Logo
طباعة
إلى متى يا أمة الإسلام؛ رجالها وجيوشها؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

إلى متى يا أمة الإسلام؛ رجالها وجيوشها؟!

 

 

الخبر: 

 

اعتداء النظام الأردني على الشاب حمزة بني عيسى وتعذيبه بوحشية أدت إلى قلع عينه بتهمة (الإرهاب)، والسبب أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر وإبداؤه تعاطفا مع غزة وأهلها. 

 

التعليق:

 

"أسد عليّ وفي الحروب نعامة" مثل يُضرب فيمن يُبدون الشجاعة والقوة ما داموا في مأمن من عدوهم، ثم إذا أحسوا بخطر الأعداء خافوا وجبنوا، وهذا ديدن حكام هذا الزمان الجبناء، حيث يستأسدون على شعوبهم، في حين ينكسون رؤوسهم عندما يُذلهم أعداؤهم.

 

بداية نبشر الأخ حمزة بأن عينه قد سبقته إلى الجنة إن شاء الله، وهذا حال كل من نال من أهل غزة المكلومين من أصناف التعذيب والتجويع والتعطيش والقتل الممنهج، حتى وصل الحال إلى جعل من يتجمهرون للحصول على الطحين وبعض ما يقيتهم، كالفئران يتصيدونهم بالرصاص والقنابل... ويكأن القيامة قد قامت في غزة ولا يُرى لها سقف لوقف تلك المجازر.

 

نقول: إن من سنن الله سبحانه وتعالى في أمته الابتلاء: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ* أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾، ويقول تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ﴾.

 

والله سبحانه وتعالى إذا أراد نصر الضعيف أشغل الأقوياء ببعضهم، ليُخرج الضعيف من بينهم فينجو أو يتمكن عليهم، يقول تعالى: ﴿وَلَوْلَا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾. قال ابن عباس: ولولا دفع الله العدو بجنود المسلمين لغلب المشركون فقتلوا المؤمنين وخربوا البلاد والمساجد.

 

ولأننا نقتدي بسنة سيدنا محمد ﷺ فسنأخذ من غزوة الأحزاب مثالاً، حيث كفى الله المؤمنين القتال حين رأى صدق توجههم وعدم خضوعهم لمطالب الكفار الدنيوية، فالصبر والتصبر والرباط وتقوى الله هو عنوان النجاح والفلاح والنصر، نعم إن الله يسمع ويرى وإنه سبحانه لبالمرصاد لهؤلاء الظالمين، فقفوا أيها المسلمون موقف الصادق مع الله والمخلص له سبحانه، موقف العزة والاعتماد على الله فإنه من اعتمد على الله، فلا ذلَّ ولا ملَّ ولا ضلَّ ولا اختلّ.

 

ومن سار نحو العزة وعمل لإيجادها كان الله معه وألبسه ثوب العزة في الدنيا وله في الآخرة ثواب عظيم، أما من ارتضى الخنوع والخضوع للعدو الكافر وأذنابه، كان حقا على الله أن يلبسه ثوب الذل في الدنيا والآخرة، وهذا حال حكامنا وعلى رأسهم من فتحوا بلادهم واستقبلوا الرئيس الأمريكي وأغدقوا عليه أموالا ليست من حقهم بل هي من حق الأمة الإسلامية المستضعفة والمقهورة، فلا بارك الله في هؤلاء الرويبضات ومن سار على دربهم واقتفى أثرهم.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

راضية عبد الله

 

وسائط

Template Design © Joomla Templates | GavickPro. All rights reserved.