Logo
طباعة
  •   الموافق  
  • كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

- خاطرة -

هذا هو الرد على هرطقات ماكرون لو كان لدينا خليفة

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

من عبد الله أمير المؤمنين خليفة المسلمين إلى ماكرون رئيس فرنسا، أما بعد،

 

بلغني ما تفوهت به يا ابن الكافرة عن الأزمة التي تزعم أن الإسلام يعيشها، وما أقول لك إلا ما قالت العرب: رمتني بدائها وانسلَّتْ! فأنت تعلم أن أعداد المسلمين في ازديادٍ سواء من تكاثر المسلمين أو من أعداد من يدخلون في الإسلام من الديانات الأخرى وأهمها النصرانية، وأنت تعلم أن المساجد في العالم تعجز عن احتواء كثرة المصلين في صلوات الجمع والتراويح حتى يُضطر الناس إلى الصلاة في الشوارع وأنت ترى هذا في عقر دارك، هذا والإسلام مُطاردٌ محاربٌ ممنوعٌ من الوصول إلى الناس بالحواجز التي تضعونها والأكاذيب التي تلفقونها حوله والتهم الباطلة كالإرهاب والتشدد وغير ذلك، فكيف لو رُفعت الحواجز وتُرك الناس ليتعرفوا على الإسلام عن كثب دون تشويه وتلفيق؟ إذن لوجدت الإسلام في عقر قصرك، ولدخل في دين الله أقرب المقربين إليك.

 

وفي الوقت الذي يتزايد فيه عدد المسلمين، ويزداد المسلمون تشبثاً بدينهم، ترى الكنائس خاوية على عروشها لا يؤمها إلا النزر اليسير من الناس، هجرها الشباب والشيب على حد سواء، بل إن الناس عندكم قد هجروا الدين كله وتحولوا إلى الإلحاد أو إلى ديانات أخرى، ولم تعد خرافات النصرانية تقنع عاقلاً أو باحثاً عن الحق بِجِدٍّ، فمن الذي يعيش أزمة إذن؟ الذي يزداد أتباعه ويكثرون شرقاً وغرباً، أم الذي يضمُر ويضعُف وينفضُّ الناس من حوله؟

 

وليت الأمر توقف عند هذا، فدينكم الجديد العلمانية، قد افتضح أمره، وبان عواره، وظهرت مشاكله بادية للعيان، حين فشل عن معالجة مشاكل المجتمع فانتشر التفكك العائلي واستهلاك المخدرات وتقوّت عصابات الجريمة. أما في الجانب السياسي، فقد فشلت العلمانية في صهر طوائف المجتمع وقد عجزتم عن إدماج العرب والمسلمين بعد عقود من إقامتهم بين ظهرانيكم، وها هي الحركات الانفصالية تجتاح أوروبا لا تكاد تخلو دولة منها، بل وها هو الاتحاد الأوروبي نفسه في مهب الريح بعد أن تركته بريطانيا، ومن المرجح أن تنضم دول أخرى إلى قافلة المغادرين. وأما الجانب الاقتصادي، فضعفكم لم يعد يحتاج إلى دليل بعد خروج الناس في الشوارع بعشرات الآلاف يشكون الفقر وقلة ذات اليد، وها هو فيروس كورونا قد فعل بكم الأفاعيل وانهارت المنظومة الصحية لديكم وظهر للجميع كيف تحولتم إلى قطاع طرق تسرقون الكمامات من بعضكم بعضا!

 

فمن المأزوم يا ترى، الإسلام؟ أم النصرانية والعلمانية؟ وكيف تجرؤ على الكذب إذن؟!

 

قد نعلم أنه ما جرَّأك على الكذب على الإسلام وتلفيق التهم له إلا ما عوّدك عليه الحكام ممن كانوا قبلي، الذين وضعتموهم على رقاب المسلمين كرهاً، ما عوّدوك عليه من تقاعس عن نصرة الدين وموالاة لكم على حساب دينهم، ولو أنهم كانوا يملكون ذرة من الغيرة على دين الله، لأعلموك أن دين الله خط أحمر لا يقربه ظالمٌ بسوءٍ إلا اكتوى، وأن المسلمين أسودٌ إذا ديست عرائنهم هبوا كالعواصف لا يقف أمامها شيء إلا اقتلعته، لكنهم أرخوا لك الحبل فغرَّك الشيطان حتى أصبحت تهذي بما لا تعرف، ألا فاعلم أن ذاك الزمان قد ولّى منذ بويعت، ولسوف ترى بعد اليوم من بأس المسلمين ما يُنسيك وساوس الشيطان، وما يردعك وأمثالك عن الخوض فيما لا تقوى على تحمُّل عواقبه.

 

فإذا وصلك كتابي هذا، فإني أعطيك مهلة يوم واحد لتعتذر عما بدر منك وتعتذر عن الصور المشينة التي نشرتها جرائدكم عن نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام، وتعلن تعهدك بعدم العودة إلى الإساءة إلى نبينا وديننا والأنبياء كافة أبداً. فإذا انقضت المهلة ولم تفعل ما طُلب منك، فاعلم أنك قد فتحت على نفسك باباً لن تقوى أنت ولا أوروبا من ورائك على إغلاقه، ولترينَّ منا ما يسوؤك، ولنأتينَّك بجنودٍ لا قِبَلَ لك بهم، ولننزعنَّك من الحكم كما تُنزع الجزرة، فتندم حين لا ينفع الندم.

 

فافعل ما تؤمر، واطلب السلامة لنفسك وبلادك ولو إلى حين، وقد أُعذر من أنذر، والسلام على من اتبع الهدى.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

مناجي محمد

 

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.