مراسلات English البث الاذاعي
بحث في الموقع

هنا إذاعة المكتب الإعلامي
إعـــلان
...والمزيد
مواقع أخرى
 

آخر الإضافات

 

بسم الله الرحمن الرحيم

مختـــــــارات


رؤية سياسية
رقم (2)
عودة الوحدة بين الضفتين
إلحاقاً بالبحث رؤية سياسية رقم (1) (إسرائيل على حقيقتها)

بعد أن كانت تبدو في الأفق مؤشرات محاولة إعادة الضفة الغربية وربطها بالأردن مجددا في اتحاد فيدرالي أو وحدة حقيقية كما كانت سابقا, خرجت هذه المؤشرات إلى أن تنزل إلى الساحة السياسية وتظهر جليا في إجراءات عملية : لقاءات, مؤتمرات, ندوات, تصريحات في عمل جاد و رسمي لإنجاز هذه المهمة وتحقيق هذا المطلب .
قلنا أن الأردن هي المطبخ السياسي لإنجاز المهمات وحبك المؤامرات, وتنفيذ الإجراءات السياسية عمليا لبريطانيا, وان بريطانيا هي مدرسة تربي فيها المئات والآلاف من الشخصيات السياسية التي تقوم بأدوار توكل إليها لإنجازها وتنفيذها .
من هذه الشخصيات من هو منخرط في الوسط السياسي سواء في الأردن أو في فلسطين أو في غيرهما من مناطق النفوذ البريطاني, ومنها من هو خلف الستار بعيد عن الأضواء يعمل بلا كلل ولا ملل, وكل ذلك يصب في قناة الاستراتيجية البريطانية للمنطقة .
بدأ العمل لوحدة الضفتين من مؤتمر أريحا, وقد سبق هذا المؤتمر مؤتمر آخر عقد في عمان .
(1) مؤتمر عمان :-
بتاريخ 1/10/1948 عقد في قاعة سينما (البتراء) بمدينة عمان مؤتمر فلسطيني حضره حشد كبير من اللاجئين الفلسطينيين, وعدد غير قليل من الشخصيات الأردنية, كما شهده أحد موظفي القصر الملكي (توفيق أبو الهدى) كمندوب عن الملك عبدالله, وهذا المؤتمر كان بمبادرة من جانب الحكومة الأردنية .
شكل هذا المؤتمر لجنة تنفيذية فلسطينية من أجل تحقيق هذه الفكرة وتحويلها إلى واقع عملي, شارك في هذه اللجنة : الشيخ سليمان التاجي الفاروقي رئيسا والشيخ سعد الدين العلمي نائبا للرئيس وعجاج نويهض سكرتيرا .
من مقررات المؤتمر :-
1- الدعوة إلى وحدة أردنية – فلسطينية .
2- دعوة الجيوش العربية إلى مواصلة القتال في فلسطين .
3- دعوة الحكومات العربية إلى تزويد الفلسطينيين بالسلاح .
4- الدعوة إلى مؤتمر فلسطيني (أوسع) يعلن فيه الفلسطينيون مبايعتهم الملك عبدالله ملكا على فلسطين .
(2) مؤتمر أريحا :-
بتاريخ 1/12/1948 بدعوة من الحاكم العسكري العام (عمر مطر) انعقد المؤتمر في فندق (القصر الشتوي) بمدينة أريحا .
يعتبر هذا المؤتمر جهدا أردنيا بحتا أو بعبارة أدق تحرك أردني رسمي, وقد عقد على أرض فلسطينية ومن شخصيات فلسطينية, فهو في حقيقته يعتبر تغييرا واضحا في صميم المسألة الفلسطينية .
انعقد المؤتمر برئاسة (الشيخ محمد علي الجعبري) رئيس بلدية الخليل, يقول الشيخ الجعبري : حضرت المؤتمر ومعي قرابة مايتي شخصية من الخليل, وكنا مسلحين لأن الطريق غير مأمون .
اجتمع المؤتمرون في حديقة – فندق نزال – القصر الشتوي في أريحا . استمر المؤتمر ساعتين, وانتهى المؤتمر بانتخاب لجنة لتضع مقترحات وهي تدعو إلى ضم البقية الباقية من فلسطين إلى الضفة الشرقية تحت التاج الهاشمي, ثم ذهبنا مع عدد من أعضاء المؤتمر إلى قصر المصلى في الشونة, وألقى عجاج نويهض كلمة أمام الملك عبدالله قال له : لقد اتفق المؤتمرون في أريحا على مبايعة جلالتكم لتكون بقية فلسطين تحت عرشكم .
وصدر قرار مجلس الوزراء الأردني رقم (583) تاريخ 7/12/48 بإبداء التقدير للمؤتمرين وتقدير رغبتهم في توحيد البلدين الشقيقين والحكومة ترحب به وتسعى بالوسائل الدستورية والدولية لتنفيذه في الوقت المناسب . ونظرا لما هذا المشروع من علاقة بكيان البلاد ومستقبلها ترى الحكومة أن يعرض على مجلس الأمة ليبدي رأيه فيه .
نص قرار مجلس الأمة الأردني :-
( إن مجلس الأمة الأردني بجلسته المشتركة المنعقدة في 13/12/48 بعد أن أطلع على قرار الحكومة رقم .... تاريخ .... الذي اتخذته بناء على مقررات المؤتمر الفلسطيني الثاني المنعقد في أريحا بتاريخه يقرر بالإجماع موافقة الحكومة على سياستها في قرارها المذكور .
(3) مؤتمر رام الله :-
دعا (عمر مطر) الحاكم العسكري العام للضفة الغربية إلى عقد مؤتمر لعموم أهالي رام الله وقضائها لتأييد مقررات مؤتمر أريحا وفي 26/12/48 عقد هذا المؤتمر في قاعة سينما (دنيا) برام الله وشهده الملك عبدالله وفلاح المدادحة وزير الداخلية وعبدالله التل قائد منطقة القدس والقائد الإنجليزي (اشتين) وعمر مطر ومساعده أحمد الخليل, ونديم السمان ضابط شرطة رام الله وخالد الحسيني قائد شرطة القدس .
وحضر المؤتمر الأسماء التي نثبتها في الملحق لكثرتهم . وكلهم يؤيدون مؤتمر أريحا .
(4) مؤتمر نابلس :-
في 28/12/48 عقد في دار البلدية بنابلس مؤتمر فلسطيني دعا إليه رؤساء البلديات : تحسين عبد الهادي (جنين) سليمان طوقان (نابلس) هاشم الجيوسي (طولكرم) عبد الرحيم السبع(قلقيلية) رفيق الحمد لله (عنبتا) وحضر الاجتماع جميع وجهاء وشخصيات وأعيان المنطقة, وترأس الاجتماع (سليمان طوقان) .
بعد ذلك توجه لمقابلة الملك عبدالله وفد من المؤتمرين يضم سليمان طوقان و أحمد الشكعة والحاج طاهر المصري وحملوا بيان مؤتمر نابلس للملك بالموافقة على الوحدة وبالمبايعة وبطلب تعديل الدستور .
في أيار سنة 49 أجري تعديل على وزارة (توفيق أبو الهدى) ودخلها وزراء فلسطينيون, وفي 11 نيسان سنة 1950 أجريت الانتخابات النيابية لتشكيل مجلس الأمة من الضفتين . وتمت الوحدة بين الضفتين .
وسارت الأيام وهبت الرياح السياسية ساخنة أحيانا وباردة أحيانا أخرى, إلى حد اعترى السياسة البريطانية في المنطقة فتور وجمود بركوب أمريكا موجة التعالي في العالم, حيث كان لها وجود في معظم مناطق العالم .
ولكن العملاء وبخاصة صنائع بريطانيا يبقون على ولائهم وإخلاصهم وان أبعدوا عن الساحة السياسية يقومون بالأدوار الموكلة إليهم عند مواتاة الظروف وتوافر الفرص .
وحدث فك الارتباط بين الضفتين بضغوط أمريكية, ولكن دستورية الوحدة بقيت كما هي تنتظر الظروف المواتية لتعود المياه إلى مجاريها حسب الاستراتيجية البريطانية في المنطقة .
تفتت الاتحاد السوفيتي الذي كان يساند أمريكا في المنطقة, وانتهى حلف وارسو وتفردت أمريكا في العالم, واتبعت سياسة الغطرسة والقوة, ودخلت أفغانستان ثم العراق بقواتها وجيوشها وآلتها دون رسم مخطط سياسي أو إتباع استراتيجية مدروسة إلا الهيمنة والغطرسة والقوة فقط .
وماد الأرض من تحت أقدامها وغامت عليها سياستها الخارجية, فلا أرضية سياسية تضع أقدامها عليها, ولا عملاء ينفذون لها ما تريد, واختلطت عليها الأوراق, وزجت في الساحة العراقية رجال سياسة اعتبرتهم عملاء, وهم يعملون لسياسة ولحساب بريطانيا . وتراكمت عليها المشاكل, وبدأ الفشل يظهر عليها في كثير من مناطق العالم . وعادت بريطانيا إلى الساحة ونشط عملاؤها, وتوزعت الأدوار من جديد, وأخذ كل موقعه .
منذ سنتين من هذا التاريخ تحدثت في جلسة مع الشباب وبينت أن هناك عملا سياسيا لعودة الضفة الغربية إلى ارتباطها بالأردن من جديد وتوقفت عند كلمة (دولة فلسطينية قابلة للحياة) أي مرتبطة بغيرها, وهذا الغير هو الأردن .
بترتيب من العميد (جبريل الرجوب) رئيس جهاز الأمن الوقائي السابق : قام الدكتور عبد السلام المجالي بزيارة إلى مدينة رام الله بتاريخ ومعه وفد من شخصيات سياسية, واجتمع بعدد من الشخصيات الفلسطينية وأجرى معهم مباحثات ودراسات لعودة الضفة الغربية إلى الأردن .
التقى في رام الله بعدد من القيادات الفلسطينية السياسية والاجتماعية والإعلامية, كما التقى في نابلس على وليمة غداء أقامها تكريما له غسان الشكعة رئيس بلدية نابلس السابق وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بعدد آخر من وجهاء المدينة ومثقفيها وفعالياتها الشعبية .
أما على الجانب الإسرائيلي فقد التقى المجالي والوفد المرافق له بأحد الفنادق في القدس كلا من شمعون بيريز نائب رئيس الوزراء, وبنيامين نتنياهو رئيس حزب الليكود المعارض ويهود باراك رئيس الوزراء الأسبق, كما التقى بوزير الشؤون الاجتماعية الإسرائيلي اسحق هرتسوغ لذات الموضوع, ولإجراء محادثات تهدف إلى دفع عملية السلام قدما, وتعزيز دور الأردن في هذه العملية .
عاد المجالي من زيارته التبشيرية (المكوكية) متفائلا ومتحمسا, ذلك بأنه – كما يقول – لمس تفهما عند كل الأطراف التي التقاها في القدس ونابلس ورام الله لمشروعه هذا الذي يكسب كل يوم المزيد من المؤيدين والأنصار .
نايف حواتمة أمين عام الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين في زيارته الحالية لعمان وفي لقاء سياسي في منزل الكاتب (حمادة فراعنة) مع كوكبة من قادة الأحزاب وأصحاب الأقلام الأردنيين مساء يوم الأربعاء 5/7/2007 كان موضوع الفيدرالية أحد محاور النقاش بين حواتمة وبين كل من الدكتور منير حمارنة أمين عام الحزب الشيوعي وفؤاد دبور أمين حزب البعث التقدمي, والدكتور يعقوب سليمان أمين عام حزب (حماة) فقال حواتمة إن الجبهة تدرك ماذا يعني الخيار الأردني لدى إسرائيل, موضحا أن هذا الخيار يعني في المفهوم الصهيوني الانسحاب من بعض المناطق والأجزاء في الضفة الغربية, وإلحاقها بالأردن بمن فوقها من كثافة سكانية فلسطينية .
ويقول حواتمة : من الطبيعي أن ترفض الجبهة الديموقراطية هذا المفهوم, والذي يعني احتفاظ الاحتلال الإسرائيلي بالجغرافيا والتخلص من الديموغرافيا في الضفة, وأن تصر الجبهة بالتالي على مفهومها للخيار الأردني الذي يعني لها قيام الدولة الفلسطينية أولا ثم يصار بعد ذلك ولو بيوم واحد إلى الدخول في اتحاد فيدرالي مع الأردن .
في عناوين لجريدة (الحدث) الأسبوعية الأردنية ص5 تاريخ 28/5/2007
1- مؤسسات وشخصيات داخل السلطة أصبحت تميل لخيار الاتحاد مع الأردن لإنقاذ الشعب الفلسطيني وتجنبا لحرب أهلية .
2- (85) شخصية فلسطينية سياسية وإعلامية شاركت في لقاء المجالي, وعدد مماثل شارك في حوارات استضافها الديوان الملكي .
3- أسئلة امتحانات في جامعة النجاح بعنوان ( هل تقبل بدور أردني سريع ؟ ... ندوات ونقاشات ... والعشرات من المثقفين الفلسطينيين يتحمسون للتواصل مع حوارات القصر وحوارات (أريحا)
4- جلالة الملك يرد على ألعاب نتنياهو, وياسر عبد ربه كان حلقة الوصل في حوارات عمان . والمجالي أبلغ الرجوب بقرب لقاء في (أريحا).
تقول (الحدث) هناك ظهور جبهات فلسطينية داخلية تحركت بتزامن لافت للنظر وأدهش حتى صناع القرار في الأردن الذين لمسوا وجود نشاط غير معتاد يطلب فلسطينيا من الأردن إظهار الاستعداد السريع لترتيب علاقة تضمن مستقبل الفلسطينيين .
وهناك تفاصيل كثيرة استجدت مؤخرا, وتظهر بأن الشركة مع الأردن أصبحت مطلبا للكثير من المؤسسات والشخصيات الفلسطينية والمفاجآت الأكبر تمثلت في إظهار المنادين بذلك استعدادا للضغط على الأردن باتجاه المسارعة في بحث المستقبل حتى بدون أو قبل انتظار الدولة الفلسطينية .
والآن فعلا تبحث الخيارات كلها على صعيد نخبة مثقفين ومفكرين وسياسيين, بما في ذلك خيار تجنب انتظار الدولة بهدف إنقاذ الشعب الفلسطيني من الوضع الصعب الذي يعيش فيه .
ولما كان احتمال نقل الصراع الدائر في غزة بين أطراف فلسطينية إلى الضفة تتحول إلى (كابول) بنسخة فلسطينية (كذا)
آنذاك اتصل الديوان الملكي بمكتب (ياسر عبد ربه) المقرب حدا من الرئيس محمود عباس, وتم الاتفاق على استضافة نخبة من الإعلاميين والمثقفين الفلسطينيين في حوار خاص بحضور ورعاية الملك عبدالله الثاني, وبالفعل تم ترتيب اللقاء في الوقت الذي كان عبد السلام المجالي يرتب فيه مشاركات لقاء العقبة .
مكتب ياسر عبد ربه فوجىء بعدد الشخصيات الفلسطينية التي عبرت عن رغبتها في زيارة عمان والحضور ونقل الانطباع إلى الديوان الملكي الذي سارع لترتيب لقاء آخر .
لقد تبين أن الصراع المسلح في غزة بين فتح وحماس غيّر كثيرا في ذهنية وعقلية النخبة الفلسطينية التي رأت بأن الأمور تسير نحو الحرب الأهلية خصوصا وأن حماس تتحرك بناء على قناعة بأنه سيتم تصفيتها وأن وجودها مهدد إذا ما انسحبت وسلمت السلطة لحركة فتح كما يقول الدكتور أحمد نوفل القيادي الاخواني البارز على هامش سهرة سياسية ناقش السيناريوهات في منزل النائب السابق ذيب عبدالله .
إذن أصبح الأردن خيارا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه, كما أصبح الحوار مع طرف قوي وصلب كالأردن مسألة مهمة لمئات المثقفين الفلسطينيين الأمر الذي يفسر مشاركة ما لا يقل عن (85) مثقفا فلسطينيا في حوار العقبة مع المجالي وعدد قريب من ذلك في حوارات سابقة في الديوان الملكي .
إذا كانت هذه الفصائل الفلسطينية الآن متصارعة إلى حد التصفيات, فاحتمال انتقال هذا الصراع وتوسعته عند قيام الدولة الفلسطينية قوي جدا, فلا بد من مخرج من هذا المأزق, وذلك بالمبادرة إلى الانضمام إلى الأردن في وحدة أو اتحاد .
إذن فيكون اقتتال هذه الفصائل وصراعها مرتبا من ورائه الذين أبرزوا فكرة عودة الضفة الغربية إلى الأردن وبدأوا يخططون لتنفيذها, فيكون مجيىء حماس مقصودا ومرتبا لهذه النتيجة . فهؤلاء وهؤلاء هم وقود وأدوات تستهلك لتنفيذ مخطط بريطاني, وهذه هي مصائر العملاء .
هذه المخاوف وهذه الاحتمالات تفسر الإقبال الشديد من قبل ممثلي المجتمع الفلسطيني على المشاركة في حوارات القصر أولا بواسطة توصيات ياسر عبد ربه وثانيا المشاركة في حوارات العقبة عبر عبد السلام المجالي ومؤسسته, وبالتنسيق مع جبريل الرجوب كما يفسر مطالبة المجالي بعقد لقاء آخر شبيه بلقاء العقبة ولكن في أريحا – أريحا (2) .
لقد ظهرت معارضة من بعض النخب في عمان لهذه اللقاءات ومخاوف من التوطين وإلغاء حق العودة, تمثلها شخصيات سياسية وإعلامية وأبرز رموز هؤلاء (أحمد عويدي العبادي) النائب السابق الذي اعتقل بعد سلسلة مقالات نشرت على شبكة الانترنت وانتقد فيها النخبة السياسية الأردنية (من أصل فلسطيني) القريبة من القصر, ويقود العبادي حركة غير قانونية تطلق على نفسها اسم (الحركة الوطنية الأردنية) ويتخذ موقفا صارما من العلاقة مع الفلسطينيين, ومن أقطاب هذا التيار الكاتب اليساري (ناهض حتر) الذي كتب مقالا بعد تصريحات البخيت في مخيم الوحدات تاريخ 10/5/2007 يطالب فيه بترجمة ذلك الموقف من خلال إجراءات قانونية وسياسية واضحة تؤكد عدم وجود رغبة أردنية بالعودة عن قرار فك الارتباط .
كما قامت السلطات الإسرائيلية بحملة اعتقالات في نابلس وطولكرم وغيرهما شملت وزراء ونوابا وسياسيين, وحتى كتابة هذه الأسطر لا يزال هؤلاء ضمن الاعتقال, وكما يبدو لي من رؤيتي السياسية أن هذه الحملة من الاعتقالات كانت استمرارا لإزاحة المعارضين للوحدة مع الأردن من الفلسطينيين كما فعل مع أحمد عويدي العبادي في عمان, فتكون إسرائيل أيضا هي داخل اللعبة بدليل لقاءات المجالي في القدس مع كبار سياسيي إسرائيل .
وإذا تحدثنا عن حرب الخامس من حزيران سنة 1967 وكيف أخذ اليهود الضفة الغربية والجولان وسيناء, وكيف تمت الطبخة السياسية هذه بين زعماء إسرائيل وبريطانيا والملك حسين من أجل إسقاط عميل أمريكا عبد الناصر, نرى أن هناك أقطابا من كبار العملاء تعتمد عليهم بريطانيا في تنفيذ مخططاتها, ومن عداهم من العملاء الأذناب مثل منظمة التحرير وبقية الفصائل الفلسطينية هم عملاء بالتبعية أي عملاء لكبير العملاء.
ولا يغيب عن الذهن أن معركة ضرب الطائرات الإسرائيلية للمطارات المصرية صباح الخامس من حزيران ثم احتلال سيناء والسيطرة على قناة السويس هي عملية قام بها أركان الجيش البريطاني وبطائرات بريطانية وطيارين بريطانيين, وكان تسليم الضفة الغربية أحد زوايا هذا المخطط البريطاني وكذلك تسليم الجولان .
في الفترة التي أعقبت حرب حزيران وقبل قرار فك الارتباط جرت هناك محاولات أو إشاعات لإقامة كيان فلسطيني جغرافيته بين إسرائيل والأردن, ويتم تسوية القضية على هذا الأساس, ولكن لتنظر الأدوار التي قام بها الشخصيات الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية .
ظن الكثير من ذوي التفكير السياسي غير الناضج والذين لم تصل تبعيتهم وعمالتهم إلى العظم أن القرار الذي صدر عن قمة الرباط سنة 1974 والقرارين الصادرين عن هيئة الأمم المتحدة في دورتها المنعقدة سنة 1974 رقم (3236 ورقم 3237) أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب العربي الفلسطيني, كما تضمن القراران الاعتراف بمنظمة التحرير للشعب الفلسطيني وقبلت عضوا مراقبا في هيئة الأمم . ظن الكثيرون أن هذه القرارات تعطي منظمة التحرير حق امتلاك القرار السياسي أو صلاحية التفاوض, فبرزت حينئذ أفكار مثل : الكيان, الدولة, الشخصية وما يماثلها. فمنظمة التحرير الفلسطينية انطلاقا من عمالتها أصدرت بيانا تاريخ 23/8/67 ترفض فيه أي مشروع يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية . كما صدر بتاريخ 4/11/67 ما يسمى (الميثاق الوطني المرحلي في الأرض المحتلة) وضعه عدد من الوجهاء والهيئات الفلسطينية, قالوا فيه :-
بعد الديباجة وصياغة جمل إنشائية كثيرة, وضعوا بنودا يقول البند (5) إننا نؤكد إصرارنا على عودة وحدة الضفتين, لنذكر بألم أن أوضاعا سادت أجهزة الحكم في الأردن خلفت آثارا محزنة في نفوس المواطنين .
البند (6) إننا نرفض بإصرار الدعوة المشبوهة لإقامة دولة فلسطينية يراد لها أن تقوم منطقة عازلة بين العرب وإسرائيل مرتبطة بالوجود الصهيوني الدخيل ...
التواقيع :-
نابلس : (31) شخصية من كبار الوجهاء والسياسيين .
جنين : (8) شخصيات من وجهاء القضاء .
طولكرم : (6) شخصيات من وجهاء القضاء .
رام الله : (26) شخصية من وجهاء القضاء .
البيرة : (11) شخصية من وجهاء القضاء .
الخليل : (14) شخصية من وجهاء القضاء .
بيت لحم : (12) شخصية من وجهاء القضاء .
القدس : (23) شخصية من وجهاء القضاء . وقد نذكر أسماءهم في الملاحق .
كما أصدر مواطنو الضفة الغربية في عمان بيانا مماثلا بتاريخ 3/12/67 أعلنوا فيه شجب محاولة إنشاء كيان فلسطيني .
التواقيع : (16) شخصية فلسطينية منهم عدد من النواب كما صدر بيان عن بعض الشخصيات الأردنية بتاريخ 7/12/67 للغرض نفسه .
التواقيع : (23) شخصية مرموقة .
فأمامنا ثلاث جولات الأولى : بدأت سنة 48 وينتج عنها ضم الضفة الغربية إلى الضفة الشرقية في وحدة حقيقية .
الثانية : بعد سقوط الضفة الغربية بأيدي اليهود سنة 67 وظهور إشاعات أو محاولات لإيجاد دولة أو كيان, فهبت شخصيات كثيرة وأعلنوا شجبهم ومعارضتهم لهذا الكيان .
الثالثة : الجولة الحالية التي يعمل لها في وضح النهار بتحركات رسمية وشعبية, فلسطينية وأردنية وإسرائيلية .
انعقد مؤتمر (نوبل للسلام) في البتراء في 15-16/5/2007 وقد حضره رئيس وزراء إسرائيل (أولمرت) وفي تصريح له يقول : انه يرفض قبول المبادرة العربية كأساس جديد للتسوية والحل النهائي .
قامت كثير من الشخصيات الفلسطينية بالمطالبة بعودة الفيدرالية بين الأردن وفلسطين, وكان تصعيد الأوضاع والاقتتال في غزة بين فتح وحماس مع انتشار الفوضى في الضفة وحصار حماس وتجميد حكومة إسماعيل هنية, وقطع الرواتب وعملية التجويع التي حصلت كان ظرفا مواتيا للخروج من هذه الأوضاع وتهيئة لعودة الوحدة بين الضفتين .
كانت زيارة الملك عبدالله الثاني إلى رام الله التي لم تتم مقررة في 13/5/2007 وقد سبقه إلى هناك كثير من الشخصيات والصحفيين .
يقول مدير (مكتب القدس للدراسات) عريب الرنتاوي : إن مجريات الأمور وتسريبات النخب تؤكد أن الدولة الفلسطينية المستقلة لن تقوم إلا لا ربع وثمانين ساعة في أفضل تقدير ثم يعلن انضمامها إلى الأردن .
في كلمة لرئيس الوزراء الأردني معروف البخيت في لقائه شخصيات فلسطينية في الوحدات تاريخ 10/5/2007 مؤكدا رفض الأردن لأي صيغة للوحدة قبل إعلان دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة, وهذه الكلمة هي التي عقب عليها الكاتب ناهض حتر .
في العقبة انعقد اجتماع بتاريخ (17-18) أيار 2007 ضم شخصيات أردنية وفلسطينية وإسرائيلية وقد حضره الملك وألقى هناك كلمة .
وكان هذا الاجتماع ضمن أعمال عبد السلام المجالي .
هذا النسيج الذي نسجت خيوطه بريطانيا ابتداءا من إعلان قيام إمارة شرقي نهر الأردن على رأسها عبدالله بن الحسين أميرا سنة 1921 ثم إعلانها مملكة بتتويجه في بريطانيا ملكا سنة 1946, وصدر قرار تقسيم فلسطين إلى دولتين دولة يهودية ودولة عربية في 29/10/47 ثم إعلان قيام دولة يهودية في فلسطين 15/5/48 وبقي مكان الدولة العربية (الفلسطينية) فراغا لتنضم إلى المملكة الأردنية في وحدة حقيقية كما ذكرنا سابقا, ليبقى التوءمان اللذان تولدا من رحم المصالح البريطانية, ونسجت بريطانيا خيوطها خيطا خيطا ليبقيا متلاصقين وكأنهما كيان واحد يحمي أحدهما الآخر ويساند أحدهما الآخر, يتحركان معا في العمل السياسي وفي العمل العسكري لإنجاز مهمات السياسة البريطانية, وتنفيذ الاستراتيجية السياسية لبريطانيا لحماية مصالحها وتعاونهما في ضرب المصالح الأمريكية في المنطقة .
هذه المنطقة وبقية المناطق, لولا غياب دولة الخلافة وغياب الحماية والرعاية وغياب القيادة وفقدان السيادة, ما كان لبريطانيا أن تصول وتجول فيها, وما كان لها أن تهدم ما تشاء وتبني ما تشاء, وما كان لها أن ترفع من تشاء من العملاء وتجعل منهم حكاما يتسلطون على شعوبهم ويحمون لها مصالحها, وما كان لفرنسا أن تقيم المجازر والمذابح ولا لأمريكا أن تشعل الحرائق وأن تزحف بقواتها على إيران والعراق وتعلنها حربا صليبية على المسلمين لتفرغ سموم حقدها الصليبي, وتكيد للإسلام كيدا لا يماثله إلا الكيد الصليبي المعهود .
إن تباشير النصر تلوح ووعود الله ورسوله قاب قوسين أو أدنى, فيعود الراعي والحامي ويعود القائد المجاهد, وتعود العزة والكرامة وتتركز القيادة وتتحقق السيادة . ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله .

والله غالب على أمره – والحمد لله رب العالمين .

3/6/2007    
بقلم الأستاذ: فتحي محمد سليم    

طباعة إرسال لصديق تعليق أو سؤال عودة إلى القسم