Logo
طباعة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

ثورة 14 أكتوبر أخرجت المستعمر الإنجليزي من جنوب اليمن عسكرياً، ورسخت نفوذه السياسي!

فهل وعى أهل اليمن مكر المستعمر وعمالة الحكام؟

 

عندما احتلت بريطانيا عدن عام 1839م وجدت مقاومة عنيفة من المسلمين فيها بل تقاطرت المقاومة إلى جنوب اليمن من مناطق مختلفة، إلا أن الإنجليز أخضعوا جنوب اليمن لسيطرتهم وبقي تحت احتلالهم عشرات السنين حتى ظهرت ظروف دولية ساعدت أهل البلد على الثورة ضد المستعمر. ومن هذه الظروف الدولية سياسة الوفاق بين أمريكا والاتحاد السوفيتي فكان اجتماع خروشوف بكندي في فينا 1961م حيث تحول الإنجليز من موقف المهاجم لأمريكا إلى موقف المدافع عن أنفسهم، حيث بدأت روسيا وأمريكا معاً في تصفية إنجلترا من العالم بعد هذا الاتفاق بين المعسكرين، وقد تلاقت فكرة طرد الإنجليز من مستعمراتها وخصوصا في الشرق الأوسط مع فكرة الرغبة الجامحة عند المسلمين في طرد المستعمر، واشتعلت المقاومة ضد الاستعمار البريطاني فخاف الإنجليز أن تتحول إلى ثورة عارمة تقضي عليهم وتخرج نفوذهم من اليمن فركبوا موجة هذه المقاومات وجعلوا عملاءهم يتصدرون قيادتها، وبعد أن أصبح عملاؤهم هم المسيطرين على تلك المقاومات والتحركات التي تنادي بجهاد المستعمرين وطرد المستعمر الغازي اشتعلت ثورة 14 أكتوبر عام 1963م ضد الاستعمار البريطاني وخرج الإنجليز في 30 تشرين الثاني/نوفمبر 1967م، وقام الإنجليز بتسليم الحكم لعملائهم الجبهة القومية وسلموها الحكم في جنيف، وأعلن عميلهم قحطان الشعبي قيام ما تسمى بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وأصبح بذلك جنوب اليمن بعد أن كان يحكم بالكفر من الكافر المستعمر نفسه، أصبح يحكم بالنظام الديمقراطي العلماني ولكن عن طريق أبنائه الحكام العملاء الذين جلبوا لأهل الجنوب المفاسد والمصائب والشرور، والتي لا زالوا يكتوون بنارها حتى اليوم.

 

وكان قد سبقها بعام الانقلاب على الإمام أحمد بن حميد الدين في شمال اليمن بما تسمى بثورة 26 سبتمبر في عام 1962م التي قاده عملاء أمريكا بقيادة السلال الذي أصبح رئيساً للجمهورية العربية اليمنية في شمال اليمن، وقد أطاح ذلك الانقلاب بما بقي من أحكام شرعية يطبقها الإمام بعد أن مزق الكفار دولة الخلافة العثمانية عام 1924م، ثم حكموا عن طريق عملائهم بقوانينهم الوضعية في كل بلاد المسلمين، ولما كان الوسط السياسي في الشمال تابعاً للإنجليز الذين بنوه خلال احتلالهم للجنوب فلم يستقر حكم عملاء أمريكا، فقد أسقطتهم بريطانيا واحدا تلو الآخر حتى وصل عميلها علي عبد الله صالح إلى الحكم عام 1978م فالتفّ الوسط السياسي حوله.

 

ولما أصبح الشمال والجنوب خاضعين لنفوذ بريطانيا، قامت بتوحيده عام 1990م وبقي تحت نفوذها حتى اشتعلت ثورة 2011م التي أطاحت بصالح، ثم كان انقلاب الحوثيين عام 2014م في 21 أيلول/سبتمبر على هادي، ثم جاءت عاصفة الحزم لإزاحة نفوذ بريطانيا من الشمال لتثبيت حكم عميل أمريكا عبد الملك الحوثي، وقد نجحت في ذلك بعد خمس سنين من الحرب التي راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء وخلفت الكوارث والدمار والأمراض والأوبئة والفقر والمجاعة.

 

ولا زالت بريطانيا بعد خروجها من جنوب اليمن بثورة 14 أكتوبر لا زال نفوذها في اليمن إلى اليوم.

 

واليوم لما عرفت بريطانيا أن أمريكا مصممة على إزاحة نفوذها من اليمن عادت عسكريا إلى اليمن عن طريق الإمارات التي جاءت لاحتلال الجنوب من جديد ودعم عملاء بريطانيا مثل طارق عفاش في الساحل الغربي والمجلس الانتقالي بقيادة عيدروس الزبيدي في الجنوب.

 

فثورة 14 أكتوبر ثبتت نفوذ بريطانيا في الجنوب إلى عام 2014م، وقد شهد الجنوب خلال هذه الفترة استمالة أمريكا لبعض الحكام في الجنوب ولكن سرعان ما يتخلص منهم الإنجليز مثل سالم ربّيع علي (سالمين) وعلي ناصر محمد، ولما خافت بريطانيا من أمريكا أن تزيح نفوذها منه ركبت قطار التحالف وعادت عسكريا عن طريق الإمارات التي تنفذ أجندتها في المنطقة ومنها اليمن.

 

إن حكام المسلمين ومنهم حكام اليمن نصّبهم الغرب الكافر فهم عملاء أنجاس اجتمعت فيهم كل صفات الخسة والمكر والنذالة، فيجب علينا خلعهم واستبدال خليفة راشد بهم في ظل دولة خلافة راشدة ثانية على منهاج النبوة.

 

يجب أن يدرك أهل اليمن أن المخرج الوحيد الذي ينقذهم من عملاء الغرب في الشمال والجنوب هو في العمل مع حزب التحرير لإسقاط عروشهم ورفض الحكم بقوانينهم، وإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي تحكم بالإسلام في جميع شؤون الحياة وتوحدهم مع إخوانهم المسلمين في ظلها فتعودوا خير أمة كما كنتم من قبل ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

شايف الشرادي – ولاية اليمن

 

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.