Logo
طباعة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

وقفات مع حدث 21 أيلول/سبتمبر

 

احتفل الحوثيون يوم السبت الماضي 2019/9/21م بالذكرى الخامسة لدخولهم صنعاء في 2014/9/21م. وفي هذه المناسبة - كما في غيرها من مناسبات الأفراح والأتراح - يحشد الحوثي أتباعه وأنصاره من كل القرى والعزل والمديريات والمحافظات؛ ليحتفل بذكرى خروجه على النظام السابق، وخروجه ضد الحكومات التي أقرّت الجرعة السّعريّة للمشتقات النفطيّة آنذاك.

 

21 أيلول/سبتمبر بالنسبة للحوثي ذكرى ثورة، وبالنسبة لغيره نكبة وطن... ومع اختلاف التسميات وذكرى المناسبة كل حسب رأيه لا بد من تذكير أهلنا في اليمن بنقاط عدة أهمها:

 

1- إن السبب الرئيس لإشعال فتيل الحرب، أو الذريعة التي اتُخذت لإشعالها؛ هي أن البنك والصندوق الدوليين ألزموا الحكومة اليمنية آنذاك؛ بالجرعة السعرية - التي تمثلت برفع الدعم عن المشتقات النفطية - وذلك بإيعاز من أمريكا؛ لإيجاد ذريعة لظهور الحوثي على الساحة السياسية، وأنه الحريص على الشعب ومصالحه والساعي الوحيد لإزالة معاناته. والحقيقة أن الحوثي لم يكن حريصاً، ولا أميناً، ولا رافعاً لمعاناة شعب اليمن؛ وذلك لأن سعر المشتقات ما يزال كما فرضه الصندوق والبنك الدوليان وهذا ما أظهره وأكده احتفال الحوثي بهذه الذكرى؛ حيث إن عدد الحضور كان مقارباً لعدد السيارات والطوابير المركونة أمام محطات البنزين؛ للحصول على البنزين وبضعف سعر الجرعة التي أُقِرَّت حين دخوله صنعاء! فالحال كما هو قبل الحوثي وبعده.

 

2- إنّ عاصفة الحزم جاءت لإنقاذ الحوثي وتمكينه؛ بعد أن تمدّد بالبلاد وكان في نظر الناس معتدياً وظالماً فحوّلته العاصفة إلى مظلوم ومعتدى عليه. وكانت له ذريعة لإسكات الخصوم والمعارضين باسم مواجهة العدوان.

 

3- إن المتصارعين ومَن وراءهم من الدول الإقليمية، ما هم إلا بيادق شطرنج تحركها الدول الكبرى. وأمّا أصل الصراع فهو إنجلوأمريكي على السلطة والنفوذ.

 

4- إن مصطلح الشرعية مأخوذ من الشرع فأيّ أمر كان حسب الشرع فهو ذو شرعية وإلا فلا. وليس المقصود بالشرعية شرعية الأمم النصرانية أو الشرعية الدولية بل المقصود شرع الإسلام؛ وعلى هذا فإنه لا أحد من المتصارعين لديه الشرعية للحكم؛ لأن الحاكم لا يكون حاكماً شرعيّاً؛ إلا إذا بايعته الأمة الإسلامية قاطبة، وطبق الإسلام. فكلّ من يحكم بأنظمة الكفر الجمهورية والملكية وبالدساتير الوضعية ليس بحاكم شرعي.

 

5- والتذكير هنا خاص لأنصار الحوثي، فنذكرهم بأن الثورة الحقيقية؛ هي التي تغير النظام - دستوراً وقانوناً - وتضع بدلهما دستورا إسلاميا يغير شكل نظام الحكم ومضمونه، وكذلك النظام الاقتصادي والتعليم والعقوبات والسياسة الداخلية والخارجية؛ أي أن الثورة الحقيقية تقتلع النظام من جذوره، وتجعل الإسلام مكانه، ولا تعني بحال من الأحوال استبدال رئيس برئيس، يحكم بالدستور العلماني الكافر والنظام الجمهوري الذي لا يمتّ للإسلام بأي صلة.

 

6- أمّا أنصار المجلس الانتقالي، فنذكرهم بأن النزعة المناطقية الانفصالية لا تسترد حقاً، ولا ترفع باطلاً، وإنما تورث الضغناء والحقد والكراهية.

 

فالمجلس الانتقالي ومن ورائه الإمارات وعبد ربه منصور، يخرجون من مشكاة واحدة، يعملون على تنفيذ مخططات بريطانيا وحماية نفوذها؛ كما أن الحوثي وباعوم ينفذون مخططات أمريكا؛ المتمثل بطرد النفوذ البريطاني القديم والحلول محلها كما حصل في مناطق الحوثي.

 

واعلموا أن كل الأطراف المتصارعة لا يهمها سوى مصالحها، ومناصبها، وتقاسم الكعكة ولا يهتمون لدمائكم ولا لطموحاتكم.

 

7- إلى قادة الصراع وأولهم الحوثي: اعلم يا من تزعم أنك تتبع خطوات القرآن وتوجيهاته في مسيرتك ومسيرة أصحابك، أن القرآن وصف كل من يتحاكم إلى غير شرع الله بأنه فاسق أو ظالم أو كافر، وأنت تحكم بحكم الشعب، وتلجأ لحكم الطواغيت - هيئة الأمم النصرانية - فاختر لنفسك أحد هذه الأوصاف!

 

واعلم أن الناس قد ضاق بهم الحال؛ من كثرة الضرائب والإتاوات تحت يافطات، وأسماء مختلفة؛ فتارة باسم المولد النبوي، وأخرى للغدير، وثالثة لعاشوراء، ومجهود حربي، و... واعلم؛ أن الناس ساخطون عليك وعلى أصحابك، ويعلمون ما تنويه من تغيير لثقافتهم ومسخ هويتهم ومذاهبهم؛ وإن لم يظهروا لك سخطهم خوفاً من بطشك إلا أنهم سيكسرون حاجز الخوف يوماً؛ فلا تظن أنك في مأمن.

 

واعلم؛ أن التحشيد، وإهدار الأموال في سبيل جمع الحشود - وإن كان يوجد في النفس نشوة القيادة والسيادة - لا يعني أن كل من يأتي طوع أمرك؛ فغيرك كان يحشد حشوداً مليونية.

 

8- إلى قادة الصراع عامة؛ إن الارتهان للدول الكافرة، والتحاكم للأمم المتحدة، وتحقيق المآرب الشخصية على حساب دماء الناس؛ كل هذا لا يأتي منه أي خير وفيه الهلاك المحتم.

 

واعلموا أن تنفيذ مخططات الدول الكبرى، والصراع والاقتتال في سبيل بسط نفوذها؛ يجعل منكم أعداء للأمة، والتاريخ لا يرحم، وسَتُسألون عن كل ما فعلتم عاجلاً غير آجل، ولن ينفعكم حينها الندم؛ فاكفروا بالأمم المتحدة وحلولها واحكموا بشرع الله واحتكموا إليه.

 

9- وإلى شباب اليمن؛ أيها الشباب: أنتم أمل الأمة، وقادة المستقبل، وجنود الإسلام؛ إن اتبعتم أحكامه؛ فلا تسفكوا دماءكم ولا تقتلوا أنفسكم من أجل أشخاص. واعلموا أن الرزق بيد الله وهو المتكفل بعباده فلا تسترزقوا من الحرب، وانسحبوا من الجبهات، ولا تقتلوا بعضكم بعضاً؛ فأنتم محاسبون أمام الله عن هذه الدماء؛ فابرؤوا إلى الله من كل ما لا يرضيه.

 

وأخيراً، ندعو أهلنا في اليمن للعمل معنا؛ لاجتثاث أنظمة الكفر، وعملاء الغرب من بلادنا، وإعادة الحكم بما أنزل الله بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي وعدنا الله سبحانه بها وبشرنا بها نبينا محمد e.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

حجري سرحان – اليمن

 

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.