- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
الاحتجاجات في تونس.. ثمرة فساد نظام دولة الحداثة
الخبر:
- الأطباء الشبّان في تونس ينفذون يوم غضب وإضرابا عن العمل وذلك للمطالبة بإصلاح منظومة الصحة العمومية وتحسين الوضع المادي والإنساني للأطباء الشبان.
- النقابة الأساسية لمهنيي التاكسي الفردي تقرر الدخول في إضراب عن العمل يوم الاثنين 19 أيار/مايو 2025 نتيجة تدهور أوضاعهم.
- تحرك احتجاجي لعدد من العاملات الفلاحيات التونسيات للمطالبة بالعدالة وتحسين ظروف عملهن وحمايتهن من التشغيل الهش.
التعليق:
هذا غيض من فيض للمسيرات الاحتجاجية والإضرابات عن العمل المتواصلة في عديد القطاعات الحساسة التي تشهدها تونس الخضراء، والتي تعبّر وتصف الحالة الحياتية والاقتصادية المزرية التي وصل إليها جل أهل البلد. وإن كانت هذه المطالب مشروعة ومنتظرة في ظل عدم الاستجابة لمطالبهم، لكن الغريب وغير المعقول أن تكون مطالب هؤلاء لا تزال موجهة إلى سياسيين بان للقاصي والداني عجزهم عن تلبية مطالبهم والذين أشبعوهم تسويفا ووعودا زائفة!
ما يجب أن يعلمه كل من يعاني في شغله أو عاطل عن العمل أن سبب معاناته هو هذا النظام الرأسمالي الدخيل على هذا البلد منذ نشأة (دولة الحداثة) وتشريعاتها وقوانينها ومؤسساتها، الذي دمّر قطاع الفلاحة والصناعة والذي شجّع على خصخصة جل القطاعات الحيوية ومنها التعليم والصحة والفلاحة، ما ساهم في تهميش القطاع العمومي، وبالتالي تسخير ثروة البلد لصالح رؤوس الأموال على حساب مداخيل الدولة التي وجدت نفسها عاجزة عن تلبية وإشباع حاجات الناس ومطالبهم.
هذه الاحتجاجات في ظاهرها أنها تطلب الحلول من هذا النظام العاجز، لكن هي في حقيقتها تعبير عن رفض الأمة لهذا النظام والبحث عن نظام جديد يعالج مشاكلها، ولن يقدر على معالجتها إلا من خلق الإنسان، وهو الله سبحانه وتعالى، وخلق كل ما يشبع حاجاته وأحسن توزيعها بأحكامه ومعالجاته التي أنزلها على رسوله ﷺ.
صحيح أن هذا المشروع الحقيقي لم يتبلور بعد في أذهانه المسلمين ولم يصبح مطلبهم الأوحد من أجل إرضاء ربهم لا من أجل إشباع بطونهم، لكنهم سيهتدون إليه عمّا قريب لأنهم اكتووا من هذا النظام الرأسمالي الجائر الظالم من جهة، ومن جهة أخرى العمل الدؤوب الذي يقوم به حزب التحرير وشبابه لإقناع أهل البلد به، والذي سيؤتي ثماره عمّا قريب بإذن الله.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نجم الدّين شعيبن