الخميس، 18 رمضان 1445هـ| 2024/03/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

(سلسلة أجوبة العالم عطاء بن خليل أبو الرشتة أمير حزب التحرير على أسئلة رواد صفحته على الفيسبوك)

 

 

أجوبة أسئلة متنوعة جمع القرآن الكريم - القراءات السبع - تفسير آية (والله خلقكم وما تعملون)

 

 

إلى Kamalkamal Kamal

 

 

 


الأسئلة:

 

 


أخي الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 


1- كتاب الشخصية 3 - موضوع "الدليل الأول - الكتـاب"، النقطة "رابعا"، ورد فيها: "فإنه لم يكن البحث عنها في كونها قرآنا وإنما في تقديمها وتأخيرها...". ما المقصود بذلك؟

 


2- بالنسبة للقراءات بعضهم اعتبر القراءات المتواترة سبعًا وبعضهم اعتبرها عشرًا فما الرأي في المسألة؟

 


3- القراءات الواردة آحادا والتي توافق الرسم العثماني وتوافق المعنى العربي كيف نتعامل معها؟ وهل يجوز القراءة بها؟

 


وكذلك القراءات الشاذة التي وردت آحادا ولكنها لا توافق ما كتب في المصحف كيف نتعامل معها؟

 


4- وهل لديكم ترجيح معين في موضوع الأحرف السبعة؟

 


5- ولدي سؤال آخر، وإن كان متعلقا بالتفسير، وأرجو أن لا أكون أثقلت عليك، والسؤال عن تفسير الآية الكريمة: (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ)، بعض ما اطلعت عليه من التفاسير تقول: يصح أن تكون ما مصدرية ويصح أن تكون ما موصولة فكيف نرجح بينهما هنا؟ وما هو تأثير ذلك على المدارس الإسلامية بالنسبة للقضاء والقدر؟

 


بارك الله فيك وفتح لك من فضله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

الجواب:

 

 


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

 


1- إن ما ذكرته عن الوارد في الشخصية الثالث... فإن فيها التباساً، وقد روجعت وصُححت وأصبحت على النحو التالي:

 


"رابعاً: إن جمع القرآن هو خلاف نقله عن الرسول صلى الله عليه وسلم لأن النقل هو السماع من الرسول صلى الله عليه وسلم مشافهة، وهذا هو موضوع البحث. وأما جمع آيات القرآن في مصحف واحد، فإنه لم يكن البحث عنها في كونها قرآناً، ولم يكن جمع القرآن كتابة من الحفاظ، وإنما كان جمعاً للصحف التي كتبت بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم ووضعها وراء بعضها في كل سورة كما أقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومقابلة ما لدى الحفاظ من القرآن عليها، ووضعها في مكان واحد...".

 


2- القراءات المتواترة:

 


أ- القراءات السبع المتواترة، وهي التي يقرأ بها المسلمون من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ماشاء الله، وهي التي تجمعها مصاحف عثمان رضي الله عنه لفظاً ورسماً. وقد قام عدد من التابعين وتابعيهم من علماء القراءات بجمع هذه القراءات وأسانيدها، وأثبتوها في الكتب مفصلين سند وصولها إليهم وضابطين كلّ ما يتعلق بها.

 


وهؤلاء هم الأعلام أصحاب القراءات السبع:

 


● نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الليثي (مولاهم) أبو رويم المقرئ المدني، المتوفى سنة 169هــ بالمدينة.
وراوياه "قالون" توفي بالمدينة قريبا من 220، و"ورش"، وتوفي بمصر سنة 197 هـ.

 


● عبدالله بن كثير أبو معبد مولى عمرو بن علقمة الكناني الداري المكي، ولد بمكة سنة 45 هــ، وتوفي بها 120هـ، راوياه: "البزى"، ابن أبي بزة المؤذن المكي، وتوفي بمكة 250، و"قنبل" المكي المخزومي، وتوفي بمكة 291هـ.

