المكتب الإعــلامي
أمريكا
التاريخ الهجري | 26 من ربيع الثاني 1447هـ | رقم الإصدار: 1447 / 04 |
التاريخ الميلادي | السبت, 18 تشرين الأول/أكتوبر 2025 م |
بيان صحفي
دعم واشنطن للإبادة الجماعية يكشف نفاقها وتحديها للرأي العام
الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة ترامب تسير على خطا عملائها في بلاد المسلمين من الحكام الطغاة، الذين لا يكيلون بمكيال الرأي العام، بل يحكمون بدكتاتورية تامة متجاهلين عقيدة الأمة وقيمها. فعلى الرغم من أن استطلاعات الرأي الأمريكية الأخيرة تشير إلى تراجع كبير في دعم الأمريكيين لإمداد كيان يهود بالأسلحة في حربه على غزة، مع تزايد المطالب بفرض قيود على المساعدات العسكرية الأمريكية المقدَّمة له، إلا أن ترامب تبجَّح في كلمته أمام الكنيست باستخدام الأسلحة الأمريكية حيث قال: "نحن نصنع أفضل الأسلحة في العالم، ولدينا الكثير منها، وقد قدمنا الكثير منها لإسرائيل. بصراحة كان بنيامين (نتنياهو) يتصل بي كثيراً هل يمكنك الحصول على هذا السلاح، وذاك السلاح، وبعضها لم أسمع به من قبل". وأضاف: "لكننا كنا نصل بها إلى هنا، أليس كذلك؟" وفي تأكيد فعالية استخدام هذه الأسلحة في مجازر غزة، أشاد ترامب بكفاية كيان يهود في استخدامها، قائلاً: "إسرائيل تعلمت كيفية استخدامها جيداً".
ومن أبرز نتائج استطلاعات الرأي المناهضة لسياسة الإدارة الأمريكية الداعمة لكيان يهود، استطلاع معهد غالوب الذي أظهر أن 32% فقط من الأمريكيين يؤيدون حرب كيان يهود على غزة، بينما يعارضها 60%. كما أشار استطلاع مركز بيو للأبحاث إلى أن 33% من البالغين الأمريكيين يرون أن أمريكا تقدم مساعدات عسكرية مفرطة لكيان يهود، في حين يعتقد 35% أن المساعدات الإنسانية المقدمة للفلسطينيين غير كافية. أما استطلاع مركز كوينيبياك، فقد كشف أن 60% من الناخبين الأمريكيين يعارضون إرسال مزيد من المساعدات العسكرية لكيان يهود في حربه على غزة.
تؤكد هذه الاستطلاعات أن سياسة الإدارة الأمريكية لا تمثل الرأي العام في أمريكا أو الناخب الأمريكي الذي انتخبها، في دلالة واضحة على أن السياسة الأمريكية أبعد ما تكون عن التمثيل الديمقراطي الذي تدّعيه الجهات الرسمية والسياق السياسي في البلاد. بل أبعد من ذلك فإن الأحزاب السياسية الكبرى في أمريكا باتت على خلاف تام مع سياسة الإدارة. فالديمقراطيون يسجلون تراجعاً ملحوظاً في دعمهم لكيان يهود، حيث يعارض 75% منهم إرسال مزيد من المساعدات العسكرية إليه، كما يعارضها 66% من المستقلين، بل حتى الجمهوريون - رغم دعمهم التقليدي - فإن 56% منهم فقط يؤيدون إرسال مزيد من المساعدات العسكرية. وهذه البيانات تشير إلى تحول كبير في الرأي العام الأمريكي تجاه الدعم العسكري لكيان يهود، وتزايد مطالب فرض قيود على المساعدات العسكرية الأمريكية، وهو ما يعكس قلقاً متزايداً بين الأمريكيين بشأن تصاعد العنف وتأثيره على أهل الأرض المباركة فلسطين.
إن وقوف العالم الغربي، وما يسمى "العالم الحرّ"، مع جرائم كيان يهود في غزة، ومدّه بالسلاح والمال والمواقف السياسية والإعلامية الداعمة والمبرّرة لمجزرة العصر، وحضورهم جميعاً في مؤتمر شرم الشيخ للإعلان عن "انتصارهم" على الأطفال والنساء والشيوخ وتدميرهم للمستشفيات والمدارس والمساجد، هو دليل آخر على الوجه الحقيقي للحضارة الغربية التي قامت على جرائم ضد الشعوب الأصلية، وللدول التي تدّعي الحرية وحقوق الإنسان وتقرير المصير وغيرها من شعارات لا نصيب لها في الواقع.
لذلك، يجب على شعوب العالم، وعلى رأسهم شعوب البلاد الإسلامية، أن تعمل على استبدال النظام الإسلامي الرباني بالنظام العلماني الرأسمالي الذي أشقاهم، وبتحوله وتحوّره إلى نظام دكتاتوري لا يعكس إرادة الشعوب ولا يخدم مصالحها، بل يخدم مصالح الفئات النافذة من أصحاب المصالح المالية والأفكار الشاذة وغير الإنسانية. بينما الإسلام يقدّم نظاماً عادلاً وأخلاقياً يُعبّر عن إرادة المسلمين ويضمن مصالحهم الحقيقية في ظل التوجيه الإلهي. وليس كالسياسة الأمريكية التي تدعم الإبادة الجماعية بالأسلحة والأكاذيب وتضرب برأي الناس عرض الحائط.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أمريكا
المكتب الإعلامي لحزب التحرير أمريكا |
عنوان المراسلة و عنوان الزيارة https://www.facebook.com/HTAmerica تلفون: https://hizb-america.org/ |