مراسلات English البث الاذاعي
بحث في الموقع

هنا إذاعة المكتب الإعلامي
إعـــلان
...والمزيد
مواقع أخرى
 

آخر الإضافات

 

بسم الله الرحمن الرحيم

العلمانية فشلت
النهضة تكون فقط بالحكم بما أنزل الله
إقامة الخـلافة وتطبيق الشريعة
إن فشل النُّظم العلمانية (فصل الدين عن الحياة) ظاهر للعيان. فالبلاد تنهار من جميع النواحي: الفقر، والجهل، واضطراب الأمن، وارتكاب الجرائم، وغلاء تكاليف التطبيب والتعليم، وسوء وسائل المواصلات. والحاجات الأساسية من المأكل والملبس والمسكن غير متوفرة بشكل لائق للغالبية العظمى من الناس، فكيف إذا كان الناس يريدون الحصول على الحاجات الكمالية؟!
وفوق ذلك فإن البلاد ترزح تحت الديون الكبيرة، وترزح أيضاً تحت نفوذ الدول الغربية المستعمرة. فبلادنا مستعمَرة سياسياً واقتصادياً وثقافياً وحتى عسكرياً. فلا نحن أرضينا ربنا، ولا نحن نملك استقلالنا ولا سيادتنا، ولا نحن نحصل على أدنى وسائل العيش الكريم. فهل نرضى باستمرار هذا الحرمان، وهذا الذل، وهذا البُعد عن الله؟!
قد يقول قائل: إن تخلفنا وفقرنا ليس سببه العلمانية، فهذه بلاد الغرب علمانية وليست فقيرةً ولا ذليلةً. ونجيب هذا القائل بأن السبب هو العلمانية ونفسية الناس معاً.
فبالمقارنة بين فاعلية النظام الإسلامي وفاعلية العلمانية عند التطبيق نلاحظ ما يلي:
1 - تقوى الله عند الفرد المسلم: إذ حينما يطبَّق على المسلم النظام المنبثق من عقيدته فإنه يطيع هذه النظام ويحـترمـه، بل ويقدسـه لأنه يرى فيه طاعةً لله، ويرى فيه عبادةً له عليها أجر عظيم. وهو لا يحتاج إلى شرطي يلاحقه من أجل إلزامه بالنظام، لأن تقوى الله هي العامل الأساسي لاِلْتزامه بالنظام. بينما لو طبقنا على المسلمين قوانين علمانيةً (وهي قوانين كفر) موضوعة بحسب أهواء من وضعوها وشهواتهم، فإن المسلم لا يشعر بأي احترام لهذه القوانين، ويحاول أن يحتال عليها، وهو سيخالفها إذا لَم يكن هناك شرطي يراقبه. حتى الشرطي لا يكون حريصـاً على هذه القـوانين، وغالباً ما تحصل الرشوة ويتفق الطرفان على مخالفة القوانين. وهذا يحصل من رأس الدولة إلى أدنى موظف فيها.
2 - هيبة الرأي العام الإسلامي: إذا كانت تقوى الله عند الفرد المسلم ضعيفةً، وأراد أن يخالف أحكام الشرع، فإن الرأي العام الإسلامي يردعه. ذلك أن قاعدة «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» ركّزت عليها آيات القرآن الكريم وأحاديث السنة المطهّرة في مئات النصوص. فكل مسلم (ولو لَم يكن من حكام الدولة أو موظفيها) يتحمل مسؤولية المحافظة على التزام سائر الناس في الدولة بالأحكام الشرعية، وهذه المسؤولية هي فرض من الله، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لَم يستطع فبلسانه، فإن لَم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان» (رواه مسلم). ولذلك فإن هيبة الرأي العام الإسلامي تردع كثيراً من المخالفات.
3 - سهر الشرطي وعدالة القانون: وإذا كانت التقوى ضعيفةً واستطاع الفرد أن يخفي مخالفته عن الرأي العام، فهنا يأتي دور السلطة، كما ورد عن عثمان بن عفان رضي الله عنه: «إن الله يَزَعُ بالسلطان ما لا يزع بالقـرآن». في هـذه الحـال يجـري إيقـاع العـقـوبة على المخالف حسب مخالفته. وهذه العقوبات هي زواجر وجوابر. وهي لا تُـوجِـد ضـغـيـنـةً عند من توقع العقوبة عليه ضد القاضي أو الحاكم، لأنه يعرف أن الحدود من الله، وأن إيقاعها عليه في الدنيا يجبرها عنه في الآخرة. والقـوانين الإلهية فيها عدالة وليس فيها ظلم، والحاكم ينفذ شرع الله ولا يتعامل بحقد.
ولا يوجد شريعة في الدنيا، غير الشريعة الإسلامية، فيها الميزتان الأولى والثانية، أي تقوى الله عند الفرد، وهيبة الرأي العام، كما هو موجود في الإسلام. والشرائع التي يضعها الناس، ومنها شرائع الغرب العلمانية، فإنها تعتمد في تنفيذها فقط على شدة الشرطي وصرامة القانون، لأن الناس لا يحملون للقانون قداسةً أو احتراماً، بل يسعون جهدهم لاقتناص منافعهم بالاحتيال على هذه القوانين.
وأما نفسية المسلمين فقد انحطت انحطاطاً كبيراً. فبدل أن يشعر المسلمون أنهم حَمَلَةُ الرسالة الإلهية للبشرية جمعاء، وأنهم خير أمة أخرجت للناس، صاروا يشعرون أنهم أتباع للكفار المستعمرين، وأن هؤلاء الكفار هم السادة والقادة وأصحاب الرسالة العالمية. هذه النفسية الدون، وهذا الشعور المنحط جعلهم يرضون بحياة العبيد.
أيها المسلمون في إندونيسيا، أنتم الآن تتوجهون لانتخاب رئيس للدولة، فارفضوا الأشخاص الذين يتبعون أنظمة الكفر العلمانية، وارفضوا أنظمة الكفر هذه. واعملوا لانتخاب من يقيم الخـلافة ويطبق الشريعة الإسلامية.
أيها المسلمون: عندكم نظام أنزله الله لكم وللبشرية جمعاء. وهناك أنظمة وضعها البشر حسب أهوائهم وشهواتهم، وحسب عقولهم القاصرة المحدودة. فكيف تتركون ما أنزله الحكيم الخبير رحمةً للعالمين، وتلهثون وراء قوانين خطأ عَفِنَة، تجلب لكم الذل والفقر والمشاكل، ﴿أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير﴾؟! وإذا كان الضالون من العلمانيين المتأثرين بثقافة الغرب يريدون أنظمة الغرب، فهل تستكينون وترضون بذلك؟ اسمعوا قول الله سبحانه: ﴿وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخِيَرة من أمرهم، ومن يَعْصِ اللّهَ ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً﴾ (الأحزاب 36)، وقوله تعالى: ﴿إنما كان قولَ المؤمنين إذا دُعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون . ومن يطع الله ورسوله ويَخْشَ الله ويَتَّقْهِ فأولئك هم الفائزون﴾ (النور: 51-52)، وقوله تعالى: ﴿وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين﴾ (آل عمران 133).



5 من شعبان 1425هـ.   حـزب التحريـر
19/09/2004م   إندونيسيا

تحميل و طباعة إرسال لصديق تعليق أو سؤال عودة إلى القسم

إقرأ أيضا: