Logo
طباعة
روسيا تعمل على إطالة أمد الحرب لتحصل على اتفاق يلبي مصالحها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

روسيا تعمل على إطالة أمد الحرب لتحصل على اتفاق يلبي مصالحها

 

 

الخبر:

 

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لنظيره الأمريكي دونالد ترامب أن استئناف مفاوضات إسطنبول بين موسكو وكييف لحل الأزمة الأوكرانية، يدل على أن الأطراف "تسير بشكل عام في الطريق الصحيح". جاء ذلك في تصريحات أدلى بها بوتين في مدينة سوتشي الروسية، الاثنين، عقب اتصال هاتفي أجراه مع ترامب واستغرق أكثر من ساعتين. وثمّن بوتين مباحثاته الهاتفية مع ترامب ووصفها بـ"البناءة وشديدة الوضوح والمفيدة للغاية"... (وكالة الأناضول، 2025/05/20م)

 

التعليق:

 

يبدو أن روسيا تعمل على إطالة فترة المفاوضات وتتريث في اتخاذ قرار إنهاء الحرب، والسبب في ذلك هو طريقة تعامل أمريكا في ملف هذه الحرب، فهي قد أوقفت المساعدات العسكرية والمادية لأوكرانيا وأوكلت ذلك للأوروبيين، وأوكرانيا تدرك أنها ستخسر الحرب دون دعم أمريكا حتى وإن ساعدتها أوروبا، وكذلك توقفت إدارة ترامب عن الضغط على روسيا، ما رجح كفة روسيا على أوكرانيا.

 

لقد انعكس ذلك على موقف أوكرانيا وأصبح ضعيفا، سواء على جبهة القتال أو في المفاوضات التي جرت في إسطنبول. فعلى صعيد الحرب على الأرض قامت روسيا بتنشيط الجبهة على طول ألف ومئة كيلومتر، وكذلك كثفت هجماتها على القوات والمدن الأوكرانية بالطائرات المسيرة وغيرها. وعلى صعيد التفاوض بعثت إلى إسطنبول وفدا هزيلا لا يملك صلاحية اتخاذ أي قرار ما يعني فشل المفاوضات. لذلك ليس غريبا أن لا تسفر عن شي سوى أمور هامشية مثل تبادل ألفي أسير، أما الأمور الجوهرية مثل عقد هدنة مدة شهر أو التخلي عن شروط أو حتى التفاوض غير المشروط فلم يتطرق له وفدها.

 

وعقب ذلك جدد بوتين مطالبه القديمة في أول الحرب، بمعنى أنه يطالب بالنصر المطلق وهدد بكل عنجهية أن على أوكرانيا أن تتنازل عن الأقاليم الأربعة التي سيطرت روسيا على معظمها في الحرب، هذا عدا عن القرم المحتل منذ عام ٢٠١٤، وإن لم تتنازل فسوف تقوم روسيا بالهجوم على إقليمين جديدين هما إقليما خاروف وسومي المتاخمان للحدود الروسية، وهدد بأن الحرب محتملة لنهاية هذا العام.

 

إن تمرد روسيا واستقواءها على أوكرانيا ما كان ليحدث لولا انشغال أمريكا بملفات أكثر أهمية من ملف الحرب في أوكرانيا، وكذلك يوحي بوجود تفاهم إلى حد ما بين هذه القوى. ومن ذلك كله نخرج بفكرة مفادها أن روسيا تعمل على إطالة أمد الحرب ما دامت في صالحها حتى يحين الوقت أو تحصل على صفقة ثمينة تلبي لها أكبر كم من مصالحها ولو كان ذلك على حساب علاقتها بأصدقائها أو جيرانها.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. محمد الطميزي

 

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.