 


● أبو عمرو بن العلاء المازني مقرئ أهل البصرة، ولد بمكة 68 هـ أو "70" ونشأ بالبصرة وتوفي بالكوفة 154هـ.
وراوياه: "الدوري". والدور موضع ببغداد. توفي سنة 246 هـ، و"السوسي" توفي سنة 261 هـ.

 


● عبدالله بن عامر اليحصبي إمام أهل الشام في القراءة، وهو من التابعين وتوفي بدمشق 118هـ، راوياه: هشام بن عمار الدمشقي، وتوفي 245 هـ، وابن ذكوان الدمشقي، ولد 173 هـ، وتوفي بدمشق سنة 242 هـ.

 


● عاصم بن أبي النجود الأسدي (مولاهم) الكوفي، توفي في آخر سنة 127 هـ.
راوياه: شعبة الكوفي الأسدي، توفي في الكوفة سنة 194، وحفص الأسدي البزاز الكوفي، وتوفي قريبا من 190 هـ.

 


● حمزة بن حبيب الزيات الكوفي، ولد سنة 80 هـ، وتوفي سنة 156 بحلوان.
راوياه: خلف بن هشام البزاز، توفي ببغداد سنة 229 هـ، وخلاد بن خالد الكوفي، وتوفي بها سنة 220 هـ.

 


● الكسائي (لأنه أحرم في كساء) الكوفي المقرئ النحوي، ولد في حدود 120 هـ، وتوفي برنبويه سنة 189هـ.
راوياه: أبو الحارث الليث بن خلد البغدادي، توفي سنة 240، وحفص الدوري وهو الراوي السابق عن أبي عمرو.

 


والمصاحف المطبوعة حاليا هي وفق قراءة حفص عن عاصم بالرسم نفسه الذي استنسخه عثمان رضي الله عنه، وهناك مصاحف أخرى مطبوعة وفق قراءة نافع "ورش، قالون" وبخاصة في بعض مناطق من أفريقيا...

 


وقد اشتهر من العلماء الذين جمعوا القراءات السبع الإمام أحمد بن موسى بن العباس المشهور بابن مجاهد المتوفى سنة (324هـ) فأفرد القراءات السبع المعروفة، فدونها في كتابه: "السبعة في القراءات" حيث ذكر العلماء السبعة للقراءات، وقد احتلت هذه القراءات السبع مكانتها في التدوين، وأصبح يقصدها طلاب القراءات. وقد بنى ابن مجاهد اختياره هذا على شروط عالية جدا، فلم يأخذ إلا عن الإمام الذي اشتهر بالضبط والأمانة، وطول العمر في ملازمة علم القراءات، مع الاتفاق على الأخذ منه، والتلقي عنه، فكان له من ذلك قراءات هؤلاء السبعة الذين ذكرناهم.

 


ب- ولما جاء شمس الدين أبو الخير ابن الجزري، محمد بن محمد بن يوسف (المتوفى : 833 هـ) بحث في أسانيد القراءات فوجد ثلاث قراءات أخرى رآها مثل القراءات السبع المتواترة لا تخالف الرسم العثماني، وأثبتها في كتابه "النشر في القراءات العشر" ذاكراً أسماء الأعلام الثلاثة الذين أضافهم، وهم:

 


أبو جعفر يزيد بن القعقاع المدني، المتوفى سنة (130هـ).

 


يعقوب بن إسحاق الحضرمي الكوفي، المتوفى سنة (205هـ).

 


خلف بن هشام أبو محمد البزار الأسدي البغدادي المتوفى سنة (229 هـ).

 


ولقد كان اهتمامي بالقراءات السبع المتواترة، وقد ذكرتها في كتابي "تيسير الوصول إلى الأصول"، وذلك بأسانيدها وبرواتها... ولم أدرس القراءات الثلاث الأخرى التي ذكرها الجزري، مع أن الجزري وعلماء آخرين وضعوها في مرتبة القراءات السبع المتواترة، ولعلي أبحثها مفصلة مستقبلاً إن شاء الله سبحانه، وفوق كل ذي علم عليم.

 


3- أما قراءة القرآن بالقراءات غير المتواترة، سواء أوافقت خط المصحف العثماني أم لم توافق، فلا تجوز القراءة بها، فهي ليست قرآناً، بل القرآن هو ما نُقل متواتراً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 


4- نزول القرآن على سبعة أحرف:

 


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ هَذَا القُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ»، متفق عليه.

 


وقال: «أَقْرَأَنِي جِبْرِيلُ عَلَى حَرْفٍ فَرَاجَعْتُهُ، فَلَمْ أَزَلْ أَسْتَزِيدُهُ وَيَزِيدُنِي حَتَّى انْتَهَى إِلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ»، البخاري.

 


ولقد اختلف العلماء في المقصود من "سبعة أحرف"، فمنهم من استقرأ أوجه الاختلاف اللغوي في القراءات المتواترة وجمعها على سبع مجموعات "• وجوه الإعراب، • الزيادة والنقص، • التقديم والتأخير، • والقلب والإبدال، • أنواع اللفظ من ترقيق وتفخيم وإمالة وفتح..."، ومنهم من استقرأ لغات العرب التي لم تخرج عنها القراءات المتواترة...

 


وبعد دراستي للموضوع فإني أرجح أن الأحرف السبعة هي لغات "لهجات" القبائل العربية التي أُخذ عنها اللسان العربي، وكانت محل التنافس عند الفصحاء وقت نزول القرآن الكريم؛ وذلك لأن القراءات المتواترة لا تخرج عن لغات "لهجات" هذه القبائل، وهي السبع المشهورة الفصيحة عند نزول القرآن الكريم:

(• قريش • تميم • قيس • أسد • هذيل • قسم من كنانة • قسم من الطائيين).

 


هذا ما أرجحه في المسألة أي أن معنى الأحرف السبعة هو لهجات القبائل العربية السبع المذكورة آنفا، ولكن هذا لا يعني أنه يجوز قراءة القرآن في كل كلماته بلهجات هذه القبائل السبع، بل فقط بما تواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن القراءة بغير المتواتر لا تجوز لأن غير المتواتر ليس قرآناً.

 


5- وأما تفسير آية "والله خلقكم وما تعملون" فإن "ما" موصولة، أي أن الله سبحانه خلقكم وخلق الأصنام التي تعبدونها، ونص الآية يدل على ذلك، فالله سبحانه وتعالى يقول (فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (91) مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ (92) فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ (93) فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (94) قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95) وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ)، وواضح أن الآية (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ) هي بعد (قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ)، فالحديث عن الأصنام.

 


أما الذين فسروا "ما" بأنها مصدرية وفهموا منها (والله خلقكم وأعمالكم)، وفهموا منها أن الله خلق أفعال الإنسان، فإن فهمهم لو وقف عند الخلق، أي أن الله خلقهم وخلق الأفعال، بمعنى خلق إمكانية الفعل، أي خلق في الإنسان طاقة الفعل، لما ابتعدوا كثيراً... ولكنهم فسروا "والله خلق أفعالكم" بمعنى "أجبركم على القيام بها"، أي أن الله سبحانه أجبرنا على كل أفعالنا، فليس لنا اختيار في فعل أي شيء، لا فعل الخير ولا فعل الشر، وهذا بطبيعة الحال خطأ، لأن هناك أفعالاً اختيارية للإنسان يثاب ويعاقب عليها، فالقول بأن الله سبحانه يجبرنا على القيام بكل أفعالنا دون أي اختيار لنا هو قول خاطئ... (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه).

 


وأما موضوع القضاء والقدر وعلاقته بالفرق الإسلامية، فهو موضوع طويل، ومذكور بتفاصيله في الشخصية الجزء الأول، فراجعه في بابه، والله معك.

 

 

 

 

 

 

أخوكم عطاء بن خليل أبو الرشتة

 

 

 

 

 

رابط الجواب من صفحة الأمير على الفيسبوك

 

رابط الجواب من موقع الأمير


رابط الجواب من صفحة الأمير على الغوغل بلس

 

 

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع