدين، فهو بتصرفه كرئيس دولة علماني لا يتقيد بالإسلام، بل يتقيد بدستور علماني أقسم على تطبيقه، وليست عنده مشكلة في هذا. فها هو يعلن  فيما يعتبر موقفًا رسميًا له، أن تركيا وقفت مع أميركا في أزماتها مع الاتحاد السوفياتي، ومعها في الناتو، ومعها في أفغانستان، وكل واحدة من هذه حرمتها كبيرة في الإسلام، وبما أن هذه المواقف لا تعلُّق للإسلام بها في نظر أردوغان؛ فهو لا يرى بأسًا في أن يكون جنبًا إلى جنب مع أميركا في حربها الباردة مع الاتحاد السوفياتي، وهذا يحرمه الإسلام. وهو مع أميركا في حربها ضد كوريا وهذا يحرمه الإسلام. وهو شارك مع أميركا في احتلالها لأفغانستان، وشارك في حربها ضد الإسلام تحت نفس مسماها «الحرب على الإرهاب». وهو مع أميركا في سوريا، وهذا حرمته أكبر في الإسلام... الأهم في كل هذا أن أردوغان يرى أن مواقفه هذه غير متعلقة بالدين؛ لأن هوية الدولة التركية هي «العلمانية» وليس الإسلام. أما هويته الفردية فهو مسلم كشخص فحسب.

 

من هنا، فإن على كل مسلم أن يعلم أن هذا هو أردوغان. وهو رئيس دولة علمانية ويتبع له حزب علماني، ويحكم بدستور علماني، ويتعامل بالربا في الداخل والخارج، وعلاقات بلاده الخارجية كلها قائمة على غير الإسلام، وكذلك تعاملاتها في الداخل هي علمانية؛ وهذا نراه عيانًا في الواقع.

 

نعم، هذه هي قناعات أردوغان، حتى وهو يريد أن يبعث العثمانية من جديد، فمن هذا المنطلق، وليس من منطلق خلافة إسلامية كما كانت في غابر التاريخ، ولا من منطلق أنه يريد إقامة خلافة راشدة كما أمر الإسلام، يعز الله بها الإسلام وأهله، ويذل الكفر وأهله... هذه المفاهيم الشرعية كلها غائبة عن قاموس الحكم لديه.

 

ومن هذا المنطلق هو يتعامل بالربا في علاقاته الدولية ولا يرى ضيرًا في ذلك. ويحافظ على علاقات سياسية وديبلوماسية واستخباراتية وتجارية مع يهود ولا يرى مخالفة شرعية في ذلك؛ لأن الدولة تكون علمانية وليست إسلامية. ويدخل في حلف الناتو مع أميركا ودول الغرب النصراني الكافر المعادي للإسلام، ويشارك في أعماله الحربية ويسير معه في تحقيق أهدافه، والتي منها منع الإسلام من الوصول إلى الحكم، والتي منها مشاركته في احتلال أفغانستان، والتي تولت تركيا قيادته هناك أكثر من مرة... وهو يعلن ذلك ولا يخفيه ولا يعتبر نفسه أنه يخالف الشرع ويرتكب الإثم.

 

ومن هذا المنطلق، هو يقيم في بلده نظامًا اقتصاديًا ليس له أدنى تعلق بالإسلام، ويقوم على ما تقوم به أنظمة الكفر الرأسمالية، والذي يوضح الصورة أكثر وأكثر فإن أهل تركيا ذوي الغالبية الإسلامية يمارسون حياتهم كل بحسب معتقده ومفاهيمه عن الحياة بمن فيهم المسلمون، ولكن على أساس فصل الدين عن الدولة، فلو أن مسلمًا شرب الخمر، أو زنا، أو سرق أو قتل أو ارتد... فإنه لا تطبق عليه العقوبات والحدود الشرعية... حتى إننا نجد في بعض المعالم التركية السياحية، ما يعرف بالسياحة الجنسية... وهو لا يجد أن هذا يوجب الشرع عليه كحاكم أن يمنعه... فبالنسبة إلى الحكم، فإن كل شيء يسير في تركيا كما كان يسير من قبل أن يأتي أردوغان إلى الحكم، وعلى طريقة (أتاتورك) في الحكم... الذي اختلف هو أمر واحد، وهو أن أتاتورك كان يتبنى علمانية معادية للدين، وللإسلام بالدرجة الأولى، فهو كما نعلم منع الأذان بالعربية، وأغلق الكثير من المساجد، ومنع الحجاب، وترجم القرآن إلى التركية... أما أردوغان فإنه تبنى علمانية غير معادية للدين. وبما أن غالبية الناس مسلمة، كان لهذا التحول أثره الطيب على نفوس المسلمين، ووجد تقبلًا عارمًا عند مسلمي تركيا، وخاصة بعد أن استطاعوا، خلال فترة حكمه، أن يمارسوا شعائرهم الدينية التعبدية التي كانوا محرومين منها من قبل، وفتح لهم الكثير الكثير من المساجد المغلقة. كذلك وجد تقبلًا عند المسلمين في جميع أنحاء العالم، وأخذوا ينظرون إلى هذا التحول على أنه التحول الشرعي المطلوب، ويعولون عليه التغيير الشرعي المنشود. والذي زاد تمسكهم به هو معاداة الفئة العلمانية لكل تحركاته، وتوجسهم خيفة من كل تصرف يتصرف به واعتباره أنه يعمل على القضاء على إرث (أتاتورك). ولأن عوام المسلمين تقوم مواقفهم على ردات الفعل، فإنهم زادوا تمسكًا به وتأييدًا له، وظهر ذلك في نجاحه في الانتخابات، وفي تاييده ضد العسكر، وفي وقوفهم إلى جانبه ضد الانقلاب.

 

وصار المسلمون في كل مكان ينظرون إلى أردوغان أنه هذا البطل الإسلامي هو الذي سيوحد الأمة ويغير لها وضعها السيئ جدًا إلى الوضع الإسلامي المنشود. وتراهم يدافعون عنه ويقوِّلونه ما لم يقل وينسبون إليه أعمالًا، ويضعون له أهدافًا من نسج خيالهم، فمن قائل إن أردوغان يريد أن يقيم الإسلام بالتدرج بينما هو لا يؤمن بالتدرج ولا يعمل له، هو يسير بحسب قناعاته فحسب، وهو مؤمن أن لا دولة إسلامية في الحياة، بل علمانية، هو صرح بذلك من غير إخفاء لأن هذه هي قناعته. وإذا قلت لهم ذلك يقولون إن هدفه إقامة الدولة الإسلامية وهذا أمر لا يعلنه الآن... إنهم ينظرون إليه بعين المحب الكليلة التي لا ترى الأمور على حقيقتها.

 

إن ما ارتكبه أردوغان في سوريا مثلًا يعتبر خيانة للإسلام وجريمة ضد المسلمين؛ فهو كان المساهم الأول في هزيمة الثورة، وهو يقف إلى جانب روسيا وإيران وينسقون خطواتهم كلها، فكيف ينظر هؤلاء إلى أردوغان على أنه أملهم وملهمهم، وينظرون في الوقت نفسه إلى روسيا وإيران على أنهم أعدى أعداء الأمة؟!!

 

وإنه ليحق لنا التساؤل بعد هذا الكلام، وعلى من يقرأ أن يقرأ بهدوء ويفكر تفكيرًا شرعيًا يرضي الله، لا أن يسير مع أمانيِّه، وأماني شيطانه، فالمسلم هواه تبع للشرع، نعم يحق لنا التساؤل:

 

هل يجوز شرعًا لمن يفترض به أن يكون حاكمًا للمسلمين أن يتعامل بالربا؟! وهل يجوز أن يكون ولاؤه لغير الله، بأن يكون لأميركا؟! وهل يجوز له أن يكون عضوًا في حلف شمال الأطلسي (الناتو)؟! وهل يجوز شرعًا أن يسعى لأن ينضم إلى الاتحاد الأوروبي؟! وهل يجوز شرعًا أن يقيم علاقات مع (إسرائيل)؟! هل ما يقوم به من تنسيق مع إيران وروسيا بشأن سوريا والعمل على إيصال الثورة إلى الانهزام، وبشار أسد إلى الانتصار؟! هل يجوز له كحاكم أن يحكم بدستور علماني كافر، أو أن يسمح أن يكون في تركيا الزنا مشرعًا، والخمر يباع ويشترى، وبيوت الدعارة مرخصة...

 

انظروا إليه في فيديو له يتكلم فيه بعظمة لسانه أنها لا يعتبر جريمة ممارسة الشذوذ الجنسي (لواط أو سحاق) جريمة يعاقب عليها القانون، بل هي من ضمن الحرية الشخصية التي يصونها القانون التركي، استمعوا له في مقابلته الأخيرة كيف يقول إن هوية الدولة علمانية أي أحكامها من وضع البشر، أي يكون التشريع فيها لغير الله... إن كل حالة من هذه الحالات التي ذكرناها عن أردوغان تعتبر حالقة للدين، مغضبة لرب العالمين.

 

إننا في هذا المقال نعرض واقع أردوغان كما هو، من غير زيادة ولا نقصان، نعرضه كما هو يعلنه ولا يخفيه، وكما هو مقتنع به

 

ولكن للأسف لا يوجد هذا التصور الخاطئ من أن أردوغان هو قائد إسلامي، إلا في ذهن من يحبون الإسلام أن يظهر، وأن ينتصر ولكن لا يفهمون الإسلام بشكل صحيح سواء عند الأمة بعمومها، أو عند العلماء الذين أخذوا علمهم في معاهد شرعية جعلت الإسلام عضين؛ فأخذوا بعضه وتركوا بعض.

 

من خلال هذه القراءة يجب أن تقرأ صفحة أردوغان. والفهم غير الصحيح للإسلام هو الذي يورث مثل هذه المواقف لدى المسلمين الذي يعيشون حالة من التناقض، فهم يحبون دينهم حبًا لا يُعلى عليه، وهو أغلى ما عندهم، ويتعرضون للكثير من المؤامرات من الكفار لإبعادهم عنه، وهم تحملوا ويتحملون في سبيل التمسك به وتطبيقه الشيء الكثير، ولكنهم لا يفهمون ما يريده الله منهم لإقامة الدين؛ لذلك كان من السهل على المتربصين للإسلام أن يلعبوا على المسلمين في هذا المجال، وأن يخرجوا لهم في كل فترة وجهًا جديدًا ليلعبوا به على الأمة ويجروهم وراءه ويضيعوهم عن هدفهم في إقامة الدين، وآخر محاولتين في هذا المضمار كانت أنهم أوجدوا نسخة مشوهة عن الخلافة تمثلت بتنظيم الدولة، وكانت الغاية منها إيجاد حالة عامة من الرفض لها. وبعد إيصال هذه المحاولة إلى الوضع المخطط له، نراهم يضغطون على الحركات الإسلامية التي تقوم بالعمل السياسي لتتخلى عن عملها السياسي في الإسلام، أو عن الإسلام في عملها السياسي، وتكون كغيرها من الحركات السياسية العلمانية التي تفصل الدين عن الدولة، وتضرب أردوغان مثلًا ونموذجًا لهم ليكونوا على طريقته في فهم الإسلام، والتي هي طريقة الغرب في فهم الإسلام....

 

أيها المسلمون هذا هو أردوغان فلا تخدعوا أنفسكم به، وهو إن كان يقوم بحق الله عليه في نفسه من صلاة وصيام وتلاوة قرآن...  فإنه مفرِّط بحق الله عليه في كونه حاكمًا لا يحكم بالإسلام، وفاهم للدين على طريقة الغرب في فهم الدين بتبني العلمانية القائمة على فصل الدين عن الحياة قال تعالى: ﴿أَفَمَن يَمۡشِي مُكِبًّا عَلَىٰ وَجۡهِهِۦٓ أَهۡدَىٰٓ أَمَّن يَمۡشِي سَوِيًّا عَلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ ٢٢﴾.

 

 

المصدر: مجلة الوعي – العدد 384 – محرم 1440هـ / أيلول 2018م

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع