- الموافق
- كٌن أول من يعلق!

بسم الله الرحمن الرحيم
اعتداءات متكررة وسلطة غائبة مغيّبة
الخبر:
أصيب عشرات الفلسطينيين، جراء اعتداءات المستوطنين وقوات الاحتلال على السكان بمواقع مختلفة في الضفة الغربية. واستشهد مؤخرا 3 فلسطينيين وأصيب 7 آخرون في عدوان مستوطنين على بلدة كفر مالك شرق رام الله، وكانت مصادر محلية أفادت باندلاع حرائق جراء إضرام المستوطنين النار في منازل مأهولة على أطراف القرية وفي مركبات فلسطينية وسط تصدي أهالي البلدة والقرى المجاورة للهجوم.
وقد وثّقت منصات فلسطينية مشاهد تظهر لحظة إطلاق جنود الاحتلال الرصاص بشكل مباشر على الفلسطينيين أثناء تصديهم لهجوم المستوطنين. كما أظهرت مشاهد على مواقع التواصل سيارات الإسعاف تواصل نقل الإصابات من بلدة كفر مالك عقب هجوم المستوطنين.
التعليق:
سادت حالة من الحزن والحداد بلدة كفر مالك بعد الهجوم الإجرامي الأخير الذي خلف 3 شهداء من أبنائها وإصابة آخرين. ويعيش السكان حالة من الحذر والقلق خشية أن يعيد المستوطنون الكرّة من جديد، خاصة مع توفير الجيش الحماية لهم خلال تنفيذ الهجمات. حيث إنه وبالتوازي مع حرب الإبادة في غزة، ووفق معطيات فلسطينية، صعّد المستوطنون بمساندة جيش الاحتلال من اعتداءاتهم بالضفة الغربية، ما أدى إلى استشهاد 26 فلسطينياً على الأقل برصاصهم، وإصابة الآلاف، وإشعال أكثر من 450 حريقاً، وتهجير أكثر من 1200 فلسطيني من 20 تجمعاً سكنياً، وهدم 7 تجمعات فلسطينية في مسافر يطا ومناطق أخرى، وإقامة أكثر من 80 بؤرة استيطانية جديدة على أراضي الضفة الغربية في أكثر من 5000 هجوم واعتداء منذ شهر تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وخلال أيار/مايو الماضي ووفق معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان فقد نفذ مستوطنون 415 اعتداء في الضفة، توزعت بين هجمات مسلحة على قرى فلسطينية في مناطق مختلفة، وإعدامات ميدانية وتخريب وتجريف أراض واقتلاع أشجار والاستيلاء على ممتلكات وإغلاقات وحواجز تقطع أواصر الجغرافيا الفلسطينية.
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا: أين الدور الغائب أو المغيّب لما يسمى بالسلطة الفلسطينية في صد عدوان المستوطنين على أهل الضفة الغربية؟! أم أن دورها يقتصر على التزامها بسياسة "ضبط النفس والميدان" من خلال التنسيق الأمني مع الاحتلال، وعلى ملاحقة الشرفاء، وجباية الضرائب وسرقة أموال الناس بطرق وأساليب ومسميات مختلفة، ما يجعلها في موقع العاجز المتخاذل والمتواطئ، مع غياب أي نوايا أو خطط لمواجهة الاستيطان وهجمات المستوطنين؟!
إن ما يجري في الضفة الغربية ليس صراعاً محلياً بين أهلها ومستوطنين، بل هو حرب مفتوحة ضمن مشروع احتلال استيطاني توسعي لا يعترف بالسلام ولا بالحقوق، ولا يعترف بسلطة أو حكومة فلسطينية، والتي جاءت أصلا خدمة للاحتلال ودعماً له. فلا خير يُرتجى منها ولا أمل في حماية الناس في أي مكان في فلسطين، فهي غير قادرة على حماية نفسها، والأمثلة والشواهد كثيرة.
ولكن الظلم لن يستمر والعنجهية ستجد من يكسرها، والمتخاذل المتواطئ سيجد عقابه، وما ذلك على الله ببعيد، ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مسلمة الشامي (أم صهيب)