المكتب الإعــلامي	
				
				هولندا 
			
| التاريخ الهجري | 6 من جمادى الأولى 1447هـ | رقم الإصدار: 1447 / 05 | 
| التاريخ الميلادي | الثلاثاء, 28 تشرين الأول/أكتوبر 2025 م | 
بيان صحفي
التّصويت داخل النّظام العلماني يؤدّي إلى الاندماج
(مترجم)
في كثير من الأحيان، يدعو الأئمة والمجالس والزعماء الدينيون، المسلمين في هولندا للتصويت جماعياً والمشاركة في اللعبة السياسية للنظام العلماني. نظامٌ، من منطلق جوهره ومحتواه، يُعارض الإسلام ويُهمّشه، ويحاول حصره في المسجد أو غرفة المعيشة.
العلمانية ليست إطاراً محايداً، بل مبدأ فُرض بعنف على المسلمين في جميع أنحاء العالم. إنّ الوضع الكارثي الذي تعيشُه الأمة الإسلامية يُعزى في معظمه إلى هذه الأسس العلمانية التي بُنيت عليها البلاد الإسلامية. لقد أدّت هذه الأسس إلى الانحطاط والذلّ والغربة عن الإسلام. غزّة هي المثال الأشد إيلاماً على ذلك: مليارا مسلم يراقبون بينما لا تزال الأنظمة موالية للأجندات الغربية، ومصالحها الخاصّة، وحماية الأساس العلماني.
إنّ حقيقة أنّ حتى مجالس الفقه والفتوى قد "أجازت" المشاركة في بعض الحالات أمرٌ ذو دلالة، إذ لا حاجة إلى فتوى فيما هو حلال. وذلك لأنّ الحكم في جوهره حرام؛ والانحراف هو الإباحة. لذا، من غير النزاهة تقديم هذا الانحراف على أنه شرعية مطلقة، دون تفكير نقدي أو إدراك لاحتمالية الوقوع في الأخطاء. إنّ رفع ما هو في الأصل حرام مطلقاً إلى حلال خطوة بالغة الخطورة.
ومع ذلك، يصوّر بعض الأئمة المشاركة في النظام العلماني من خلال التصويت على أنها حلال فحسب، دون أي نقد، وهذا تضليل. كما يُقدم على أنه أمرٌ تقدمي، ويُفترض أنه يصب في مصلحة الجالية المسلمة في هولندا. لكن العكس هو الصحيح. فالمشاركة في هذا النظام تؤدي حتماً إلى الذوبان وفقدان الهوية. وبالمشاركة، يتحوّل التركيز من طاعة شريعة الإسلام إلى البراغماتية والتنازلات. يتمسّك المسلمون بالمصدر ذاته الذي تسبب في سقوط الحضارة الإسلامية وهو العلمانية. كيف يمكن للمرء أن يتوقع أن تؤدي المشاركة في هذا الأساس إلى الكرامة أو التقدم؟!
إنّ التنازلات المقدمة ليست علامات تقدم، بل هي استسلام. عندما يقتصر المسلمون على حلول مؤقتة في الإطار العلماني، فإنهم يختزلون أنفسهم إلى مجتمع راضٍ بالفتات. المشكلة الحقيقية هي غياب هدف أسمى، حيث لا توجد رؤية لاستبدال الإسلام بالعلمانية التي تُسيطر على البلاد الإسلامية. وما دام هذا غائباً، فسيبقى المرء عالقاً في البراغماتية والتعديلات السطحية التي لا تُحدث تغييراً حقيقياً.
ولهذا السبب تُثير الدعوة إلى التصويت إشكالية كبيرة. فهي تُفضي بالمسلمين إلى اختزال طموحاتهم في مصالح آنية، بينما رسالتهم الحقيقية أعظم بكثير. إنها إعادة الإسلام كاملا والعمل على عودة نظام إسلامي يرتقي بالأمة ويعيد مكانتها في العالم.
من يغفل هذا الهدف الأسمى ويتشبث بالمؤقت، سيغرق لا محالة في التقليد ويرى هويته تتآكل. في حين إنّ الرسالة الحقيقية للمسلمين ينبغي أن تكون استبدال الإسلام بالعلمانية، لا التورط في العلمانية.
لا نقول هذا من باب العداوة، بل من باب النصيحة الصادقة، لأننا نهتم بالمسلمين ونحرص على مستقبل الأجيال القادمة. يجب أيضاً أن يُسأل بصراحة: هل سبق لمجالس الإفتاء والعلماء الذين أجازوا ذلك أن عارضوا العلمانية بمثل هذه الشّدة، وهل التزموا علناً باستبدالها بالإسلام؟ ما دام هذا غائباً، فسيبقى حكمهم أحادي الجانب ومُشكلاً.
الأهمية الحقيقية لا تكمن في الاعتراف بالعلمانية، بل في التمسك بمبادئ الإسلام والعمل على تحرير الأمة من هذا النظام المفروض، باستبدال نظام الإسلام به. من يتبنى هذا الهدف الأسمى وحده يعمل بصدق من أجل مستقبل المسلمين ونهضتهم.
أوكاي بالا
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا
| المكتب الإعلامي لحزب التحرير هولندا | عنوان المراسلة و عنوان الزيارة تلفون: 0031 (0) 611860521 www.hizb-ut-tahrir.nl | E-Mail: okay.pala@hizb-ut-tahrir.nl | 
 
		