Logo
طباعة
ليكن عيد غزة سعيداً بالتحام تكبيرات العيد بتكبيرات المحررين

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

ليكن عيد غزة سعيداً بالتحام تكبيرات العيد بتكبيرات المحررين

 

 

الخبر:

 

تغيب مختلف المظاهر والتجهيزات الخاصة بعيد الأضحى في قطاع غزّة، في ظل تواصل عدوان كيان يهود منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، والإغلاق الكامل للمعابر منذ الثاني من آذار/مارس الماضي. ويحلّ عيد الأضحى في ظلّ غياب كامل لمختلف أصناف الأضاحي والمواشي والعجول، وفي ظل تدمير المزارع الخاصّة بتربيتها والعناية بها، بالإضافة إلى منع دخول أصناف اللحوم الحمراء والبيضاء منذ تشديد الحصار والإغلاق التام للمعابر.

 

إلى جانب غياب الأضاحي واللحوم في عيد الأضحى، تغيب بقية الأصناف التي تلقى رواجاً فيه، إذ يفتقد القطاع للمواد الغذائية، وفي مقدمتها الدقيق والأرز والزيت وغيرها من المتطلّبات الأساسية للأسر، كما تغيب كل أصناف الحلويات والكعك والشوكولاتة التي تقدم للزوار المهنئين بالعيد، بفعل نفاد المواد الخام اللازمة لصناعتها، والغلاء الشديد في سعر الدقيق الذي تضاعف سعره بنحو 50 ضعفاً، والسكر الذي تضاعف سعره بنحو 60 ضعفاً في الوقت الذي يعيش فيه أهالي القطاع مجاعة حقيقية، ويعانون جرّاء الإبادة الجماعية المستمرّة، وقد خسروا بيوتهم ومصادر رزقهم. (العربي الجديد بتصرف بسيط، ٣/٦/٢٠٢٥)

 

التعليق:

 

هذا هو العيد الرابع الذي يأتي على أهل غزة وهم يتعرضون لحرب إبادة ومجازر وحشية، العيد الرابع الذي يأتي على أهل غزة وهم غارقون في الدماء والأشلاء، العيد الرابع الذي يأتي على أهل غزة وهم هائمون على وجوههم في الشوارع والطرقات ولسان حالهم ومقالهم يسأل (وين نروح؟!) حيث لا مكان آمناً يؤويهم ولا حصانة لأي مكان؛ فالمدارس والجامعات والمساجد والمستشفيات ومراكز الإيواء مستهدفة وتحت مرمى دبابات وطائرات يهود، هذا هو العيد الرابع وأهل غزة بالكاد يجدون قوت يومهم وقد فتك بهم الجوع والعطش، العيد الرابع الذي يأتي عليهم وهم يلبسون أطفالهم الأكفان بدل ملابس العيد، وتعلو فيه أصوات البكاء ونداءات الاستغاثة على أصوات البهجة والفرحة والسرور.

 

وهذا هو موسم الحج الثاني الذي يأتي على أهل غزة وهم يعانون مرارة صمت وخذلان المسلمين لهم، وتمسكهم بحدود سايكس بيكو وتغنيهم بالوطن والوطنية التي تكرس فرقة المسلمين وتمنع تحركهم لنصرة إخوانهم، هذا الموسم الذي يذكر الأمة الإسلامية بأنها أمة واحدة؛ ربها واحد ودينها واحد وقبلتها واحدة، لا فضل فيها لعربي على أعجمي، ولا لأبيض على أسود، ولا لغني على فقير، إلا بالتقوى، وأنه إذا اشتكى منها عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وأن نصرة المسلم لأخيه المسلم فرض، قال تعالى: ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾.

 

وفي عيد الأضحى نتذكر سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام وامتثاله لأمر الله سبحانه ﴿فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ﴾، وهو ما يجب أن يكون عليه المسلمون وخاصة أهل القوة القادرون على نصرة أهل غزة فيمتثلون أمر الله ويطيعونه ولا يمتثلون أمر الحكام وأسيادهم الذين يتآمرون على أهل غزة ويحمون كيان يهود، ويكبلونهم ويمنعونهم من نصرة إخوانهم في غزة، فيتحركوا لإزالتهم وإقامة دولة الخلافة على أنقاض عروشهم ويزحفون لتحرير الأرض المباركة ونصرة أهلها، وبذلك يكون العيد عيدين، وتجتمع تكبيرات العيد مع تكبيرات التحرير ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

براءة مناصرة

 

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.